مع القرآن في رمضان(١٣) الآخر في القرآن (١)
بقلم د.محمد صلاح شلبي
أنشأ سيدنا محمد ،صلى الله عليه وسلم،أمة عالمية ،فمنذ بزوغ اول خيط من نور فجرها ،جمعت المرأة والرجل،والصبي والرجل،والعبد والحر،والأبيض والاسود،والرومي والفارسي والحبشي،والغني والفقير.
فقامت امة لا تنتمي إلى جنس ولا لون ،ولا تتعصب لقبيل ولا تفضل عربيا على أعجمي،فكانت ثمرة ذلك انطلاق المواهب وبناء الحضارة ولعلك تعجب أن أبا حنيفة مؤسس علوم الفقه ،غير عربي وأن محمد بن اسماعيل البخاري ،صاحب اول موسوعة لجمع الصحيح ،غير عربي وأن سيبويه مؤسس علم النحو ،غير عربي
أمة اتسع ذراعها للاختلاف ،أمة طبقت منهج الله:
﴿… وَلَا یَزَالُونَ مُخۡتَلِفِینَ﴾ [هود ١١٨]
﴿وَلَوۡ شَاۤءَ رَبُّكَ لَـَٔامَنَ مَن فِی ٱلۡأَرۡضِ كُلُّهُمۡ جَمِیعًاۚ أَفَأَنتَ تُكۡرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ یَكُونُوا۟ مُؤۡمِنِینَ﴾ [يونس ٩٩]
﴿… فَلَا عُدۡوَ ٰنَ إِلَّا عَلَى ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ [البقرة ١٩٣]
وعلى ذلك كانت ممارسات رسول الله ،صلى الله عليه وسلم، فاستقبل وفود المشركين في مسجده ، واستقبل أهل الكتاب في مسجده ،وسمح للنصاري بالصلاة في مسجده ،ورد عليهم السلام لما سلموا عليه ،أما ما ورد من قوله ،صلى الله عليه وسلم:(لا تبدأوهن بالسلام ،وإذا لقيتموهم في الطريق فاضطهروهم إلى أضيق الطريق) فإنه كان في قضية خاصة وهي سيرهم إلى بنى قريظة ،وكانوا كما هو معلوم قد نقضوا العهد.
قارنوا هذا بما يروجه إياد قنيبي حول الولاء والبراء والحكم على الأعيان بالنار وعدم جواز تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم ووصيته بألا نقول الإسلام دين السلام.
د.محمد صلاح شلبي
كاتب وباحث
مميز جدا جدا