هَكَذَا نُقِرُّ تَارِيخُ اَلْهِجْرَةِ
بقلم / مدحت مرسي
إِنَّ اَلتَّارِيخَ يَتَكَلَّمُ بِلُغَةٍ أَوْسَعَ مِنْ أَلْفَاظِهِ وَهَذَا عِنْدَمَا نَقَرَاهُ بِرُوحٍ ..وَنَكْتُبهُ بِرُوحٍ
عِنْدَمَا نَقَرَاهُ عَلَى أَنَّهُ بَعْضٌ مِنْ نَوَامِيسِ اَلْوُجُودِ صَوَّرَتْ فِيهَا اَلنَّفْسُ اَلْإِنْسَانِيَّةُ
فَهُوَ لَيْسَ كَلَامًا نَسْتَقْبِلُهُ وَنَقَرَأ فِيهِ..
هُوَ أَحْوَالُ مِنْ اَلْوُجُودِ تُقَرَّأهَا فَتَغَيَّرَ عَلَيْكَ حِسُّكَ بِإِلْهَامَاتِهَا وَأَحْلَامهَا
فَأنت عِنْدَمَا تقرأهُ مِنْ جِهَةٍ تَأْتِيكَ اَلْمَعَانِي مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى
فَالْكَلِمَاتِ وَرَاءَهَا مَعَانٍ وَطَبِيعَةٌ وَسَبَبُ وَحِكْمَةُ
فَكُلُّ حَادِثَةٍ فِيهَا إِنْسَانِيَّتَهَا وَمُسَبِّبَهَا مَعًا
أَيُّهَا اَلْإِخْوَةُ اَلْكِرَامُ
عِنْدَمَا نَقَرَاهُ بِالرُّوحِ نَصْنَع مَاضِينَا ..وَعِنْدَمَا نَدْرُسُهُ بِرُوحٍ نَصْنَعُ حَاضِرُنَا
وَعِنْدَمَا نَكْتُبُهُ بِرُوحٍ نَصْنَعُ مُسْتَقْبَلُنَا
وتلك الحالة في القراءة متى أنت سَمَوتَ إليها.. رأيت فيها غيرَ المعنى يخرج معنى.. ومن لاشئ تُخلق أشياء لأنك في هذه الحالة اتصلتَ بأسرار نفسِك ومن نفسك اتصلت بأسرار فوقها فيُصْبِح اَلتَّارِيخُ مَعَكَ فن اَلْوُجُودِ اَلْإِنْسَانِيِّ عَلَى اَلْوَجْهِ اَلَّذِي أَفْضَتْ بِهِ اَلْحِكْمَةُ إِلَى اَلْحَيَاةِ لِتَسْتَمِرَّ اَلنَّفْسُ اَلْإِنْسَانِيَّةُ
لَا فِن عَلمِ اَلنَّاسِ عَلَى اَلْوَجْهِ اَلَّذِي أَفْضَتْ بِهِ اَلْحَوَادِثُ مِمَّا بَيَّنَ اَلْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ
هَكَذَا يَجِبُ أَنْ نَقْرَأَ اَلسِّيرَةُ عَامَّةً وَتَارِيخَنَا خَاصَّةً
فَعِنْدَمَا يَلْتَقِي اَلزَّمَانُ وَالْمَكَانُ مَعًا فِي وَاقِعِ فِكْرِ اَلْقَارِئِ نَسْتَخْرِجُ اَلْإِلْهَامَاتُ وَالدُّرُوس
تَعَالَوْا نَقْرَأُ تاريخ اَلْهِجْرَةُ
* فَهَا هُوَ ( صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) رَغْمَ عِلْمِهِ بِحِمَايَةِ رَبِّهِ لَهُ ( فَمًا بَالَكَ بِحَالِنَا )
فَهُوَ يَأْخُذُ اَلْحِيطَةَ واَلِاحْتِيَاطَاتِ اَلْبَشَرِيَّةَ اَلَّتِي يَمْلِكُهَا فَمًا أَحْوَجَنَا أَنْ نُدْرِكَ وَاجِبُنَا فِي اَلْإِعْدَادِ وَالتَّخْطِيطِ وَلَا أَنْ نُحِيلَ تَقْصِيرُنَا وَضَعْفُنَا وَجَهْلُنَا وَتَهَاوُنُا وَعَدَمِ تَرْبِيَتِنَا عَلَى اَلْقَدَرِ
* هَا هُوَ يَصْنَعُ مِنْ يَتَسَمَّعُ لِلْأَخْبَارِ فِي قَلْبِ اَلْحَدَثِ
فَكُلَّمَا كَانَتْ اَلْقِيَادَةُ اِعْلَمْ بِوَاقِعِ اَلْعَدُوِّ وَأَدْرَى بِأَسْرَارِهِ وَطَبِيعَةِ تَخْطِيطِهِ وَتَفْكِيرِهِ بَلْ وَلَهَا مِنْ يَدْرُسُ تَفْكِيرُهُ فِي أَرْضِهِ وَتَحْتَ مُعَلِّمِيهِ كَانَ ذَلِكَ أَنْجَحَ فِي إِعْدَادِ اَلْخُطَّةِ وَالتَّخْطِيطِ
*وَهَا هُوَ يَنْتَهِي بِهِ اَلْأَمْرُ وَوَقَعَ تَحْتَ طَائِلَةِ اَلْعَدُوِّ
يَجِبُ أَنْ نَأْخُذَ فِي اَلِاعْتِبَارِ أَنَّهُ حِينَ يَنْتَهِي اَلْجُهْدُ اَلْبَشَرِيُّ وَالتَّخْطِيطُ اَلْقَوِيُّ وَحِينَ تُسْتَنْفَد اَلطَّاقَةُ اَلْبَشَرِيَّةُ يَتَحَوَّلُ اَلْأَمْرُ إِلَى اَلْقَدَرِ وَتَتَدَخَّلُ رَحْمَةُ اَلْقَدِيرِ وَهُوَ لَايْجَامْلْ وَلَا يُحَابِي وَتَكُون لَهُ حِكْمَةٌ فِي كِلْتَا اَلْحَالَتَيْنِ
وَنَتْرُكُكُمْ مَعَ اَلتَّارِيخِ وَأَنْتُمْ أَهْلٌ لِلْقِرَاءَةِ اَلِاسْتِنْتَاجِيَّةِ وَالتَّطْبِيقِيَّةِ
مدحت مرسي
تربوي وخبير تنمية بشرية