كتبت:عبير سلامة
افتتح الوزير المفوض د. رائد علي صالح الجبوري مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية- قطاع الشؤون الاقتصادية- الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الملتقى العلمي العربي الذي نظمه الإتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئةبالتعاون مع الجمعية العلمية للدراسات والبحوث التطبيقية
برعاية إعلامية من مجلة نهر الأمل تحت عنوان “الاستفادة من المياه من أجل السلام”، بمناسبة اليوم العالمي للمياه 2024، افتراضيا عبر تطبيق زووم يوم الجمعةالموافق ٢٢من مارس 2024
برئاسة وإدارة الأمين العام للاتحاد د.أشرف عبد العزيز
بالتعاون مع أ.د محمد خطاب – المدير التنفيذي للجمعية العلمية للدراسات والبحوث التطبيقية- ومقرر الملتقي المهندس السعيد سيد اللبان – الأمين المساعد للإتحاد. وبمشاركة 150 خبير عربي
افتتح الجبوري كلمته بتقديم الشكر إلي الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة متمثلا في:
الدكتور/ أشرف عبدالعزيز، الأمين العام للإتحاد،
المستشار/ نادر جعفر، رئيس الإتحاد ونقل تحيات السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية،
السفير الدكتور/ علي بن إبراهيم المالكي، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية، وتمنياتهما للملتقى بالنجاح والخروج بتوصيات تساهم في تعزيز العمل العربي المشترك.
قال الجبوري ان الملتقي يُعقد بالتزامن مع ذكرى الاحتفال السنوي باليوم العالمي للمياه، و يصادف في 22 آذار/ مارس من كل عام، ليكون وسيلة لجذب الانتباه إلى أهمية المياه العذبة، والدعوة إلى الإدارة المستدامة لمواردها، ويتمثل الهدف من هذا اليوم في اتخاذ إجراءات للتعامل مع الأزمة العالمية للمياه دعماً لتحقيق الهدف (6) من أهداف التنمية المستدامة: المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع بحلول عام 2030، وتُعد منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” الجهة المسؤولة التي تترأس هذا الاحتفال، ويصدر تقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية سنوياً بهذه المناسبة أو في موعد قريب منها، حيث يهدف هذا التقرير إلى تزويد صانعي القرار بالأدوات اللازمة لصياغة وتنفيذ سياسات تُعنى بالحفاظ على استدامة المياه، ويضطلع برنامج اليونسكو العالمي لتقييم الموارد المائية، بمهمة تنسيق هذا التقرير نيابة عن لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية، ويتماشى الموضوع السنوي لليوم العالمي للمياه مع محور اهتمام التقرير.
وأشارالى أهمية الماء كثروة طبيعية قد يؤدي توافق واختلاف الدول بشأنها إلى إرساء السلام أو إشعال فتيل النزاع والحروب، فعندما تكون المياه شحيحة أو ملوثة، وعندما يفتقر الناس إلى الفرص المتكافئة للحصول عليها أو تنعدم فرص حصولهم عليها، فإن التوترات قد تتصاعد بين المجتمعات والبلدان.
و أن أكثر من 3 مليار شخص في جميع أنحاء العالم يعتمدون على مياه تعبر الحدود الوطنية، ومع ذلك، فإن 24 بلداً حول العالم فقط لديها اتفاقيات تعاون بشأن جميع مياهها المشتركة، وأن المياه العابرة للحدود تمثل ما نسبته 60%، من تدفقات المياه العذبة في العالم،
وأن هنالك 153 بلداً لديها أراض ضمن 1 على الأقل من أحواض الأنهار والبحيرات العابرة للحدود البالغ عددها 310 أحواض وشبكات طبقة المياه الجوفية العابرة للحدود المشمولة بالجرد وعددها 468 شبكة، وذلك بحسب البيانات الصادرة عن لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية، في العام الماضي.
وبين أن بعض دولنا العربية ليس لديها اتفاقيات تضمن حقوقها المائية في مياه أنهارها التي تنبع من دول أخرى، الأمر الذي يُعرض أمنها القومي للخطر، فدولتي مصر والعراق على سبيل المثال وليس الحصر ليس لديهما اتفاقيات تضمن حصصهما المائية في أنهارهما كل من النيل ودجلة والفرات، ولطالما أُدرجت موضوعات بهذا الشأن على جداول أعمال وزراء عرب معنيين بالشؤون السياسية كوزراء الخارجية، ووزراء فنيين معنيين بشؤون المياه والبيئة كالمجلس الوزاري العربي للمياه ومجلس الوزراء العرب المعنيين بشؤون البيئة، وصدرت قرارات بشأنها تدعو لحشد الموقف العربي لدعم حقوق هذين البلدين في مياه أنهارهما، من خلال علاقات الدول العربية الثنائية مع دول المنبع.
وأكد ان يوم المياه العالمي لعام 2024: “المياه من أجل السلام”، يؤكد قيمة هذا المورد الطبيعي وأهميته، فعندما تتعاون الدول في مجال المياه، فإنها تحقق تأثيراً إيجابياً مضاعفاً يتمثل في تعزيز التناغم وتحقيق الازدهار وبناء القدرة على الصمود في مواجهة التحديات المشتركة، ويجب إدراك حقيقة أن المياه ليست مجرد مورد يمكن استخدامه والتنافس عليه، بل هي حق من حقوق الإنسان، متأصل في كل صغيرة وكبيرة من نواحي الحياة، وقد فرضت آثار تغيُّر المناخ ونمو السكان، الحاجة المُلحة داخل البلدان وفيما بينها، للتوحد حول حماية أثمن الموارد الطبيعية والسعي للحفاظ عليها وضمان ديمومتها.
كما أكد على دعم جامعة الدول العربية للدعوة الأممية التي مفادها أننا جميعاً أصبحنا بحاجة إلى الإتحاد حول المياه واستخدامها من أجل السلام، وإرساء الأسس لغد أكثر استقراراً وازدهاراً.
وعلى الرسائل الرئيسية الواجب معرفتها والتوعية بها في اليوم العالمي للمياه 2024، والتي أشارت إليها الأمم المتحدة، والمتمثلة بما يلي:
1- المياه قد ترسي السلام أو تشعل فتيل النزاع عندما تكون المياه شحيحة أو ملوثة، أو عندما يكافح الناس من أجل الحصول عليها، قد تتصاعد التوترات، ومن خلال التعاون في مجال المياه، يمكننا تحقيق التوازن بين احتياجات الجميع من المياه والمساعدة في تحقيق الاستقرار في العالم.
2- يعتمد تحقيق الازدهار والسلام على المياه، بينما تتعامل الدول مع مسائل تغير المناخ والهجرة الجماعية والاضطرابات السياسية، يجب عليها وضع قضية التعاون بمجال المياه في صميم خططها.
3- المياه قادرة على إرشادنا للخروج من الأزمات، ويمكننا تعزيز التناغم بين المجتمعات المحلية والبلدان من خلال الاتحاد حول الاستخدام العادل والمستدام للمياه، بدءاً من اتفاقيات الأمم المتحدة على المستوى الدولي، إلى اتخاذ إجراءات على المستوى المحلي.
وأشار إلى أن احصائيات وبيانات الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة، تشير إلى أنه حتى عام 2022، كان لا يزال 2.2 مليار شخص يعيشون بدون مياه شرب مُدارة بأمان، كما لا يزال 3.5 مليار شخص يفتقرون إلى الصرف الصحي المُدار بأمان، بما في ذلك 419 مليون شخص يقضون الحاجة في العراء، بحسب احصائيات منظمة اليونسيف عام 2023، والتي تؤكد أيضاً بأن تحسين المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية يمكن أن يساهم في منع حوالي 400,000 حالة وفاة سنوياً بسبب أمراض الإسهال لدى الأطفال دون سن الخامسة.
واستناداً إلى بيانات البنك الدولي المنشورة في العام الماضي، فإن حوالي 2 مليار شخص في جميع أنحاء العالم يعيشون بدون خدمات مياه الشرب المدارة بأمان، ومن بينهم 771 مليون شخص لا يحصلون حتى على خدمات مياه الشرب الأساسية، وأن الكوارث المرتبطة بالمياه قد هيمنت على قائمة الكوارث على مدى السنوات الـ 50 الماضية وتمثل 70% من جميع الوفيات المرتبطة بالكوارث الطبيعية، كما تؤكد تقارير لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية، الصادرة في عام 2023، أن ما يقرب من نصف سكان العالم يُعاني من ندرة شديدة في المياه لفترة لا تقل عن جزء من العالم.
وأوضح دور الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بدعم عمل الإتحادات العربية النوعية الفاعلة في مجالات تخصصاتها،
كما أشاد بالجهود والأنشطة التي يقوم بها الإتحاد العربي للتنمية المستدامة، والذي يُعد من الاتحادات العربية العلمية الفاعلة، ويتميز بتنوع الأنشطة والبرامج التي يقدمها من خلال خدماته المختلفة في مجال اختصاصه بالوطن العربي، والعمل بخطىً مدروسة على تحقيق أهدافه، وقد ضاعف من مسؤولية الإتحاد أمام القطاعات العربية المتخصصة، ضمّه كعضو في ملتقى الإتحادات العربية النوعية المتخصصة، والذي يعقد اجتماعاته الدورية برئاسة ورعاية معالي أمين عام جامعة الدول العربية.
وفي الختام كلمته تمنى أن يخرج الملتقى برؤى عملية واضحة تخدم التنسيق والتعاون بين الجهات المعنية وتطبيقها ضمن أهداف التنمية الاقتصادية للوطن العربي،