معجزة إنشقاق البحر لسيدنا موسى.
كتبت / أ.د.نادية حجازي نعمان
22/11/2020
ذُكرت قصة عبور سيدنا موسى عَلَيهِ السلام بقومه البحر في عدّة مواضع من القُرآن الكَرِيم كما يلي
• ﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ﴾ -البقرة
• ﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ -يونس
• ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ﴾ -الشعراء
• ﴿وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَىٰ﴾ -طه
إنشقاق البحر معجزة لا يجب إنكارها
“يخبرنا القرآن ، أنَّ تدبير أمر هذا العالم يتمّ بإذن الله تعالى بواسطة الملائكة فهُم مأمورون بإتمام الأعمال فهناك ملائكة لتنفيذ أوامر الموت، وملائكة موكلة بالكواكب وحركاتها، وملائكة لتدبير الأمطار والرياح. وفي الأمر الإلهي للملائكة بجعل آدم خليفة ثم السجود له .. إشارةً إلى أنَّ الملائكة مكلَّفون بتأييد آدم في مهمته كخليفة أو نبي، ولذلك فإن فلاح النبي في مهمته أمر حتمي؛ إِذْ تسانده الملائكة المدبّرون لنظام هذا العالم. ونرى في حياة الأنبياء من الشواهد ما يدلّ على هذه الحقيقة. فهي فى نجاة نوح من الطوفان، وسلامة إبراهيم من النيران، واجتياز موسى البحر
تفصيل معجزة انشقاق البحر
. دخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة والماء سُورٌ لهم عن يمينهم وعن يسارهم. وتبعهم جميعُ خيل فرعون ومركباته وفرسانه إلى وسط البحر.
تبدو تفاصيل الحادثة كما يلي: كان بنو إسرائيل سائرين يريدون الأرض المقدسة. وعندما لحق بهم فرعون بجيشه أصابهم الهلع وظنوا أنهم مُدرَكون. ولكن الله تعالى طمأنهم بأن أوحى إلى موسى أن يضرب البحر بعصاه ففعل. فتراجعَ الماءُ على الجانبين وظهر لهم طريق في البحر وتقدموا فيه، وكان الماء يمتد على الجانبين، فيتراءى لهم مرتفعًا كالتلال. وتبعهم فرعون وجنوده يطاردونهم. ولما وصل سيدنا موسى وقومه إلى الجانب الآخر سالمين تراجع الماء مرة أخرى وأُغرِقَ الآخرون .
ولفهم هذا الحادث يجب أن نتذكر أنَّ القرآن الكريم يعلّمنا بأن كُلّ المعجزات تكون من الله تعالى، ولا دخل ولا تصرف للإنسان فيها. فكان ضرْب موسى البحر بعصاه بمثابة علامة لا غير، وليس معناه أنه كان لموسى أو لعصاه أي دخل في تراجع ماء البحر.
لكيف إنفلق اوهذا ما يؤيده وصف القرآن للحادث بقوله الآية وهذا هو الوصف القرآني …فكان كل فرق كالطود العظيم. أي عندما تراجع ماء البحر كان كل جزء منه كالتلّ الرملي المرتفع القرآن يريد القول بأن البحر قد انشق جزئين لما استخدم كلمة “كل” التي تدخل على نكرة مفردة. فلفظ “كل” تبين أنَّ البحر لَمْ ينشق إلى قسمين وإنما تراجع الماء عن أماكنه ..