البحث العلمى

مفهوم الكون الكبير ..(42) هل الملائكة تحمل الكون؟

الحلقة الرابعة: رؤية مقترحة حول حقيقة الجاذبية والبناء العظيم

بقلم: د.سعد كامل 

البناء العظيم طريقة مقترحة للتفكير العلمي

تتسارع الكلمات في محاولة صعبة للتعبير عن قضية علمية غيبية كبرى مثل قضية حقيقة الجاذبية ونشأة وبنية الكون، وقد ازداد شعور كاتبنا بهذه الصعوبة بشكل كبير عندما بدأ يرتب الأفكار لكتابة المقال الحالي. فهو بين متردد في أن يستكمل هذا المبحث الخطير، وبين مقدم بقوة بدافع الإسهام ولو بجهد يسير في تخليص البشرية من هيمنة الفكر المادي. وبناء عليه يرجو توجيه انتباه الزملاء من العلماء المؤمنين بالخالق عز وجل أن يعملوا على تقسيم محاور البحث العلمي إلى ما يلي:

أ‌) مجالات يمكن البحث فيها بالوسائل التجريبية (مثل جميع الأمور التجريبية التي تقيسها الآلات وتحددها المعادلات الرياضية).

ب‌) مجالات أخرى لا تخضع لتلك الوسائل وهي الأمور المرتبطة بالجوانب الغيبية وخصوصا بدايات ونشأة الأشياء مثل: الخلق من العدم (قانون بقاء المادة)، ونشأة الكون (الانفجار العظيم)، والتطور العضوي (نظرية دارون)، وصفات الإنسان الأول من حيث الكلام والعلم والتدين (الأنثروبولوجي)، وفوق كل ذلك الروح أو النفس البشرية التي هي من عالم الغيب بكل تأكيد.

 

وبشكل عام يمكن القول أن الأفكار التالية التي تشرح بنود الرؤية المقترحة حول: “حقيقة الجاذبية والبناء العظيم”، يمكن القول أن هذه الأفكار عبارة عن طريقة مقترحة للتفكير فيما يخص تلك القضية الشائكة، وترتكز هذه الطريقة في التفكير على الاستعانة بالحقائق النورانية التي يدور حولها بحث مفهوم الكون الكبير، وعلى غيرها مما هو مسطور بين طيات كتب التراث الإسلامي المتين، وذلك بهدف الوصول إلى صيغة متماسكة للتعاون بين العلماء الطبيعيين وبين علماء الشريعة حول تلك القضية التي يقصر الفكر البشري عن الوصول إلى حل صحيح لها دون الاستفادة من الكنوز المكنونة في تراث البشرية الحضاري الإيماني.

الرؤية المقترحة:

بالرجوع إلى نظرية الكون الثابت أو الكون الكامل التي اقترحها هويل (Hoyle, 1949) والتي تنص على أن “الكون المرئي حالياً هو في الأساس الكون نفسه في أي وقت مضى أو حالي أو مستقبلي، وكذلك هو نفسه في أي مكان”، وتضيف النظرية أن “كثافة المادة في الكون الآخذ في الاتساع  ثابتة دون تغيير بسبب خلقٍ مستمر للمادة”. مع التبرؤ من دهرية هويل الذي كان يعتقد أن الكون أبدي بينما نعتقد أن الكون مخلوق حادث وليس أبدي .. وبالاستعانة بالنصوص القرآنية حول بناء السماوات المذكورة سابقا؛ يقترح كاتب هذه السطور اعتماد مبدأ “البناء العظيم” بديلا لما يعرف بالانفجار العظيم، وذلك للأسباب المنطقية التالية:

o الحياة العملية تشير إلى أن الذي يريد أن يبني بيتا فإنه يضع لذلك الأساسات اللازمة، ثم يبني الأعمدة وما بعدها من أسقف لاستكمال البناء، والذي يراجع المفردات القرآنية حول خلق السماوات والأرض يجد نفس هذه المفردات “الأرض قرارا، السماء بناءا، والسماء وما بناها، سبعا شدادا، سقفا محفوظا، بابا من السماء، رفع السماوات بغير عمد ترونها… وهكذا… حتى جاء من أحداث يوم القيامة: إذا رجت الأرض رجا”، فهل يمكن قبول أن الخالق العظيم سبحانه وتعالى -الذي ذكر في كتابه الكريم كل تلك المفردات التي تدور حول تفاصيل البناء- يترك خلق السماوات والأرض وما فيهن للانفجار العشوائي؟؟؟

o باعتبار أن الكون يتمدد من 5 إلى 10% من حجمه كل مليار سنة حسب وصف علماء الفلك، فالكون المدرك -الذي يحدد العلماء قطره الحالي بحوالي 20 ألف مليون سنة ضوئية- يمكن أن يكون قد بدأ بقطر يناهز 10 آلاف مليون سنة ضوئية، ثم أخذ في النمو بمتوسط 6% كل مليار سنة ليصل إلى حجمه الحالي بعد 13 مليار سنة تقريبا، وهذا يتطلب من العلماء مراجعة الأفكار والمبادئ العلمية النابعة من الانفجار العظيم مع ما نتج عنها من ثوابت كونية وتآصل العناصر وغيرها من مكونات ونواتج نظرية الانفجار العظيم وغير ذلك من تفاصيل، ولا شك أن ذلك يمثل تحديا بحثيا حقيقيا لعلماء الفلك المؤمنين بالخالق العظيم سبحانه وتعالى.

o كما أن اعتماد مبدأ أن”الملائكة تحمل الكون” بناء على ما ذكر سابقا من أدلة شرعية، وأن ذلك يتم بقوة “الرافعية أو الماسكية” كمفاهيم بديلة لمفهوم “الجاذبية” في الربط بين الكواكب في دورانها حول النجوم التي تتبعها، والترابط بين النجوم في دورانها حول مركز المجرة، وفي القيام بتدوير المجرات في نسق متكامل يربط مجموعات المجرات المحلية والعناقيد المجرية وغيرها من وحدات بنية الكون، كل ذلك يمكن استقراؤه أيضا من قوله تعالى في سورة الرعد: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ….- 2}، ومن قوله تعالى في سورة فاطر: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا – 41}، وكذلك من الأحاديث النبوية المذكورة في مقالات سابقة من هذه السلسلة.

o ويقترح هنا أيضا إحلال مصطلح “المادة الغيبية” كبديل لمصطلحات المادة المظلمة، والمادة المعتمة، والثقوب السوداء، ومصطلح اللاشيء الذي يعتبر كراوس (Krauss, 2012) أن أكثر من 90% من مادة الكون تتكون منه, كما يقترح البحث الحالي أيضا العمل على دراسة الكون في ضوء مبدأ: “الملائكة تحمل الكون” لتعديل المفاهيم المشوشة حول بنية الكون واستنباط المفاهيم الصحيحة البديلة للمفاهيم التالية:

(أ) توسع الكون،

(ب) تفسير الموجات الميكروية لخلفية الكون،

(جـ) الزمان والمكان المطلق عوضا عن الزمكان المعقد،

(د) الكون الواحد وليس الأكوان المتعددة،

(هـ) ترتيب الخلق وفق المفاهيم التي تم ذكرها في مقال مفهوم الزمن وخلق الكون من هذه السلسلة (المقال رقم 26).

وبناء على ما تقدم نحتاج أيضا إلى مراجعة مفهوم “الجاذبية” وحصره في ظاهرة هبوط الأشياء على أسطح الأجرام السماوية (مثل الأرض)، مع تفسير ما يرتبط بتلك الظاهرة من ظواهر تابعة مثل المد والجذر وغيرها.

مقارنة بين الرؤية المقترحة للبناء العظيم ونظرية الأوتار الفائقة:

يعرض الجدول المرفق مقارنة توضيحية بين مفاهيم الرؤية المقترحة بعنوان “الملائكة تحمل الكون والبناء العظيم” -حول حقيقة الجاذبية ونشأة وبنية الكون- مع مفاهيم نظرية الأوتار الفائقة المرتبطة بنظرية الانفجار العظيم وما نتج عنها. وقد أشار البحث إلى مفاهيم الأرض الأولية المرتبطة بمرحلة الرتق في خلق الكون، وما تلاها من رفع سمك السماوات  في مرحلة الفتق.

من هنا يخلص البحث الحالي في ضوء الفهم المتكامل للكون العظيم الذي يضم السماوات السبع والأرضين السبع والكرسي والعرش والماء، ذلك الكون العظيم الذي يناقش العلماء التجريبيين منه نقطة صغيرة تعرف باسم الكون المدرك (أو السماء الدنيا في المصطلح القرآني)، أما بقية الكون الواسع خارج تلك النقطة فهو غيب محض ليس للبشر أية فرصة للحديث عنه إلا من خلال الوحي السماوي كما ذكر البحث في عدة مواضع سابقة، وبناء عليه يخلص البحث إلى أن هذا الكون العظيم لا يمكن أن يكون قد نتج عما يسمى بالانفجار العظيم.

وتتفق فكرة البناء العظيم أيضا مع ما ذكره عمري (2004 أ) من أن الفراغات الكونية تعكس أماكن المجرات عند زمن خلقها، وذلك لأن المسافات بين المجرات بعيدة جدا بدرجة تجعل توسع الكون بعد الانفجار العظيم لا يكفي لتحقيق هذا التباعد، فهذا الكون العظيم قد نتج عن تصميم عظيم وبناء أعظم من  صنع الخالق سبحانه وتعالى.

آفاق علمية متوقعة بعد إقرار مبدأ البناء العظيم:

يتوقع الباحث أن يؤدي التكامل بين العلوم الشرعية والعلوم المادية فيما يخص الكون الواسع، يتوقع أن يؤدي ذلك التكامل إلى أن تفتح آفاقا واسعة للعلم البشري في الكثير من المجالات البحثية، ومن هذه المجالات ما يلي:

1) إعادة تنشيط نظرية هويل عن الكون الثابت، فهذه النظرية أقرب إلى مفهوم الكون المستنتج في البحث الحالي من القرآن والسنة (فيما يخص الكون المدرك) المذكور أعلاه أكثر من نظرية الانفجار العظيم، مع التحفظ على ما تقوله نظرية هويل من أن الكون أزلي ليس له بداية ولا نهاية، بل هو مخلوق حادث كما دلت على ذلك الأدلة الشرعية، كما نلفت الانتباه إلى ما ذكره عمري (2004 أ) حول أن المسافات الكونية بين المجرات كانت كذلك منذ بدء الخلق فهذه المسافات أكبر من أن تنتج عن توسع الكون بعد الانفجار العظيم، كما نشير إلى ما ذكره سعيد (2017) أن المسافات بين المجرات كبيرة جدا لتكون ناتجة عن الانفجار، مما يؤكد أن ذلك الكون الواسع قد بدأ بتصميم عظيم من الخالق سبحانه وتعالى…. فلا شك أن في ذلك الكثير مما يمكن تناوله بالبحث العلمي الجاد، ومن المتوقع وقتها أن يتحرر الوسط العلمي من أسر نظرية الانفجار العظيم وتوابعها.

2) البحث حول التأثيرات الفعلية للكون الواسع على توزيع القوى في الكون المدرك فمما لا شك فيه أن توازن القوى خارج حدود الكون المدرك سوف يتأثر بالبناء السماوي الواسع اعتبارا من السماء الأولى فوق الكون المدرك، ثم بقية السماوات السبع والأرضين السبع… صحيح أن ذلك عالم غيبي ليس للعلم التجريبي مجال لمعرفة أبعاده الحقيقية، إلا أن فتح المجال للتعاون بين العلم المادي والعلوم الشرعية يمكن أن يلقي الضوء حول مفاهيم أبعاد ومادة تلك السماوات، وبافتراض أن ظاهرة الجاذبية مستمرة في التأثير خارج الكون المدرك، فهل يمكن حساب التأثير الجذبي لكتلة السماء الأولى (أو القشرة الكروية بسمك مناظر لسمك الكون المدرك)؟ ولو تم تأكيد معلومات شرعية عن مادة السماوات (مرمرة/ حديد/ نحاس/ فضة/ ذهب/ ياقوتة حمراء.. أو غيرها)… فهل يمكن حساب التأثيرات أو القوى المؤثرة في هذه السماوات؟ وهل يمكن حساب تأثير ذلك كله على الكون المدرك؟ وهل سيؤثر ذلك على نظريات نشأة الأجرام السماوية مع توفر المواد اللازمة في السماوات العلى؟

3)  البحث حول طبيعة توسع الكون: فهذه إحدى الملاحظات أو المشاهدات التي يدرسها أساتذة الفلك ضمن حدود الكون المدرك، فالمجرات تتباعد عن بعضها البعض، وهذا التباعد لا ينطلق من نقطة مركزية كما يفترض نتيجة ما يسمى بالانفجار العظيم!… لكن يتم التباعد بطريقة متناثرة حول الكون المدرك، فهو تباعد متعدد المراكز!… فهل هذا التباعد يمكن أن يطلق عليه مصطلح توسع الكون؟ أم يجب أن نطلق عليه مصطلح: نمو الكون؟… يظن الباحث أن المصطلح الأخير أنسب خصوصا عند قبول مبدأ أن الملائكة تحمل الكون، ويرى الباحث أن انطلاق الأبحاث الفلكية من الإشارات القرآنية والنبوية سيؤدي إلى ضبط التوصيف الصحيح للظواهر الكونية مثل ظاهرة التوسع، كما سيؤدي إلى تفسيرات أكثر دقة لبعض الملاحظات مثل الخلفية الميكروية للكون التي يفسرها أنصار الانفجار العظيم بأنها بقايا موجات الانفجار الأولى، في حين أن عمري (2004 أ) يعزيها إلى تأثير البناء السماوي الكبير الواقع خارج حدود الكون المدرك، ويظن الباحث الحالي أن ذلك تفسيرا مناسبا.

لا شك أن الأبحاث التي يمكن أن تقوم على هذه المعلومات الغزيرة بعد فض الاشتباك بين العلم المادي وبين العلوم الشرعية، لا شك أنها ستكون أبحاثا قرآنية بالمعنى الصحيح… ولا شك أن ذلك يتعدى بمراحل نواتج أبحاث الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، بل ستكون الأبحاث القرآنية هي نبراس هداية البشرية إلى عظمة الخالق سبحانه وتعالى…. وهنا يبرز السؤال للعلماء المؤمنين بالخالق العظيم سبحانه وتعالى: هل التعامل مع الكون بالمفهوم الشرعي أكثر صحة؟ أم أن التعامل مع الأكوان المتعددة الافتراضية هو الصحيح؟ وماذا عن مفهوم السماوات السبع والأرضين السبع الذي لا يعرف الفلكيون عنه شيء (كما قال عمري، 2004 ب)، فهل يوجد مصدر للتعامل معه غير العلوم الشرعية؟

كما توجد نقاط أخرى تصلح كنقاط بحثية في مجال دراسة ذلك الكون العظيم مثل البحث عن حدود حقول القوة (هل هي لا نهائية أم محدودة الانتشار؟)، كما أن المتخصصين في العلوم الأخرى غير علوم الفلك والكونيات والفيزياء النظرية يمكن أن يجدوا بالتفكر إشارات علمية بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة تصلح كمنطلقات لأبحاث علمية في تخصصاتهم مثل ما جاء في هذا البحث عن دراسة الكون والجاذبية ونشأة الكون.

الخاتمة: 

أخَذَنَا بحث مفهوم الكون الكبير في جولة عبر الكون الواسع بما فيه من السماوات السبع والأرضين السبع والكرسي والعرش والماء، وهي المخلوقات التي وردت في الوصف الشرعي للكون الواسع، وقد توصل البحث إلى النتائج التالية:

-بناء الكون دقيق وفق النواميس، وحدود علم البشر لا تتعدى الكون المدرك، وخارج الكون المدرك غيب نحتاج للوحي السماوي حتى نعرفه.

-ويقترح البحث أن الملائكة تحمل الكون فترفع السماوات بلا عمد نراها.

-كما يقترح البحث اعتماد رؤية البناء العظيم حول نشأة الكون (الجدول المرفق)، مع رفض نظرية الانفجار العظيم التي ينادي بها العلماء الماديين كأساس لنشأة الكون، ومن أبرز الاعتراضات على نظرية الانفجار العظيم هو عدم تناولها للسماوات العلى.

-وقد ثبت أن الكون المدرك بدأ بفراغات كبيرة بين المجرات لا يمكن أن تكون نتجت عن الانفجار (عمري 2004 أ)، ويرى البحث أن الكون ينمو من كل جوانبه.

-كما يؤكد البحث أن التراث الإسلامي يزخر بإيماءات عديدة حول بنية الكون تقوم على أساس نبع الوحي الرباني الصافي، وأن هذه الإيماءات تحتاج لمن يبرزها لتكون نبراسا للتوازن بين العلوم المادية والعلوم الشرعية، وذلك بما يحقق التكامل المنشود الذي لا سيطرة فيه لطرف على طرف إلا وفق القواعد العلمية المقبولة من الطرفين.

المراجع:

  • سعيد، علي (2017): نشأة الكون: ما نظريات بداية الكون غير الانفجار العظيم؟ موقع تسعة
  • عمري، حسين (2004أ): خلق الكون بين الآيات القرآنيّة والحقائق العلميّة، مؤتة للبحوث والدّراسات (سلسلة العلوم الإنسانية والاجتماعيّة)، المجلد 19، العدد 4 ، ص 11 –41 .
  • عمري، حسين (2004ب): الأرضون السّبع وتوزيع الصفائح المجرِّيّة الضخمة على نطاق كوني واسع، مجلة كلية المعارف الجامعة – الأنبار- العراق عدد 6، السنة الخامسة.
  • Hawking, S. (1988): A brief history of time. Bantam Books, 256p.
  • Hoyle, “A New Model for the Expanding Universe,” MNRAS 108 (1949) 372.
  • Krauss, L. (2012): A Universe from Nothing. Free Press, 224p.

بقلم: د.سعد كامل

أستاذ مشارك في الجيولوجيا – الإسكندرية – مصر

saadkma2005@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.