الصراط المستقيم
		
	
	
منبر الجمعة : القرآن الكريم… رسالة رحمة وسعادة

✍️ بقلم: علاء رمضان عبدالله
في زمن تتسارع فيه الهموم وتتزاحم فيه التحديات، يبقى القرآن الكريم هو النور الذي لا يخبو، والرحمة التي لا تنقطع، والشفاء الذي لا يُضاهى. في خطبة الجمعة لهذا الأسبوع، نتوقف مع قوله تعالى: “ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى” [طه: 2]، لنستعرض كيف أن هذا الكتاب العظيم جاء رحمة وسعادة، لا مشقة وعناء، وكيف أن رسالته الخالدة تفيض باليسر والهداية لكل من تمسك به.
القرآن الكريم… رسالة رحمة وسعادة
- كان النبي ﷺ يجهد نفسه في العبادة وتلاوة القرآن حتى شق عليه ذلك، فنزلت الآية الكريمة “ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى”، لتكون تذكيرًا بأن رسالة الإسلام قائمة على الرحمة لا المشقة.
- ورد أن بعض زعماء قريش قالوا للنبي ﷺ: “إنك لتشقى حين تركت دين آبائك”، فردّ عليهم بقوله: “بل بُعثت رحمة للعالمين”، فأنزل الله الآية الكريمة تأكيدًا على أن القرآن مصدر سعادة لا شقاء.
القرآن شفاء للقلوب والأبدان
- يقول الله تعالى: “يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين”.
- ويؤكد في موضع آخر: “وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة”، فالقرآن دواء للقلوب، وطمأنينة للنفوس، وهداية لمن أراد النور.
الدين يسر لا عسر
- قال النبي ﷺ: “إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا”.
- ويقول الله تعالى: “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر”، فالشريعة الإسلامية قائمة على التيسير ورفع الحرج، لا على التعقيد والتشديد.
واجبنا تجاه القرآن الكريم
- سُمي القرآن “قرآنًا” لأنه من الفعل “قرأ”، وأول ما نزل على النبي ﷺ كان: “اقرأ باسم ربك الذي خلق”.
- القرآن ليس كتابًا يُفتح فقط في المآتم، بل هو حياة للأحياء قبل أن يكون عزاءً للأموات.
- لا يصح أن يُستخدم المصحف لحفظ الأوراق أو كزينة في السيارات والمجالس، بل يجب أن يُقرأ ويُعمل به.
- لا يجوز استخدامه في التمائم والأحجبة، فمكانه في القلوب والعقول، لا في الأكياس والخيوط.
- قال رسول الله ﷺ: “اقرأوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه”.
دعاء ختامي
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء همومنا، وحجة لنا لا علينا. علّمنا منه ما جهلنا، وذكّرنا منه ما نسينا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار. اللهم اغفر لأبي وموتانا وموتى المسلمين أجمعين.
علاء رمضان عبدالله
تربوي وخطيب بوزارة الأوقاف
 
				



