مسئولية الحاكم أمام الله
بقلم / الدكتور محمد النجار
الحاكم المسلم الحقيقي الذي يخاف الله، ويحرص على وطنه،عليه أن يختار وزراءه ومساعديه ومستشاريه وكافة موظفيه حسب تخصصاتهم ، وأمانتهم ، ومصداقيتهم ، ونزاهة شرفهم ، وإخلاصهم لدينهم ووطنهم، وولاءهم لله وحده وليس لأحد من البشر ..
فعن أبي موسى الأشعري قال: دَخَلْتُ علَى النبيِّ ﷺ أَنَا وَرَجُلَانِ مِن بَنِي عَمِّي، فَقالَ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ: يا رَسولَ اللهِ ، أَمِّرْنَا علَى بَعْضِ ما وَلَّاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ(أي إعطنا منصب في الإمارة أو الوزارة أو الحكم المحلي أو أي منصب في الدولة)،وَقالَ الآخَرُ مِثْلَ ذلكَ، فَرد النبيﷺ : إنَّا وَاللَّهِ لا نُوَلِّي علَى هذا العَمَلِ أَحَدًا سَأَلَهُ، وَلَا أَحَدًا حَرَصَ عليه))).أخرجه البخاري ومسلم
فتأمل القسم بالله الذي أقسم به النبي ﷺ بأنه يستحيل إعطاء أي منصب في الدولة سواء كان مساعداً أو مستشاراً أو وزيراً أو أو حتى موظف صغير لأي شخص يطلب هذا المنصب أو يحرص عليه ، وذلك لضمان عدم تسلل أصحاب المصالح والفاسدين والمُفسدين لمفاصل الدولة لتحقيق مصالح شخصية أو حزبية أو إقليمية على حساب الوطن أو على حساب دين وعقيدة الدولة والمواطنين . إنما يتم تولية المناصب صغيرها وكبيرها عن طريق الحاكم بشروط : المؤمن القوي خيرٌ وأحب الى الله من المؤمن الضعيف ، والقوة هنا : هي قوة العقيدة وقوة الأمانة، وقوة العدالة ، وقوة الصدق ، وقوة المحاسبة ،وقوة الضرب بيد من حديد على أيدي الفاسدين والمفسدين ..
وبهذا ينجو الحاكم ووزراءه وكافة مسئوليه أمام الله ، كما ينجو المجتمع كله من الهلاك والدمار بل يضمن النمو والإرتقاء .
اللهم ارزقنا الصواب والثواب في الفكر والقول والعمل..اللهم امين
د. محمد النجار
الخميس 19صفر1444هـ
الموافق 15 سبتمبر 2022