يعلمهم ويزكيهم ..أم يزكيهم ويعلمهم
العلم:زكاةٌ للنفوس……التزكية: مخالفةُ أهواء النفس
وبتصفحك للمصحف تجده يُكرِّر هذا المعنى أنه دائمًا ما يُقدِّم التزكية على التعليم،
ومن المعلوم أن تقديم الشيء دليلٌ على الاهتمام به والعناية بمكانته،
توجد آية واحدة في كتاب الله ينعكس فيها هذا الترتيب، فيقدم فيها التعليم على التزكية.( البقرة: 129)
ففيها من البصيرة والحصافة ما يدلُّ على أن وظيفة المربيين و المعلمين
إنما هي التعليم في المقام الأول، وأما التزكية، فتابعة له ولاحقة.
إن محلَّ اهتمامِ المربي وانشغاله ينبغي أن يكون التعليم والتبيين للناس ولا يشغله حصول التزكية من عدمِه
حيث إن التزكية ليست بمقدوره ولا باستطاعته استجلابها، إنما هي بيد الله وحده، يهَبُها لمَن يشاء ويمنعها عمَّن يشاء.
فعلى الداعي والمربِّي، أن يغرِسَ الغرس بالتعليم،وأن يرعا حتى يثمر ثمرته المرجوَّة،وهي النفوس الزكية،
فالقلوب تختلف في تقبُّلها للهدى، وتتفاوت في انقيادها له،
وليس بمقدورِك أيها الداعي استمالتها جميعًا
وإنما عليك بالتعليم، وغرس الغراس، ودَعْ نباتاتك لرعاية الله وزكاته.
بقم / مدحت مرسي