مُسْلِمُونَ وَ لَكِنْ
بقلم/ محمد الخمَّارى
أغاليطُ اعتنقها الأمواتُ قبلَ الأحياءِ بزعمهم أنَّ الإسلامَ محصورٌ في طائفةٍ دونَ غيرِها، بلْ الإسلامُ دينٌ لجميعِ البشريةِ مِنْ لَدُن آدمَ (عليه السلام) إلى محمدٍ ( صلى الله عليه وسلم) وما اختلفتْ الرسالاتُ السماويةُ إلَّا في الشرائعِ مِنْ حيث الحِلِّ والحُرمَةِ وصفةِ العبادات .
فالإسلامُ دينٌ جامعٌ مطلقٌ لكلِّ الأُمَمِ والمرسلين فى كلِّ العُصورِ والأزمانِ والشرائعُ خاصةٌ مُقيَّدةٌ، والمسلمُ مَنْ سَلِمَ المسلمون مِنْ لسانِهِ ويدِهِ نداءٌ عامٌ لا حصرَ فيه ولا اختصاص يَدخلُ فيه كلُّ مَنْ حقَّقَ السِّلمَ والسلامَ والاستسلامَ والسلامةَ مِنْ جميعِ بنى آدمَ ولو اختلفتْ شرائعُهم .
واطلاقُ اسمِ الإسلامِ على أتباعِ النَّبى الخاتَمِ ( صلى الله عليه وسلم) واختصاصهم به من بابِ جوازِ اكتسابِ الاسمِ من الوصفِ والصفةِ والمكانِ، كالبدرىِّ على مَنْ شهدَ غزوةَ بدرٍ والمصرىِّ لساكنى مصرَ وأيضاً فيه دلالةٌ على صدقِ يقينِ الإيمانِ المطلقِ بالأنبياءِ والمرسلين السابقين وبما جاءُو به صالحاً مُصلحاً لزمانِهم وشريعتُنا كاملةٌ مُكَمِّلَةٌ وليستْ هادمةً لما قبلها، فمَنْ وافقتْ تصرفاتُه وأخلاقُه وسلوكياتُه الظاهرةُ أوامرَ السماءِ كان مسلماً ومَنْ تمردَ عليها انسلخَ من هذا الوصفِ بعيداً عن قضيةِ الإيمانِ والكُفرِ المتعلقةِ بصحةِ وفسادِ اعتقادِ القلوبِ والتفرقةِ بين الإيمانِ المطلقِ ومطلقِ الإيمانِ .
ملحوظة :
* الإيمانُ المطلقُ هو فِعْلُ جميعِ ما أَمَرَ اللهُ وتَرْكُ جميعِ مانهى عنه ولا يدخلُ فى هذا الوصفِ العصاةُ .
* مطلقُ الإيمانِ هو وصفُ المسلمِ الذى معه أصلُ الإيمانِ وكان مُصِرَّاً على فعلِ ذنبٍ أو تاركاً لواجبٍ مع القدرةِ عليه>