الصراط المستقيم

معلومة قرءانية .. الحلف علي عدم البر أو عدم فعل أمر شرعي

إعداد الشيخ/ محمد محمود عيسي

قال الله تعالى:  (ولاتجعلوا الّله عُرْضَةً لأَيْمَانكم أن تَبَرُّوا وتتَّقُوا وتصلحوا بين النَّاس والّله سميعٌ عليمٌ ) الآية رقم ٢٢٤ من سورة البقرة.

الكثير من المسلمين يعتقد بفهم خاطئ أن كلمة عرضة لأيمانكم هنا بمعني (أي لاتحلفوا بالله كثيرا) .

ولكن الفهم الصحيح لهذه الآية أي لاتحلفوا بالله لتمتنعوا عن البر بالوالدين مثلا أو عن الصلح بين الناس أي لاتجعل الحلف بالله حاجزا أو مانعا بينك وبين فعل البر أو الخير هذا معني عرضة (مانعا أو حاجزا).

أي لاتحلف بالله أنك لن تبر والديك ، أو لاتحلف بالله أن لا تصلح بين الناس ،أو لاتحلف بالله أن لاتفعل خيرا ما مثل صلاة الضحي أو عيادة مريض أو تشييع جنازة أو التصدق علي فلان أو التصدق أصلا وهكذا.

فإذا وقعت في ذالك فعليك شرعا أن تحنث في يمينك وتفعل الذي امتنعت عنه في البر أو الخير . ثم تُكَفِّر عن يمينك.

وهناك أحاديث كثيرة تحض من حلف على ترك أمر من أمور الخير أن يكفر عن يمينه وأن يأتى الأمر الذي فيه خير، ومن هذه الأحاديث ما جاء في الصحيحين عن أبى موسى الأشعرى قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إنى والله إن شاء الله، لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها» .
وروى مسلّم في صحيحه عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليكفر عن يمينه وليفعل الذي هو خير» .

كفارة اليمين شرعا

كفارة اليمين شرعا هو إطعام عشرة مساكين والطعام واجب والمال لايجزئ لأن هذا نص قول الله تعالي :

( لَا يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغْوِ فِىٓ أَيْمَٰنِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلْأَيْمَٰنَ ۖ فَكَفَّٰرَتُهُۥٓ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَٰكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍۢ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٍۢ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّٰرَةُ أَيْمَٰنِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَٱحْفَظُوٓاْ أَيْمَٰنَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) سورة المائدة الآية 89 .

فالأصل الإطعام أو الكسوة أو عتق رقبة والإطعام هو المتاح الآن ، فلا يجوز إخراج المال بدلا من الإطعام ،ولايجوز الصيام إلا إذا عجز المسلم عن الإطعام وإذا صام بناء علي فتوي من أي عالم وهو يقدر علي الإطعام فما زال عليه كفارة اليمين وهو في رقبته لايسقط إلا بالكفارة الصحيحة كما ذكرت سابقا فعليك أن تحنث في يمينك وتفعل البر أو الخير وتُكَفِّر عن يمينك الذي منعك من البر أوفعل الخير.

والله أعلي وأعلم

معلومة قرءانية .. الحلف علي عدم البر أو عدم فعل أمر شرعي 2

الشيخ/محمد محمود عيسي

منشاة سلطان – منوف – المنوفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.