تقارير وتحقيقات

نشأة مدينة القنفذة .

كتبت / ا.د.نادية حجازي نعمان

٢٠٢١/٧/٤

 

القنفذة هي إحدى أكبر محافظات منطقة مكة المكرمة بالسعودية، حيث تقدر مساحتها بحوالي ٧ كم² و تطل غرباً على ساحل البحر الأحمر ويعود تاريخ نشأة القنفذة إلى عام 1311م الموافق لـ 709 هـ في فترة حكم الخليفة العباسي سليمان المستكفي بالله

 

يبلغ عدد سكان مدينة القنفذة 24 ألف نسمة. أما محافظة القنفذة ومراكزها، فبلغ سكانها 195 ألف نسمة.

 

منذ أقدم العصور كان الشريط الساحلي الشرقي الموازي للبحر الأحمر من الطرق البرية المشهورة التي ترتاده قوافل التجارة البرية من اليمن إلى الشام، وبالعكس محملة بأصناف التجارة العالمية.

 

وفي القرن الثالث عشر كانت منطلقاً لحملات محمد علي باشا الحربية على عسير، كما أنها كانت ميداناً لتطاحن القوى المتصارعة من العثمانيين والإيطاليين، ولا تزال هناك شواهد من السفن الحربية غارقة في مياه البحر الأحمر جنوبي القنفذة جراء قصف البوارج الإيطالية. كما أنها كانت قاعدة لحملات العثمانيين وحلفائهم الأشراف على عسير وقد سميت سابقا بـ(البندر) من قبل العثمانيين، والتي تعني (السوق) باللغة التركية.

 

وعندما دخلت القوات السعودية مدينة جده انتهى حكم الأشراف في هذه المدينة، حيث كتب الملك عبد العزيز إلى الأمير ابن عسكر أمير أبها بأن يرسل هيئة إلى القنفذة لإستلامها ، وتوجهت الهيئة إلى القنفذة

 

ولم تلق أي مقاومة، حيث سلم الشريف بالأمر الواقع واستقبل الهيئة استقبالاً حسناً وسلم جميع ما بعهدته من الأشياء الحكومية، وسافر في غرة ربيع الثاني 1343هـ، وعين محمد ابن عجاج أميراً على القنفذة .

 

كما أن ميناء القنفذة كان من الموانئ المهمة على ساحل البحر الأحمر، حيث ساهم في استقبال السفن الكبيرة المحملة بحاصلات اليمن والشام. وعن طريقة تم تصدير حاصلات هذه البلاد الوفيرة إلى خارج المنطقة، ومدنها المجاورة مثل جده ومكة المكرمة. كما أن هذا الميناء من الموانئ التي كانت ترتاده السفن اليونانية والرومانية، للحصول على الذهب الذي يوجد في هذه (المنطقة) على بعد 75 كيلاً غرب مرسى حلي، وقد نشط ميناؤها بحكم موقعه الإستراتيجي ولعب دوراً كبيراً في إثراء الحياة التجارية والتموينية لبعض مدن تهامة وخاصة مكة المكرمة قبل الفتح السعودي لمدينة جدة، حيث استمرت قوافل التجارة والحج منها إلى مكة المكرمة وقوافل التجارة البحرية حتى بعد استيلاء القواتت السعودية على جدة، وكان ميناؤها يستقبل حجاج جنوب الجزيرة العربية وحجاج جنوب شرقي آسيا وخاصة حجاج الهند .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.