السودانشئون عربية

محادثات جنيف: قرارات الجيش والدعم السريع ستؤدى لوقف المجاعة

ترحيب بقرارات فتح معبري أدري والدبة وتسهيل وصول المساعدات 

 

كتبت : د.هيام الإبس

رحبت كل من الولايات المتحدة وسويسرا والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والأمم المتحدة ووفود الاتحاد الإفريقى المجتمعة فى سويسرا لإجراء محادثات السودان، يوم السبت، بالتزام قوات الدعم السريع بالتعاون فى توصيل المساعدات الإنسانية، ولا سيما عبر طريق الدبة الحيوى إلى دارفور وكردفان.

وكانت الوفود قد رحبت بقرار مجلس السيادة السودانى بفتح معبر أدرى الحدودى من تشاد إلى شمال دارفور للأشهر الثلاثة المقبلة.

بيان مشترك

وأكدت فى بيان مشترك: “إن هذه القرارات البناءة التى اتخذها الطرفان ستمكن من دخول المساعدات اللازمة لوقف المجاعة ومعالجة انعدام الأمن الغذائى والاستجابة للاحتياجات الإنسانية الهائلة فى دارفور وخارجها والوصول إليها دون عوائق”.

وطالبت الوفود المجتمع الدولى والمنظمات الإنسانية باغتنام هذه اللحظة لنقل المساعدات وإنقاذ حياة الفئات الأكثر ضعفًا.

وأكد البيان استمرار عمل الوفود الدولية فى سويسرا اليوم السبت فيما قال المبعوث الأمريكى إنه يواصل الاتصال مع الجيش السودانى عدة مرات يوميا.

وكان مجلس السيادة السوداني قد أعرب يوم الخميس عن استعداده للتواصل مع مسهلى اتفاق جدة للنقاش حول كيفية التنفيذ مع رفضه توسيع قائمة المسهلين.

من جهتها أعلنت قوات الدعم السريع التى يوجد وفدها فى جنيف على استعدادها لمواصلة تسهيل عبور قوافل المساعدات والإغاثات عبر معبر الدبة، مؤكدة إن وصول وفدها إلى جنيف جاء بناءً على إلتزامها الأخلاقى تجاه الشعب وليس لتحقيق أى مكاسب سياسية.

ليندا توماس تحذر الدعم السريع من عرقلة قوافل الإغاثة

دعت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية فى الأمم المتحدة ليندا توماس، قوات الدعم السريع إلى تسهيل تدفق المساعدات وتجنب أى إجراءات تحول مسارها أو تُبطئ من حركة الشاحنات، أو تهدد حياة العاملين فى المجال الإنسانى.

فتح معبر أدرى

وعلقت توماس على قرار مجلس السيادة الانتقالى الذى أعلن فتح معبر أدرى مع تشاد وإقليم دارفور، وقالت فى بيان إن فتح المعبر كان يجب أن يكون قبل فترة طويلة، مضيفةً أنها تتطلع إلى رؤية القوافل الإنسانية وهى تدخل إقليم دارفور دون تغيير مسارها .

زيادة كمية المساعدات

وأردفت قائلةً: “ستواصل الولايات المتحدة العمل من جهتها مع شركائنا فى المجال الإنسانة، حتى يزيدوا كمية المساعدات إلى الشعب السودانى، كما ندعو المجتمع الدولى إلى الانضمام إلى جهودنا الإنسانية فى السودان”.

المجاعة بدأت من معسكر زمزم

وأكدت مندوبة الولايات المتحدة فى الأمم المتحدة أن (26) مليون شخص يتضورون جوعاً فى السودان، ويمثل هذا نصف عدد سكان البلاد، وبدأت المجاعة من معسكر زمزم فى شمال دارفور.

وقالت توماس إن المجاعة مستشرية على الأرجح فى أجزاء أخرى من دارفور والخرطوم ومختلف أنحاء البلاد، ولفتت إلى أن الأسر التى فرت من الموت بالرصاص تموت اليوم بسبب المجاعة.

وعلى الرغم من نداءات الاستغاثة بشأن توصيل المساعدات الإنسانية للملايين من السودانيين داخل وخارج البلاد، لكن المجتمع الدولى لم يقدم سوى 30% من الالتزامات لخطة العام الحالى الذى مضى منه ثمانية أشهر.

صعوبة الحركة .. وخطورة الدعم السريع

يواجه السودانيون داخل بلدهم صعوبة الحركة بين المدن، خاصة الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، كما تشكل هجمات هذه القوات خطراً على القرى والمدن.

ويؤثر نقص الغذاء على المدنيين والأطفال على وجه الخصوص مع انتشار الأوبئة مثل الملاريا والدرن والكوليرا، وتشكل المطابخ الجماعية مصدراً لتأمين الطعام لعشرات الآلاف، لا سيما فى المناطق الساخنة، وبدأت هذه الأعمال الطوعية من  العاصمة الخرطوم بعد أشهر قليلة من الحرب منتصف العام الماضى.

مطابخ جماعية ونداءات لإرسال التبرعات

وتتعامل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات المحلية والدولية مع المطابخ الجماعية بعد أن تمكنت من توفير الطعام بشكل غير مباشر، بعيداً عن البيروقراطية من خلال إنشاء مراكز فى الأحياء.

وتطلق المطابخ الجماعية نداءات لإرسال التبرعات المالية لشراء مستلزمات الطعام والوقود، بما فى ذلك الأدوية المنقذة للحياة.

الدعم السريع: معبر “أدرى” يخضع لسيطرتنا ونلتزم بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية

اتهمت قوات “الدعم السريع”، قائد الجيش السودانى الفريق عبد الفتاح البرهان، بأنه استغل “معبر أدرى” لتحقيق أهداف سياسية وللتغطية على رفضه دعوة الولايات المتحدة الأمريكية للتفاوض فى جنيف.

أكدت “الدعم السريع” فى بيان لها، أمس الجمعة، على منصة “إكس” أن معبر أدرى الحدودى مع تشاد يقع تحت سيطرتها الكاملة، وأن دخول المساعدات الإنسانية من خلاله لا يحتاج إلى موافقة أو رفض من البرهان.

مؤكدة التزامها بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التى تسيطر عليها.

توفير الحماية .. وتسهيل عبور القوافل

كما جددت تأكيدها على تسهيل عبور قوافل المساعدات عبر معبر الدبة، وتوفير الحماية للأطقم الإنسانية وفقاً للقانون الدولى، وثمنت دور المجتمع الدولى والأمم المتحدة فى مساعيهم لإنهاء الأزمة فى السودان وتقديم المساعدات العاجلة.

تفاهمات واضحة وشفافة

كما أكدت التزامها بالتعاون مع الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة وفق تفاهمات واضحة وشفافة، مشيرة إلى أنها لن تسمح بتحويل المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى مسرح لأجندات سياسية.

وكان مجلس السيادة السودانى الذى يترأسه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، قد قرر، الخميس الماضى، توجيه مفوضية العمل الإنسانى بالتنسيق مع منسق العون الإنسانى القطرى، بفتح معبر أدرى الحدودى مع تشاد لمدة 3 أشهر.

ضمان وصول المساعدات الإنسانية

ووجه المجلس بأن يتم فتح المعبر حسب الضوابط المتعارف والمتفق عليها، وذلك لضمان وصول المساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

ظروف صعبة

ويعيش نحو 192 ألف لاجئ سودانى فى ظروف صعبة بمعسكر مؤقت قرب مدينة أدرى على الحدود السودانية التشادية، ويواجهون نقصاً حاداً فى الخدمات الأساسية والغذاء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.