من دروس الهجرة ( 5 )
بقلم. ا. د/نادية حجازي نعمان
قبل الدخول فى الدرس الخامس للهجره لابد أن نقف مع أنفسنا ونوجه إليها سؤال ….ألك رغبة فى الخروج ؟ اتنازعك دواخلك على هجرة إلى الله ؟ …الأمر يتطلب رغبة أكيدة فى الصلاح والإصلاح وقفزة نحو النجاح والخروج من ضيق النفس وموت القلب إلى رحابة النفس وحياة القلب.
السير الى الله يتطلب حملًا يسيرًا … حتى لا نثقل على الجسد والسفر طويل والطريق شاق ومن الكياسة أن نتخلص من حمل ذنوبنا معنا – لابد من التوبة الى الله واعتراف بالذنب وإذا رغبنا فى الهجرة وتخلصنا من ذنوبنا ننظر الى قلوبنا وماذا فيها …. ما همها وما يشغلها فاذا وجدنا أن همه الدنيا ….. لابد من صرف قلوبنا عن ذلك وتصفيتها وبعد ذلك نتوكل على الله ونخرج
وإذا نوينا أن ننتقل أو نهاجر من مرحلة الى مرحلة يظل هدفنا الدرس الخامس ألا وهو عدم الإلتفات للدنيا والناس حولنا بعد أن أخذنا قرار بالهجرة من شىء الى شىء أصح وأفضل – نأخد خطى واسعة ونحن واثقون فى قول الله تعالى ” وما يعقلها الا العالمون ” .
نتوكل وكلنا ثقة فى تفكيرنا وعقلنا وقرارنا لنستطيع أن نسير ونتقدم فى طريق الهجرة الذى إننتويناه وعلينا أن ننسى كل ممتلكاتنا فى الدنيا ونسترخصها ونقتدي بالصحابة حين تركوا بيوتهم والغالى والنفيس من أجل الله ونكون بذلك قد تعلمنا الدرس الخامس من دروس الهجرة .
وعلينا أن نتشبة فى خروجنا بالفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه . نخرج بعزة فلقد وقف سيدنا عمر ينادى أهل مكة ليعلمهم بهجرته للمدينة ويتفاخر بإسلامه دون خجل أو مواراة وما كان لأحد من أهل مكة أن يجتزىء عليه أو أن يعترضه ويوقف هجرته فلقد كان سيدنا عمر فى مكة سيد وابن سيد .