نداء من أسبانيا : فلسطين ستتحرر من النهر إلى البحر
بقلم / الدكتور محمد النجار
يتشكك البعض في إمكانية تحقيق تحرير فلسطين من النهر الى البحر في ظل تلك الدولة المزعومة “إسرائيل” المدعومة عسكريا واقتصاديا وسياسيا -بما فيه حق الفيتو- من كبريات دول العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية التي تدعم اسرائيل دعماً مفتوحا لا حدود له في كافة المجالات. بينما يشعر الإنسان المؤمن الحر سواء كان مسلماً أو مسيحياً أو حتى يهودياً بأن الحق حتما سيعود إلى أهله ولو طال به الزمن.
وهذه المرة لم يأت النداء بتحرير فلسطين من الدول العربية أو المسلمة ،وإنما جاء من إحدى دول العالم الكبرى، من أسبانيا.
نداء من اسبانيا لتحرير فلسطين
لقد جاء هذا النداء من أسبانيا وذلك في تصريح مُصور لنائبة رئيس الوزراء الإسباني ووزيرة العمل والاقتصاد – ” يولاندا دياز”- بتاريخ 24 مايو2024م – اليوم228من طوفان الاقصى): (((ستتحرر فلسطين من النهر إلى البحر)))..
وتشير هذه المقولة لتلك المسئولة الأسبانية الكبيرة الى الحدود “من البحر الأبيض المتوسط حتى نهر الأردن” – وهي الحدود التي تقع بينهما فلسطين.
واستطردت قائلة :
(((نحن نعيش لحظة يعتبر فيها القيام بالحد الأدنى أمرا بطوليا لكنه غير كاف في الوقت ذاته ، أن تحرك إسبانيا -للاعتراف بالدولة الفلسطينية في 28 مايو 2024م مجرد بداية))).
وتعهدت نائبة رئيس الوزراء الإسباني بمواصلة الضغط لوضع حد للإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
غضب إسرائيل من التصريحات الأسبانية
لم تتحمل إسرائيل المحتلة تلك التصريحات الاسبانية ، حيث أدانت سفيرة إسرائيل -“روديكا راديان غوردون”- في اسبانيا- تلك التصريحات فور سماعها ، وزعمت قائلة :
((إن تلك الكلمات-تحرير فلسطين من النهر الى البحر تشجع على الكراهية والعنف)).
وقالت على في تغريدة لها :
(((أنه لا يوجد مجال لهذه التصريحات المعادية للسامية في مجتمع ديمقراطي))).
تسخير الله غير المسلمين لنصرة فلسطين
إن تلك التصريحات بهذه القوة من مسئولة أسبانية كبيرة لم تأتِ من فراغ ، إنما كان ثمنها تلك المقاومة في غزة ، وتلك الدماء الفلسطينية التي تدافع عن فلسطين ومقدسات المسلمين والمسيحيين ، وما نتج عنها من مذابح وإبادة جماعية اسرائيلية للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ، و مخيم جنين ، والخليل ، وكل أرض فلسطين.
مقاومة غزة تدافع عن شرف الأمة
ورغم أن فصائل المقاومة الفلسطينية – حماس ، الجهاد الاسلامي ،وغيرهم- لا تملك إمكانيات عسكرية أو اقتصادية أو سياسية ، بل أنها محاصرة من كافة الجهات ، وليس لها –في الوقت الحاضر- نصير حقيقي عربي أو ظهير إسلامي ، لكنها تحاول بإمكانياتها المتواضعة – مقارنة بالامكانيات الرهيبة المتاحة لاسرئيل المحتلة أن تدافع عن فلسطين ومقدساتها الاسلامية والمسيحية وحقوق شعبها ، بل إنها تدافع عن شرف الأمة
ولينصرن الله من ينصره
لم أجد كلمات أختم بها المقال أقوى من كلمات الله اليقينية ، قال الله تعالى:
((أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ )) (آية 41) سورة الحج
اللهم ارزقنا الثبات على الحق
اللهم ارزقنا الثبات على دينك وكتابك وشريعتك وسنة نبيك ، وارزقنا الثبات على الحق ونُصرة المظلوم ، واجعلنا وذرياتنا وكل مُنْصِفي الحق صالحين مُصلحين ، وارزقنا خِتاماً غير خزايا ولا مَفْتُونين.. فما أكثر مغريات الباطل وشياطينه من الجن والإنس.
د.محمد النجار 1-06-2024م فجر السبت(24)ذوالقعدة1445هـ (طوفان الاقصى239)