الصراط المستقيم

هل يقبل صيام تارك الصلاة كسلاً؟

بقلم/ الدكتور محمد النجار

س/ هل يقبل صيام تارك الصلاة كسلاً؟ 

لا أدري كيف ينام الانسان ويستيقظ وقلبه يدق و ينبض بالحياة ولا يركع لله و لا يسجد له ! كيف يطمأن الانسان في حياته وهو لايعرف لله طريقا .. يقول النبي ﷺ:
(( إن بين الرجل وبين الكفر ‏‎-‎أو ‏الشرك – ترك الصلاة )) أخرجه مسلم.
وقال النبي ﷺ: (( العهد الذي بيننا وبينهم ‏الصلاة ، فمن تركها فقد كفر)) رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، والترمذي، وقال: حسن صحيح، ‏وابن ماجه ، وابن حبان في صحيحة، والحاكم .
وعن ابن عباس ‏‎ -‎رضي الله عنهما ‏‎-‎‏ قال : ((من ترك ‏الصلاة فقد كفر )) رواه المروزي في تعظيم قدر الصلاة، والمنذري عنهما في الترغيب والترهيب (1/439).
وماذا يستغرق الوضوء والصلاة من الوقت ، انها دقائق قليلة يؤدي فيها الصلاة ويكون بها الانسان راضيا عن نفسه ، راضيا لله ، لأن الصلاة هي الصلة بين الانسان وربه ، فإذا انقطعت الصلاة وتركها العبد فإنه ترك الله وقطع صلته بالله .
واتفق العلماء على كفر من ترك الصلاة وهو جاحد ومنكر لها

أما من ترك الصلاة متكاسلا ، فما هو رأي العلماء ؟؟؟

الرأي الأول: قال الامام أبو حنيفة رحمه الله أنه لا يُكفر ، وأنما يُحبس حتى يصلي..
الرأي الثاني : مالك والشافعية لا يُكفر، ولكن يقتل حداً مالم يصل.
الرأي الثالث : المشهور من مذهب أحمد أنه يُكفر ويقتل ردة.
سؤال: متى يكون الانسان تاركا للصلاة ويُحكم عليه بالكُفر؟؟؟
قال الشيخ ابن عثيمين في كتابه الشرح الممتع:
أن الذي لا يصلى نهائيا ، فلا يُصلِّي ظُهراً، ولا عَصراً، ولا مَغرباً، ولا عِشاء، ولا فَجراً، فهذا هو الذي يُكفر.

أما الذي يُصلِّي فرضاً أو فرضين فإنَّه لا يكفر؛ لأنَّ هذا لا يَصْدُقُ عليه أنه ترك الصَّلاة؛ وقد قال النبيُّ ﷺ: بين الرَّجُلِ وبين الشِّركِ والكفرِ تَرْكُ الصَّلاة ولم يقل: تَرَكَ صلاةً. وقال بعض العلماء: لا يكفر تاركها كسلاً.
وبناء عليه فإن من ترك الصلاة نهائيا ، فلا ينفعه الصيام . أما من يصلى ويتقطع في الصلاة ، فصيامه له الأجر وتقطيعه في الصلاة عليه الأثم .
فانتبهوا ايها الاخوة والأخوات .. شهر رمضان منحة من الله للعبد الذي يعرف قيمة الحياة ، وانه بين يدي الله ، وان الموت قد يُفاجأ الانسان ويرحل عن الدنيا فلن تنفعه اموال الدنيا ولن ينفعه اولاده وبناته وزوجته واحفاده بل لن تنفعه أمهو أبوه ، أو اخته وأخوه . ولننظر كان معنا اخوة وزملاء وجيران وأحبة في رمضان الماضي وقد أتى رمضان الحالي وهم الان تحت التراب يتمنى الواحد منهم أن يعود ليصلى ركعة واحدة لله او يصوم يوما واحدا ..وهيهات أن يعود.

انتبهوا ايها الاخوة والاخوات.. ان شهر رمضان اختصه الله بصلاة التراويح وصلاة القيام وليلة القدر ، و لايفوز بها انسان بغير الصلاة..فالخسارة لايمكن تعويضها ، وركب الحياة والموت يسير أمامنا ، ولا ندري متى موعد الرحيل،فقد يكون رمضان الحالي هو آخر رمضان لك فلا تضيعه بل اكسبه مع نية الانتظام في الصلاة والصيام حاليا ومستقبلا حتى يكتبها الله لك حتى لو غادرت الحياة.

دكتور محمد النجار فجر23-04-2020 الخميس30شعبان1441هـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.