مصر تحتفل الخميس بظاهرة تعامد الشمس على معبد أبو سمبل الكبير
يعد معبد أبو سمبل أكبر معبد منحوت في الصخر في العالم، ويعتبر آية في العمارة والهندسة القديمة. فقد تم نحته في قطعة صخرية على الضفة الغربية للنيل في موضع غاية في الجمال. والغرض من المعبد ومكانه هو عبادة الشمس .
ذكر المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن مصر ومحافظة أسوان تحتفل بظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى بمعبده الكبير بمدينة أبو سمبل، يوم الخميس ٢٢ اكتوبر 2020 م .
وقد أصدر المعهد برئاسة الاستاذ الدكتور جاد محمد القاضي بيانا رصد فيه عدد من المعلومات عن تلك الظاهرة الفرعونية الفريدة التى جسدها القدماء المصريون منذ آلاف السنين أهمها:
-تتعامد أشعة الشمس على قدس الأقداس بمعابد أبوسمبل مرتين كل عام 22 فبراير و22 أكتوبر.
- تخترق أشعة الشمس الممر الأمامى لمدخل معبد رمسيس الثانى بطول 200 متراً حتى تصل إلى قدس الأقداس.
يتكون قدس الأقداس من منصة تضم تمثال الملك رمسيس الثانى جالسا وبجواره تمثال الإله رع حور أخته والإله آمون وتمثال رابع للإله بتاح.
الطريف أن الشمس لا تتعامد على وجه تمثال “بتاح” الذى كان يعتبره القدماء إله الظلام
تستغرق ظاهرة تعامد الشمس 20 دقيقة فقط فى ذلك اليوم.
هناك روايتان لسبب تعامد الشمس، الأولى: هى أن المصريين القدماء صمموا المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعى وتخصيبه، والرواية الثانية: هى أن هذين اليومين يتزامنان مع يوم مولد الملك رمسيس الثانى ويوم جلوسه على العرش.
تعرض معبد أبو سمبل عقب بناء السد العالى للغرق نتيجة تراكم المياه خلف السد العالى وتكون بحيرة ناصر، وبدأت الحملة الدولية لإنقاذ آثار أبو سمبل والنوبة ما بين أعوام 1964 و1968، عن طريق منظمة اليونسكو الدولية بالتعاون مع الحكومة المصرية، بتكلفة 40 مليون دولار
نقل المعبد عن طريق تفكيك أجزاء وتماثيل المعبد مع إعادة تركيبها فى موقعها الجديد على ارتفاع 65 متراً أعلى من مستوى النهر، وتعتبر واحدة من أعظم الأعمال فى الهندسة الأثرية.
معابد أبو سمبل تم اكتشافها فى الأول من أغسطس عام 1817، عندما نجح المستكشف الإيطالى جيوفانى بيلونزى، فى العثور عليها ما بين رمال الجنوب.
ظاهرة تعامد الشمس تم اكتشافها فى عام 1874، عندما رصدت المستكشفة “إميليا إدوارذ” والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة وتسجيلها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان “ألف ميل فوق النيل
شيد الملك رمسيس الثانى معبده الكبير فى أبو سمبل، وشيد بجواره معبداً لمحبوبته زوجته الملكة نفارتارى.
لكن تبقى المعجزة.إذا كان يومي تعامد الشمس مختاراً ومحددين عمداً قبل عملية النحت .لأن ذلك يستلزم معرفة تامة بأصول علم الفلك .وحسابات كثيرة لتحديد زاوية الانحراف لمحور المعبد عن الشرق .بجانب المعجزة في المعمار بأن يكون المحور مستقيم لمسافة أكثر من ستين متراً ولا سيما أن المعبد منحوت في الصخر ؟!! .
و أضاف البيان : من منطلق الدور القومى للمعهد الذي يلعبة فى اثراء الثقافة العلمية لدى المجتمع وتشجيعا للسياحة فانه يتم الاعداد لاحتفالية علمية لهذا الحدث بالتعاون مع الجهات المعنية في منطقة اسوان وابوسمبل ممثلة فى متحف النيل ومنطقة اثار اسوان وابوسمبل حيث ستقام محاضرات عامة لهذا الاحتفالية بهدف:
-إثراء الحدث علمياً بإقامة فعاليات علمية احتفاءً بما قدمه الأجداد في مجال علم الفلك والهندسة والمعمار.
- الاستفادة العلمية بتسجيل بعض الأرصاد الخاصة بالحدث والمتعلقة ببعض الظواهر الاخرى التي تقع ضمن المجالات البحثية للمعهد.
الإسهام في التوعية الفلكية للمواطنين المهتمين بعلوم الفلك والآثار والمعمار وكذلك عوام المواطنين.
وستتضمن الاحتفالية القيام ببعض القياسات العلمية الفلكية فى منطقة ابوسمبل استعدادا لرصد الظاهرة صباح يوم 22 اكتوبر وذلك باستخدام احدث الأجهزة المتخصصة التي يمتلكها المعهد فى ذلك المجال. وسوف يقوم المعهد ببث تلك المحاضرات على موقعة الالكترونى وصفحات التواصل الاجتماعى الخاصة بالمعهد وذلك لتعميم الفائدة.