تقارير وتحقيقات

ماهي تداعيات حكم محكمة العدل الدولية في الجرائم الإسرائيلية

ما هو الفرق بين محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية؟

 

تقرير من إعداد/ محمد السيد راشد 

ينتظر الجميع من شعوب العالم نتيجة تقديم جنوب أفريقيا طلب لمقاضاة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية، وكونها مجرمة حرب ،حيث تمت بالفعل اجراءات المحاكمة.

وقبلت دولة لاحتلال المثول أمام محكمة العدل الدولية وقام الفريق القانوني لجنوب أفريقيا بتقديم أدلة موثقة لإدانة دولة لاحتلال، وفي اليوم التالي قام فريق الدفاع الإسرائيلي بتقديم أكاذيب .

الفرق بين محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية ؟

لكي نتعرف علي ما قد يحدث بعض الحكم وإدانة دولة لاحتلال، يجب أولا التفريق بين “محكمة العدل الدولية “و”المحكمة الجنائية الدولية”

ولمعرفة الفرق يجب أولا معرفة ما اذا كانت محكمة العدل الدولية مستقلة أم لا ثانيا ماهي طبيعة القضايا  التي يجب أن تعرض عليها وماذا يجب أن يكون طرفيها.

بالطبع الجواب علي استقلالية محكمة العدل الدولية يكون بلا للأسف فمحكمة العدل الدولية تعد

مؤسسة تابعة لهيئة المنظمة الدولية المتحدة وهي مختصة للنظر في القضايا التي ترفع علي الدولللفصل بينهم .

المحكمة الجنائية الدولية هي مؤسسة مستقلة وتختص بالنظر لافعال وقضايا تخص أفراد أو شركات لقيامها بافعال إبادة جماعية أو تطهير عرقي أو مجازر يقدمون كمجرمي حربي.

المحكمة الجنائية الدولية

كان يجب مقاضاة نتانياهو ومجلس الحرب لجيش الاحتلال ومعهم جو بايدن ورئيس وزراء بريطانيا أمام المحكمة الجنائية الدولية، بجانب ما حدث أمام محكمة العدل الدولية من مقاضاة دولة لاحتلال . وهذا ما يجري الاستعداد له حاليا من جانب هيئة المحامين في تونس حيث يستعدون لتقديم ملف امام المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة نتنياهو وبايدن وقادة اسرائيليين بارتكابهم جرائم حرب .

اتفاق منع الإبادة الجماعية

وفي الـ11 من ديسمبر 1946 أعلنت المنظمة الدولية  المتحدة أن الإبادة الجماعية،  جريمة بمقتضى القانون الدولي وتتعارض مع مبادئ المنظمة وأهدافها ويدينها العالم المتمدن. وتصادق الأطراف المتعاقدة على الإبادة الجماعية، سواء ارتكبت في أيام السلم أو أثناء الحرب، هي جريمة بمقتضى القانون الدولي، وتتعهد منعها والمعاقبة عليها.

وتعرف الإبادة الجماعية بأنها أياً من الأفعال المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه: قتل أعضاء من الجماعة، أو إلحاق أذى جسدي أو روحي خطر بأعضاء من الجماعة، أو إخضاع الجماعة، عمداً، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كلياً أو جزئياً، وفرض تدابير تستهدف الحيلولة دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة، أو نقل أطفال من الجماعة، عنوة، إلى جماعة أخرى. وصادق على تلك الاتفاق 153 دولة بما فيها إسرائيل.

لماذا قررت إسرائيل الحضور أمام المحكمة؟

اللافت أن إسرائيل قررت الدفاع عن نفسها والامتثال أمام المحكمة، وكان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قد أعلن أنه “لا يوجد ما هو أكثر وحشية وسخافة” من الدعوى المرفوعة أمام محكمة العدل، منتقداً جنوب أفريقيا التي رفعت الدعوى. كما رد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي على ما قالته بريتوريا إن إسرائيل “أقدمت، وتقدم، وقد تستمر في الإقدام على أعمال إبادة في حق الشعب الفلسطيني في غزة”، بأنه “تشهير دام عبثي”، مضيفاً “كم هو مأسوي أن تناضل أمة قوس قزح (جنوب أفريقيا) التي تدعي مكافحة العنصرية، بصورة مجانية دفاعاً عن العنصريين المعادين لليهود”.

وكان موقع “بي بي سي” نقل عن افتتاحية صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية التي جاءت بعنوان، “إسرائيل ستدافع عن نفسها أمام محكمة العدل الدولية”. وتقول الصحيفة إن مشاركة إسرائيل في جلسة الاستماع التي ستعقدها محكمة العدل الدولية “لمواجهة ادعاءات ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة يمثل تحولاً مهماً، وربما مفيداً في استراتيجيتها القانونية”.

وأبدت الصحيفة تأييدها للقرار، ووجدت أنه لا يوجد سبب لمقاطعة الجلسة، لأن إسرائيل “عضو في اتفاق (منع جريمة) الإبادة الجماعية منذ بدايتها”. وأشارت إلى أن قرار المشاركة يعني “تغيير سياسة إسرائيل القديمة المتمثلة في عدم المشاركة” – وهذا ما حدث في عام 2004، حينما “اختارت عدم حضور إجراءات محكمة العدل الدولية في شأن شرعية الجدار الأمني في الضفة الغربية”، ثم “تجاهلت إسرائيل الحكم” بعد ذلك، متذرعة بـ”عدم اعترافها بسلطة المحكمة”.

هل تغيرت سياسة إسرائيل؟

الباحث والمفكر السياسي الفلسطيني المقيم في لبنان صقر أبو فخر قال في حديثه إلى “اندبندنت عربية”، بقوله : “اليوم إسرائيل تشعر بالإحراج بخاصة بعد تحول الرأي العام الدولي، والأهم من كل ذلك هي التظاهرات التي خرجت من قبل اليهود، خصوصاً في الولايات المتحدة، واليوم حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل أو (BDS) معظم الكادرات الناشطة فيها هم من اليهود”. وأضاف أنه “لا تستطيع إسرائيل التمنع عن الحضور لأن المحكمة لها طابع دولي، وطالما قبلت دعوى جنوب أفريقيا، وبما أن هذه المحكمة لا تقبل إلا دعاوى دول، إذاً على الدولة المدعى عليها الحضور. وإذا تملصت تصبح بحكم المدانة، حيث يصدر الحكم بإدانتها، من هنا قررت تل أبيب الحضور والدفاع عن نفسها لتبرير موقفها”.

وأشار أبو فخر إلى أنها المرة الأولى التي ترفع فيها دعوى بهذا المستوى ضد إسرائيل، وسابقاً كان هناك مؤسسات ومنظمات رفعت دعاوى أمامها كمحكمة “بيرتراند راسل” (محكمة راسل حول فلسطين هي محكمة رأي شعبية)، “في هذه الحالة لها الخيار بالحضور من عدمه”. وتابع “كما أن المحكمة الجنائية الدولية قرارتها ملزمة القانون وليس التطبيق، إذ إن لا قوة تستطيع أن تلزم إسرائيل بالتطبيق إلا إذا انعقد مجلس الأمن وقرر تبني الحكم النهائي، إذ يفترض به أن يتبنى الحكم النهائي للمحكمة الجنائية، وهذا ما يضع إسرائيل في موقف حرج إذا ما تجاهلت الحكم”، مضيفاً أنه من هنا “هي تحاول أن تدافع عن نفسها في محاولة للخروج بحكم مخفف أو عدم إدانتها بجرائم إبادة”.

حرب دفاع عن النفس

كانت صحيفة “هآرتس” قد نقلت عن حقوقيين تحدثوا إليها، أنه في جلسات الاستماع التي ستعقد، يمكن للمحكمة العليا أن تأمر إسرائيل بالسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الالتماس الذي قدمته جنوب أفريقيا، وفتح تحقيق أو السماح بعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، لكن قد “تمر سنوات عدة بين الدعوى الأولية والجلسة الفعلية للنظر في موضوع القضية”، وفقاً لـ”رويترز”.

ونقل موقع “سي أن أن” الأميركي عن خبراء قولهم إن هذه هي المرة الأولى التي تتم فيها محاكمة الدولة اليهودية بموجب اتفاق الأمم المتحدة للإبادة الجماعية، والتي وضعت بعد الحرب العالمية الثانية بعد الفظائع التي ارتكبت ضد الشعب اليهودي خلال المحرقة.

وأشار البروفيسور إلياف ليبليتش المتخصص في القانون الدولي بجامعة تل أبيب في حديثه للموقع، إلى أن “ادعاء الإبادة الجماعية هو أخطر ادعاء قانوني دولي يمكن توجيهه ضد دولة ما. وبما أن المحكمة تتمتع باختصاص قضائي واضح، فسيكون من الغريب ألا تحضر إسرائيل ببساطة”. وأضاف “أن نظرة الجمهور الإسرائيلي إلى القضية تعكس الخلافات السياسية في البلاد. ويرى البعض أن الإجراءات مجرد حالة أخرى من التحيز الدولي ضد إسرائيل، وكثيرون آخرون غاضبون لأنهم يعتقدون أن هذه القضية لم تكن ممكنة إلا بسبب التصريحات غير المسؤولة من قبل السياسيين اليمينيين المتطرفين، والتي في آرائهم لا تمثل السياسة الفعلية”.

واستدرك البروفيسور الإسرائيلي أن هناك “قلة في المجتمع الإسرائيلي مستعدون لقبول مزاعم الإبادة الجماعية، وأنهم ينظرون في الغالب إلى الحرب على أنها دفاع عن النفس ضد (حماس)، والتي أدت وبسبب تكتيكات الأخيرة، إلى أضرار واسعة النطاق، ولكن غير مقصود للمدنيين”.

لكن ماذا لو تجاهلت إسرائيل الحكم النهائي؟

يعود مرة أخرى الباحث والمفكر السياسي الفلسطيني المقيم في لبنان صقر أبو فخر ليؤكد أنه يفترض بمجلس الأمن تبني الحكم النهائي، ولكن قد يفشل، حينها يتحول الحكم إلى قرار معنوي، كقرارات المنظمة الدولية  المتحدة. وذكر بأنه “ومن خلال التاريخ الحديث لم يحاكم أي منتصر، حتى لو كان المنتصر

مرتكب لجرائم وإبادات، كحالة الولايات المتحدة في فيتنام. دائماً ما يحاكم المهزوم كحالة سلوبودان ميلوسوفيتش في يوغوسلافيا، حكماً وسجناً، أيضاً محاكمات راوندا، وفي قضية ليبيريا، كان حوكم قادة النازية من بعد الحرب العالمية الثانية”.

 المحاكمة تضر بصورة إسرائيل

اعتبر صقر أبو فخر أن “هذه المحاكمة ستؤثر في صورة إسرائيل بغض النظر إن امتثلت للحكم أو لا. لأن لدى إسرائيل مفهوم (طهارة السلاح)، أي إنهم لا يقتلون المدنيين، وهذا كذب بطبيعة الحال”.

ونقل موقع “صوت أميركا” عن روبرت مكاو، مدير إدارة الشؤون الحكومية في مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) قوله “إن المحكمة لا تستطيع تنفيذ أحكامها، لكن أعضاء المنظمة الدولية  المتحدة يمكنهم قبول نتائجها، وهذا يؤثر في أنواع السياسات التي تضعها الأمم المتحدة”. وقال، “لذلك يمكن أن يكون لهذا تأثير كبير في الكيفية التي قد نتمكن بها من التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو محاسبة إسرائيل بوسائل أخرى عن الإبادة الجماعية المستمرة للفلسطينيين”.

بدورها، أشارت صحيفة “جارديان” البريطانية في تقرير لها في الرابع من يناير الجاري إلى أنه “إذا وضعنا جانباً ما إذا كانت إسرائيل ستمتثل لأي أمر من محكمة العدل الدولية لتغيير سياساتها العسكرية والكف عن أي عمل يمكن باعتباره إبادة جماعية، فإن الضرر الذي قد يلحق بسمعة تل أبيب نتيجة لهذا الحكم سيكون كبيراً، وقد يؤدي في الأقل إلى تعديل بحملتها العسكرية”.

وتابعت الصحيفة البريطانية، “بما أن إسرائيل اختارت الدفاع عن نفسها، كما أنها من الدول الموقعة على اتفاق الإبادة الجماعية، تجعل من الصعب عليها أن تتجاهل أية نتيجة سلبية”.

رأي المحرر

اذا تدخلت أمريكا لمنع محاكمة إسرائيل سيتوحد أكثر من ثلثي العالم ضد أمريكا ويتحول كل العداء الآن لإسرائيل المباشر إلي أمريكا وبشكل مباشر يمتد لاراضيها وقيادتها واتباعها وعملائها في المشرق قبل المغرب مع تأكيد علي امكانية تقسيم الولايات واستقلالها بشكل منعزل عن بعضها .

 

 

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.