أراء وقراءات

مع القرآن في رمضان (20) الاعجاز العلمي في القرآن

 

بقلم د.محمد صلاح شلبي

هناك من جعل القرآن متضمنا لكل  ما كان وما سيكون من العلوم ،وهو تكلف وإفراط وخروج بالقرآن عن مقاصده،فهو كتاب هداية وإصلاح وتقرير لقواعد النفس والمجتمع.

وكان من تكلفهم أن فسروا قوله تعالى ﴿وَٱلۡقَمَرَ قَدَّرۡنَـٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلۡعُرۡجُونِ ٱلۡقَدِیمِ﴾ [يس ٣٩]بأن القمر خراب ،ثم قرر العلم بعد أن القمر به معالم عمران كالذي قررته مركبة الفضاء لونا.

وجعلوا الكلبة لايكا التي أصعدوها إلى الفضاء هي المقصودة فى قوله تعالى﴿ وَإِذَا وَقَعَ ٱلۡقَوۡلُ عَلَیۡهِمۡ أَخۡرَجۡنَا لَهُمۡ دَاۤبَّةࣰ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ تُكَلِّمُهُمۡ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا لَا یُوقِنُونَ﴾ [النمل ٨٢]

وكان من إفراطهم أن قالوا إن أنثى العنكبوت هى التي تصنع البيت والقرآن يقرر ذلك ﴿... كَمَثَلِ ٱلۡعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتۡ بَیۡتࣰاۖ...﴾ [العنكبوت ٤١] ولعلهم لا يدرون أن اللغة تشترك في التسمية بلفظ النحل والنمل والعنكبوت بين الذكر والأنثى مما يبطل هذا التفسير .

لا شك أن القرآن يستعمل إشارات علمية ،وإشارات كونية في تقرير مبادئه في الإصلاح والهداية ،ولكنها إشارات ينبني عليها توسع ،وقد توسع علماء الإسلام في الطب والفلك والكيماء.

وإن التفسيرات غير المنضبطة باللغة والمقصد القرآني توقع الإسلام فيما وقعت فيه المسيحية عندما أدخلت دراسات الطبيعة والفلك والرياضيات في شروح الإنجيل ودرسوها على أنها وحي مقدس ،ففقدت تلك الدراسات احترامها .

ولعل المقصود اليوم من توجه البعض لهذا التوسع غير المنضبط تحطيم الإسلام على نفس الصخرة.

مع القرآن في رمضان (20) الاعجاز العلمي في القرآن 2

د.محمد صلاح شلبي

كاتب وباحث

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.