الدكتور أحمد مهدي: المجتمع المصري خاطئ في إعطاء الشخص قدره على قدر مهنته
تقرير تكتبه : سارة خليل
” مصر أفضل من دول الخليج ” رسالة وجهها – أبو مصطفى السوري- صاحب محل مأكولات سورية بشارع فيصل بالجيزه , لكل من يدعي إنهيار مصر إقتصاديًا . فقد شد رحاله إلى مصر مُنذ أربع سنوات ,بأسرة مكونة من أم وخمسة أطفال . وبالطبع مُنع من الخروج من سوريا بكل أموالِه ,فوصل مصر معدوم المال والوطن . بدأ مشروعة بمائتى دولار وساعده جيرانه المصريين في توزيع الأطعمة التى وزعها مجانا عليهم فى بادئ الأمر, ومن ثم انتقل لمسكن بمنطقة حيوية واستطاع توفير مستوى معيشي لأسرته مماثل لما كان في سوريا وعن عمل المصريين معه أفاد أنه هناك فئة من المصريين لايجيدون شيء سوى التذمر من الأوضاع المنهارة من وجهة نظرهم أو الجلوس على المقاهي.
أضرار الرشوة
وفي نفس السياق أفاد – ض.ح- صاحب محل مأكولات سورية بوسط البلد ,أنه يدفع مالا يقل عن 35 ألف جنيها شهريا كرشاوي لمفتشي وزارتي التموين والصحة ، لكي يتمكن من الإستمرار بعمله . مؤكدًا أنه في حال عدم وجود تلك الرشاوي سيحصل الزائر علي خدمة أفضل, وأسعار أقل وبالرغم من كل هذه الضغوط إلا أنه يقدم أسعارًا وخدمات أفضل من كل المطاعم المحيطة به وبسبب ذلك يتعرض للمضايقات من أصحاب المطاعم الآخرى مضيفًا أنه لا يحبذ عمل المصريين كشيف لديه لأنهم لا يهتمون بنظافة وجودة ما يقدمونه معلقا “أنا أطعم أولادي مما أطعمه للناس” .وعن تعليم أطفاله أكد أنه مستاء من نظام التعليم ككل فسلك طريق كل المصريين وهو الدروس الخصوصية لتعليم أولاده مؤكدا أنه في حال تحسن الأوضاع في سوريا سيغادر مصر علي الفور.مضيفًا المصريين أطيب شعوب الأرض وهذا عيب فيهم لأنهم طيبون عن الحد الزائد موجها رسالة للحكومة المصرية “إفتحوا المعابر النظامية للسوريين”.
الجودة والاتقان
أوضح – م.م – صاحب متجر ملابس سوري,أن جودة عمل السوريين هو ما يميزهم بمصر. فالوضع في مصر لا يحتاج إلى أموال بقدر ما يحتاج إلي الإتقان والخبرة .مضيفًا أحبذ عمل المصريين معي نظرًا لعدم توافر العمالة السورية التي يمكنني الإعتماد عليها برغم كونهم غير منتظمين في العمل و دائما ما يخلطون بين حياتهم الشخصية والعملية بشكل كبير مضيفًا ” مصر أفضل من كثير من الدول ومنهم دول الخليج وشعبها أجمل مابها”
المطالبة بفتح الحدود
وفي نفس السياق أضاف – و.أ – دخلت مصر عن طريق التهريب بعد إغلاق الحدود النظامية. فلم يكن لدي خيار آخر ووصلت إلي عملي من خلال أحد الأصدقاء المتواجدين بمصر و عن عمل معظم السوريين بالمطاعم ومحلات الملابس فقد أوضح أنهم نحجوا في ذلك بسوريا وأنها من المتطلبات الأساسية للشعب المصرى فيمكنهم النجاح بها .
وعن تداخل العادات المصرية والسورية بعد الأحداث الأخيرة أكد أن كلا الطرفين سيستفيد من ذلك مضيفًا أنه لم يعمل معه أي مصري مستهتر حتي الآن وأنه يرى أيضا أن مصر أفضل بكثير من أي مكان آخر معقبًا “مين ميحبهاش دي أم الدنيا ” مضيفًا من أسوء عادات المصريين “أنهم مبيحبوش الخير لبعض”.
العمل عقيدة
علق الأستاذ الدكتور أحمد مهدي حجازي أستاذ علم الإجتماع وعميد آداب القاهرة السابق والملحق الثقافي في الرباط سابقًا ونائب رئيس جامعة 6 أكتوبر على ظاهرة نجاح السوريين بقوله :” أهالي الشام يعتبرون العمل عقيدة ولا يهتمون بنظرة الآخرين لهم يعمل كل شيء وأي شيء . على عكس عقيدتنا في مصر فالمجتمع المصري يعطي الشخص قدره على قدر مهنته فتجده مثلا يحتقر العامل البسيط ويعظم من شأن الطبيب كما أن بعض المصريين مرضى بتضخيم الذات مما يؤدي لتزييف الوعي ولو استمر الحال على ماهو عليه سوف نتكل إتكال كامل على السوريين فإذا انسحبوا مستقبلًا من مصر اختل توازن المجتمع ”
إكتشفوا قدراتكم
وفي الختام أستحضر مقولة الدكتور إبراهيم الفقي ” إن الله يريد منا إكتشاف قدراتنا اللامحدودة بداخلنا” . أوجه هذه المقولة إلى كل هؤلاء الذين اتخذوا من المقاهي مقرًا لهم ..إلى كل هؤلاء المتكاسلين عن السعي في الأرض .. إلى كل من قرروا أن الأوضاع في تدهور مستمر وكرروا العبارة القبيحة “مفيش فايدة ” .
نقول لهم : الله خلقكم لهدف أنتم وحدكم قادرون على تحقيقه ، فاضربوا في طول البلاد وعرضها ، واغنموا ماكتب الله لكم من نجاح وتذكروا أن لديكم نفس عدد الساعات الذي إمتلكه أحمد زويل نجيب محفوظ والعقاد وغيرهم من العظماء فقط كن أنت .