أراء وقراءات

هموم التعليم

بقلم / محمد الشريف

قال أحدهم الشهادة ورقة تثبت انك متعلم، لكنها لاتثبت انك تفهم…!!

مرحلة التعليم التلقيني 

دائماً ما كنت أتفكر واندهش لما لانتحرك وحكوماتنا تتغير تباعاً ، ألا تتغير الافكار ، اليس فيكم رجل رشيد ، يا سيدي لا تبتكر ولاتفكر ؟! وماذا عن الروية والمتابعة عبر كل تلك السنون ، انظر ع الاقل وحاول ان تجرب لا باس عندنا ان تقلد إن كان في الصالح وما ينفع فقد فعلها من اصبحوا الآن دولاً متقدمة ولم يكابروا بل ذهبوا في كل الاقطار ودرسوا التجارب الناجحة للدول وطبقوها برؤيتهم  في بلادهم إلا ان نهضوا ، كانوا يبغون خير بلادهم واولادهم فقط ، ألا يروا انه في كل الدول المتقدمة كدول أوروبا مثلاً وغيرها  يكون التعليم عملي بواقع السوق أي انك تتخرج لاتحتاج لسنوات من الخبرة كما لدينا هنا في بلادنا.

كما ان عدد سنوات الدراسة هناك  أقل مما هي عليه في بلادنا ، فتتخرج في سن أصغر وقد وفرت من عمرك سنين كما تحمل الخبرة وهذه سنوات اخرى توفرها .

الى جانب انهم هناك يعلمونك لتفهم لا لتحفظ فعندما تفهم تبدع وتتطور ويظل العلم ساكناً عقلك

اما هنا تظل تحفظ دون فهم ، ويظل عقلك ومخك حبيس خوفه من ورقة الامتحان ،ويؤهلك نفسياً لقذف المعلومات بالورقة في ساعة الامتحان واستحضارها ثم اذا انتهى الامتحان وغادرت اللجنة غادر عنك كل ما حفظت للأبد .حتي آن حاولت استرجاعها او أعيدت اليك ورقة امتحان أخرى بطريقة أخرى بعدها بأيام فلن تتذكر حتى ولو كنت من الحافظين، لأن الرهبة زالت والمعلومات هيئها المخ لأن اهميتها ف تلك الساعة فقط فيقذفها دون نسخها.

اما المرحلة التالية وهي الدراسة الجامعية

عندما يختار الطالب الكلية التي يحبها ويرغب فيها ،  وحينها يخضع لاختبارات وليس مايوجهه التنسيق حسب المجموع

وتكون الاختبارات معدة من قبل خبراء ومتخصصين فيما رغبت دخوله فإن عبرت دخلت ماتحب فتصبح مميزا

كأن مثلاً تريد الالتحاق بالعلوم

تخضع لاختبارات تشير الي نجاح الشخص إن التحق من عدمه ،فإن عبرت تصبح عالم مخترع وليس مجرد مدرس علوم مع التقدير.

تمتلك موهبة الرسم تخضع لاختبارن فان نجحت فيه تلتحق بالفنون الجميلة فتثقل موهبتك  فتصبح بعد حين فنان تشكيلي مثلاً عالمي مميز تنتفع بك دولتك وتنتفع انت ومحيطك وتنفع بها،  وليس مجرد مدرس رسم او فنان دارس وليس موهوب وبالتالي في ذيل الترتيب.

وقس على ذلك باقي التخصصات.

اما حاليا فتقتل الموهبة بالتنسيق

ينتظر كل الطلاب رأي التنسيق ليحدد وجهتهم ومصيرهم إلى حيث لم يختاروا .

فيقذف بصاحب الموهبة في الرسم الي كلية الحقوق

وصاحب الكياسة والفطنة وبعد النظر محب تحليل القضايا وتقصي الحقائق واثباتها الي كلية الاداب

وصاحب الموهبة في الرياضيات والهندسة والديكور الى كلية الطب… الخ

فبدلا من تخرج جيل مميز يحمل الموهبة والدراسة فيبدع

نجد جيل كاره وكلٍ دارس لكن لايحمل الموهبة ولا الحب لما سيعمل!!

فنصبح في فقر نظل نبحث ونستقي العلم من الخارج فيظل هو المتحكم ،  ونظل في ذيل الامم

ناهيك عن أن المتخرج يجد سوق العمل غير ما درس نظريا

فيحتاج سنوات لاكتساب التجارب العملية والخبرة بالاضافة للسنوات الطويلة المهدرة في الدراسة .

ثم يذهب ليلبي نداء الواجب بالجيش ثم  يسعى ليلبي احتياجات تكوين الأسرة وقد ذهب الشباب يا ولدي!!

ناهيك عن الغش والواسطة والتملق والنفاق التي يصطدم بها الخريج فيُغتصب حقه وتنتهك فرصه .

على سبيل المثال لا الحصر

عرفت شخصاً لا يعرف في حياته سوى شيئان الغش والحفظ نجح بالغش والتحق بالكلية فتخصص تخصصاً نظرياً كان عدد الحضور فيه لايتعدى عشرون دارساً ، فكانت محاضراته  كالدرس الخصوصي وظل يحفظ ويحفظ ليل نهار، وإن كان الذي يدرس ليفهم لا يحتاج سوى ساعات قليلة لينجح،  ثم تملق واستجداء وبكاء ووقوف بالابواب وبحث عن وساطات  الي أن عينوه معيداً

معيداً لا يعيد عليك شيئاً مما فهم لانه لم يفهم بالأساس.

فقط انظر حاله وامثاله مجتمعياً وجدوى وجودهم  أصلاً للمجتمع، وانظر حساباته على السوشيال ميديا وأراءه لترى العجب

اخطاء املائية بالجملة لا ينبغي لتلميذ في الإبتدائية أن يقع بها  تثير الشفقة ، نفاق وتملق للوصول لانه دون الدرجة ويعلم هذا.. عك ويقال شعر لا قصة لا ترابط لا قافية لا وزن

اخطاء ف اخطاء ف اخطاء كيف هذا؟!

لأنه ببساطة المبنى الذي يبني دون اساس أو غُش في أساسه من الطبيعي جداً ان تكون هذه نتيجته ، ولابد له ان يسقط يوماً، والامثلة كثيرة .

المتميز يعلم كل شئ عن شئ ويتقنه

ويتخصص فيه ويمتلك الموهبة

ويعلم شئ عن كل شئ ليكون له وجود في مناحي مجتمعه الصغير والكبير ويكون نافعاً مفيداً يبث النفع ولا يورث ماورث.

اخيراً  وليس آخراً في نقاط مناشدة للحكومة ووزيي التعليم والتعليم العالي :

1-توفير السنوات الغير مهم زيادتها ف الدراسة يوفر من العمر الوقت والفرص للعمل المجتمعي والاهتمام بالاسرة واكتساب مهارات جديدة مهمة .

2-التعليم العملي من واقع السوق يوفر سنوات اخرى من الخبرة ومن العمر .

3-إختيار الكلية على اساس الموهبة والحب وباختبار يثبت وجودها من عدمه وليس بتنسيق  توفيراً لسنوات تضيع ف محاولة تحسس الاهداف والتجربة من مكان لاخر .

4- منع الغش والواسطة والرشاوى وإتاحة الفرص للجميع دون تمييز، والتعيين بالكفاءات وليس المكافآت.

نظرة يا اولي الامر ويا اولي الالباب.

الكاتب الصحفي محمدالشريف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.