أراء وقراءات

مولانا الإمام

بقلم مستشار التحرير/ محمد الخمَّارى

الإمامةُ مقامٌ مرغوب ودربٌ مطلوب، لها تُضربُ أعناق الإبل ولأجلها تُحرقُ الجلود وتُقطعُ السُّبُلُ ولم ينلْ منها إلَّا كلُّ صابرٍ وما حُرمَ منها إلَّا كلُّ متسرعٍ عابرٍ  .

الإمامةُ هى  القيادة والزعامة والوجاهةُ والمكانةُ العليةُ بها تملكُ أنصاراً كثيرين إذا ملكت قلوب الناس محبةً وإن لم تملك العيالِ. وأشرف الإمامةُ وأرفعها مكانةً الوقوفُ بين يديِّ المعبودِ والانسلاخُ عن الوجود، ولا يُشترطُ فيها عُذُوبةُ الصوتِ كما هي من أولويات المؤذن إنَّما مدى القربِ من اللهِ والإلتزام بكلامه وأحكامه كما نصت بذلك النصوصُ و لا تُحصرُ فى جنسٍ من الأجناس أو شخصٍ من الأشخاصِ بل متاحةٌ للجميع صغيرٍ وكبيرٍ ذكورٍ وإناثٍ فقيرٍ وغنيٍّ صالحٍ وطالحٍ كما تقرر فى شرعنا الحنيفِ .

الولايةُ إمامةٌ.. فالرجلُ فى بيته بين أولاده وليٌّ إمامٌ  وكذلك المرأةُ فى بيتها إمامةٌ والموظفُ فى وظيفته والسلطانُ على عرشه إمامٌ ..فمن ضيع الأمانةَ ضيعه الله ومَنْ استقوى بالله لإقامة مرادِ الله أعانه اللهُ، ومَنْ تصدَّرَ بكلماتٍ منطوقةٍ أو حروفٍ مكتوبةٍ إرضاءً لمتبوعٍ أو كسباً لممنوعٍ أو طمعاً لجاهٍ أو مداهنةً لظالمٍ فكأنما غمس وجهه فى لهيب النيران بين جمرات الجحيم ولا نجاةَ له ولا خلاصَ إلَّا بالعدل والعدالة والمراقبة التى هى صراط الله المستقيم.


محمد الخمَّارى
كاتب صحفي وخبير استراتيجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.