هل كان الحج مؤتمرا عالميا حقيقيا  لوحدة المسلمين؟

متى يعود الحج مؤتمرا عالميا سنويا لإظهار وحدة المسلمين وقوتهم ؟!

بقلم / الدكتور محمد النجار

إن الله جل شأنه  منح  الأمة الاسلامية  بفريضة الحج  مؤتمرا اسلاميا عالميا مقدسا ، يجتمع فيه المسلمون جميعا ، حكاما ومحكومين، يحضره ملايين المسلمين  وعلى نفقاتهم الشخصية دون ان تتكلف المملكة العربية السعودية أي نفقات ، بل تستفيد منه  استفادة اقتصادية ضخمة في تشغيل كل موارها البشرية والاقتصادية ..

إن جموع المسلمين في الحج ضمن اهدافها إظهار قوة  المسلمين في ذلك الحشد الضخم حتى يعلم العالم كله مدى وحدة المسلمين  وقوة شوكتهم ، ورهبة مكانتهم .قال الله تعالى ((إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ )). إن كلمة ((مباركا)) ثم ((هدى)) تعني الاهتداء لخير المسلمين وإظهار قوتهم  ورفعة شأهم ، وقوة شكيمتهم وكرامتهم .

ان الحج من أعظم العبادات التي توحد المسلمين على هدف واحد لحماية الامة ومقدساتها .

فهل تحقق هذا الهدف النبيل الذي  أراده  الله لها من هذا الحج  ؟؟

ان استعراض المباني ووسائل الراحة والاهتمام بالجانب الاعلامي للملكة العربية السعودية مظهر مطلوب ، لكن أين الاعلام الحقيقي الذي يظهر الهدف الاساسي.

‘ فهل تحقق المؤتمر الاسلامي ، وهل ارتفعت رايات الاسلام والمسلمين ؟!

إن واقع الأمة اليم لابتعادها عن عبادتها الحقيقية ، وأبرز  معالم الابتعاد هو الحج الذي انتهى اليوم بعرفات ، وتحيط بها البوارج الحربية الامريكية والبريطانية ، بل زج أشد اعدائها لحماية خليجها  وهي اسرائيل ، وأصبح العدو صديقا ،والأخ والصديق عدوا ..

ستظل الامة ترزح تحت سطوة اعدائها ، ومليشيات المتربصين بها رغم ما لديها من عناصر القوة الحقيقية في كل الجوانب التي وهبها الله لها . مالم تعود الأمة الى إقامة شعائر دينيها وتتسق سلوكها مع أقوالها وتوحد صفوفها ولا توالي اعدائها .

   وستظل الامة في حال ضعفها حتى لو وصل عدد الحجاج الى مئات الملايين لكنها غثاء  لا قيمة لها  بسبب جهل ابنائها وعجز علماءها  وتقصير حكامها .

اللهم ارزقنا الصواب في الفكر والقول والعمل ، وارزق الامة رشدها واحفظ اوطانها وشعوبها ودينها