أراء وقراءات

نهاية العالم بين الحقيقة والمؤامرة

بقلم/ رمضان النجار

منذ بداية عام ٢٠٢٠ وإنتشار فيروس كوفيد ١٩ ( كورونا ) ظهرت أصوات كثيرة تربط بين الوباء وبين نهاية العالم . وتناقل البعض عبارات عن مؤرخ يدعى إبراهيم سالوقيا يقول فيها  أن إنتشار الوباء فى عام ٢٠٢٠ هو علامة من علامات نهاية العالم. وبعد البحث عن ذلك  المؤرخ لم بستدل عليه فى أى كتب من كتب التاريخ أو كونه أحد المؤرخين .

 مؤامرة نهاية العالم ليست جديدة

قبل إجتياح المغول لبغداد 23 مُحرَّم 656 هـ المُوافق 29 يناير 1258 ميلادية ،ظهرت شائعات كثيرة للأسف تربط بين المغول ونهاية العالم ،حتى قال بعض العلماء أن المغول هم يأجوج ومأجوج وأن طريقتهم الوحشية فى إفناء البشر وأن هذا  الخراب والدمار وطريقتهم فى القتل التى لاتفرق بين طفل وشاب ورجل وإمرأة أكبر دليل على أنهم هم يأجوج ومأجوج . وسهلت هذه الشائعات على المغول مهمتهم فى الإستيلاء  عل كل المدن التى دخلوها حتى ان هناك مدن سلمت لهم دون قتال وكان الفضل فى ذلك لمن روج لتلك الإشاعة بقصد أوبدون قصد .

كيف تصدت مصر للمؤامرة

بعد سقوط الشام فى يد المغول وهروب أهل الشام إلى مصر كانت نية المغول الإستيلاء على مصر ولأنهم يعلمون جيدا مدى قوة مصر العسكرية المتمثلة فى جيش قوى وشعب متماسك إستطاع هزيمة الجيش الفرنسي وأسر ملكهم لويس التاسع فقد قرروا نشر الفوضى فى مصر كما فعلوا فى العراق والشام وخراسان وبدأ جواسيس المغول ينشرون بين الناس أن المغول هم يأجوج ومأجوج وأنهم يأكلون الناس أحياء وأن هذه الأحداث هى نهاية العالم ثم بدأ بعض الناس يرمون النقود فى الأسواق بحجة ان يوم القيامة قد إقترب وأن الأموال ليس لها أى فائدة الأن .

ووصل الأمر لأمراء المماليك والسلطان قطز الذين أدركوا بعد مشاورة مع الشيخ العز بن عبد السلام أن مايحدث من إشاعات من صنع المغول. فبدأ الخطباء على المناير ينصحون الناس بعدم تصديق هذه الإشاعات وان الموت والحياة بيد الله تعالى وأن المغول ليسوا هم يأجوج ومأجوج وأنهم بشر يمكن هزيمتهم بالصبر والجهاد.

وقرر السلطان قطز قيادة الجيش ومواجهة المغول خارج مصر ، ووقعت مواجهة حاسمة في عين جالوت (25 رمضان 658 هـ / 3 سبتمبر 1260م) وألحق الجيش المصري أول هزيمة لجيش المغول وكانت معركة فاصلة في التاريخ الاسلامي والتاريخ البشري كله لانها أنهت على أسطورة المغول .

المؤامرة مستمرة

مازالت المؤامرة مستمرة على نفس النهج إشاعة الذعر بين الناس وتخويفهم من الأخطار القادمة مثل الزلازل والأعاصير والأوبئة وأن نهاية العالم قد إقتربت فيدخل اليأس والإحباط فى قلوب الناس وتنهزم نفوسهم فيسهل على العدو السيطرة على الشعوب وخاصة الشعوب العربية والإسلامية.

لاداعى لليأس ولنستمر فى العمل

ضربت اليابان أروع الأمثلة فى الأخذ بالأسباب وعدم الإستكانه للكوارث التى حدثت لها رغم القنابل النووية التى دمرت مساحة كبيرة من أرضها وقتلت الآلاف من البشر هناك وبرغم الزلازل المستمرة إلا أن اليابان إستمرت فى العمل رغم كل المحن وأصبحت دولة صناعية وإقتصادية كبرى تنافس العالم أجمع .

نحن مطالبون بالعمل حتى أخر الأنفاس فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة وإستطاع أن يغرسها فليغرسها .

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

رمضان عبد الفتاح النجار

كاتب وباحث

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.