مع القرآن في رمضان(٩) محاورات عقلية(١)
بقلم د.محمد صلاح شلبي
من عجائب القرآن وعجائبه جمة لا تنقضى ،أنه عرض حجج الكافرين به وناقشهم نقاشا عقليا ،بل حثهم أن يأتوا ببرهانهم ﴿… قُلۡ هَاتُوا۟ بُرۡهَـٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ﴾ [البقرة ١١١]
ومن تلك النماذج التى عرضها القرآن تلك المحاورة العقلية:
﴿ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمَآ أُنزِلَتِ ٱلتَّوۡرَىٰةُ وَٱلۡإِنجِيلُ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِهِۦٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ (65) هَٰٓأَنتُمۡ هَٰٓؤُلَآءِ حَٰجَجۡتُمۡ فِيمَا لَكُم بِهِۦ عِلۡمٞ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيۡسَ لَكُم بِهِۦ عِلۡمٞۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّٗا وَلَا نَصۡرَانِيّٗا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفٗا مُّسۡلِمٗا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ (67)) [البقرة 65-67]
يحاجج القرآن اليهود والنصارى في دعواهم تلك المخالفة لبدهيات العقل،حجاجا عقليا بأن التوراة والإنجيل ما أنزلا إلا من بعده.
فكيف ينسب إلى أحدهما؟
كيف ينسب المتقدم إلى المتأخر؟
إنها منطق التاريخ ومنهجه في عرض الأدلة ،كما أنها منطق العقل وبرهانه
د.محمد صلاح شلبي
كاتب وباحث