أراء وقراءات

مشروع مصر القومي: الشارع والميدان بين الفوضى والتجديد

بقلم / الفنان أمير وهيب 

في عالم البناء ، العمارة و الهندسة ، هناك مادة أساسية اسمها ” التخطيط العمراني ” ، و هي عملية ” رسم ” تستهدف تحسين نوعية الحياة في المدن من خلال تنظيم استخدام الأراضي وتوفير الخدمات العامة ، وتعزيز الحركة المرورية ، وتحسين البيئة.

* و بذلك يكون التخطيط العمراني هو المسؤل عن الشارع و الميدان ، و ما يعنيني في هذه المادة هو كل ما يتعلق ب الشارع ، من الناحية الوظيفية و الخدمة المقدمة و جماليات التصميم و يشمل محطة النقل العام و نقاط المرور و كشك الجرائد و الميدان.

الميدان والشارع.. مسؤولية واحدة ومهام متداخلة

* المعلومة المؤكدة أن هناك تداخل و اشتباك في تحديد ” مهمة العمل ” ، يعوق حركة الوظيفة و الخدمة ويقوم بتحويل الصراع بينهم الي فوضى و قبح.

* على مدار سنوات طويلة ، سوف تجد أن بعض الميادين و الشوارع تحت سيطرة ” الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ” و بعضهم تحت سيطرة وزارة التنمية المحلية و البعض مع إدارة المرور و البعض مع وزارة الأوقاف و البعض مع الهيئة العامة للنظافة و التجميل و يظهر جهاز التنسيق الحضاري يدعي أنه يقوم ب ” تصميم ” الميادين في حين أن رسوماته لا يؤخذ بها.

* نحن في مصر نعيش دائما ابدا هذه المأساة ، و هي تداخل و اشتباك جهات حكومية عديدة في ذات التخصص ، بلا داعي.

الجهة الوحيدة المختصة: وزارة الإسكان

* تصميم و تنفيذ الشارع و الميدان ، هي مسؤلية ” وزارة الإسكان ” متمثلة في الهيئة العامة للتخطيط العمراني.

* اي تدخل من اي جهة أخرى هو تدخل مريب ، خاصة من جهات لا شأن لها بهذا الأمر و لا تعرف عن التصميم و تنفيذ المشروع اي فكرة ، لمصلحة من هذا الاشتباك ؟؟

الميادين ليست قوالب.. بل شخصيات حضارية

ميدان في الدقهلية ، لا يمكن الاستدلال على من هي الجهة التي قامت بتنفيذه.

* مصر ، ٢٧ محافظة و حوالي ٢٥٠ مدينة ، لم اتمكن من معرفة عدد الميادين برقم مؤكد و لكنه بالتقريب هو ب ” الألاف “.

* لابد من تصميم الميدان و الشارع بالشكل اللائق لتقديم الخدمة و الجمال و هذا يدخل في صميم عمل جهة واحدة فقط.

* كل ميدان له مكان و له شخصية تناسب موقعه و بالتالي شكله ينبثق من موقعه و تحقيق الوظيفة و الجمال المطلوب منه.

* شخصية ميدان السيدة زينب تختلف عن شخصية ميدان رمسيس تختلف عن شخصية ميدان سيمون بوليفار في جاردن سيتي.

* لذلك نقل تصميم ميدان ترافلجار في لندن إلي ميدان التحرير ، يشبه الي حد التطابق ، ارتداء عسكري المرور في مصر ، زي عسكري المرور في لندن ، هو تقليد ، دون وعي ، لا يوجد مبرر له.

تشويه بصري وتدهور جمالي

ميدان اسماء اللة الحسنى بأسيوط، ضخم جدا لم يراعي اي احساس بالجمال و اللغة البصرية.

* اما ، ترك عملية التنفيذ ل ” المقاول ” ليقوم ب ” البناء ” بهذا القبيح هو أمر أصبح لا يحتمل ، كما هو موضح بميدان ” الحمامة ” و ميدان ” اسماء اللة الحسنى ” في اسيوط و ميدان غريب في الدقهلية ( المنصورة ).

* ميادين مصر ، لابد أن تكون مصرية يستمتع بها المصريون ، ميدان له وظيفة انسيابية و متعة بصرية و سوف يكون جرعة المصل الواقي للمواطن من الفنون الجميلة و تحصينه ضد كل ماهو قبيح.

* لا ابالغ أن التأثير سوف يصل الي تغيير سلوكه الي الأفضل.

* كل المطلوب ، إعداد فريق من المعماريين و الرسامين و النحاتين لتحويل ميادين مصر الي قطع فنية جميلة لكي تكون واجهة مصر الحضارية يستمتع بها المواطن و السائح و المستثمر.

* * تصميم كشك موحد و محطة انتظار مركبات النقل.

* مرة أخرى ، يجب منع اي جهة غير مختصة في التدخل فيما لا يعنيها.

أزمة الإبداع في السينما والدراما المصرية 2

أمير وهيب

فنان تشكيلي وكاتب ومفكر 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى