أراء وقراءات

وجهات النظر وخيانة الأوطان

بقلم / رمضان النجار

فى الماضى كانت خيانة الوطن لها معنى واحد وهو التخابر مع العدو ونقل أسرار الدولة والتى بموجبها يقوم العدو بضرب الدولة المعادية له عسكريا وإقتصاديا وإجتماعيا

كانت الأسرار العسكرية يتم التعامل معها عسكريا بضرب المواقع الحساسة للقوات المسلحة. وقد عانت الدولة المصرية منها كثيرا وتعددت الأحداث المؤلمة من ضرب مواقع عسكرية إلى  إغتيال قيادات عسكرية مثل حادثة إغتيال الشهيد عبد المنعم رياض وإغتيال خبراء وعلماء ذرة مصريين .

وكانت الأسرار الإقتصادية التى ترسل للعدو تساهم بشكل كبير فى التأثير على الدولة إقتصاديا مثل أسعار المواد الغذائية ونقصها فى الأسواق .وكان تسريب هذه المعلومات يسهم بشكل كبير فى زيادة معاناة الشعب وزيادة الأعباء على الدولة. كما كانت المعلومات عن المجتمع تسهم بشكل كبير فى تأجيج الصراع داخل الوطن كما حدث فى السابق من أعمال طائفية كانت لإسرائيل يد كبرى فيها وفى تأثيرها على الوطن .

أنواع جديدة من خيانة الوطن 

الأنواع المستخدمة قديما فى خيانة الأوطان لم تعد مطلوبة حاليا فى ظل العالم المفتوح على مصراعيه عن طريق مواقع التواصل الإجتماعى ومواقع الإنترنت التى أصبحت الجاسوس الأكبر والخائن الأعظم الذى يفشى أسرار كل الدول وخاصة الدول العربية والإسلامية. وأصبحت تمثل الخطر الأكبر على إستقرار أى دولة فالإشاعات تنتشر فى لحظات ويصدقها الأغبياء والكارهين وأصحاب الأجندات المعادية . تستطيع بإشاعة واحدة التأثير على أسعار السلع الغذائية ورفع ثمنها بشكل كبير عن طريق إحتكار السلعة وعدم طرحها فى الأسواق لمدة من الزمن والذى يؤدى لعدم إستقرار سعر السلع فيلجأ المواطن أيضا لعملية التخزين ويزيد الطلب وترتفع الأسعار إرتفاعا جنونيا .

نوع أخر من الخيانة هو التأثير على عقل المواطن بعمليات التخويف من ضياع قيمة مدخراته والذى يبادر لتحويل مدخراته إلى دولار أو ذهب لتنخفض قيمة الجنيه بشكل كبير والمستفيد الأكبر هم تجار العملة وتجار الذهب.

أصبحت التجارة فى العملة الأجنبية التى تضر بالإقتصاد الوطنى من وجهة نظر البعض تجارة كغيرها من التجارة المباحة .وأصبح إحتكار السلعة نوعا من الشطارة عند البعض من التجار .ولا أحد من أصحاب وجهات النظر هذه يدرك أن هذه التجارة فى هذا الوقت الذى تعانى فيه الدولة من الأزمات نوعا من الخيانة التى يحرمها الشرع ويجرمها القانون ويرفضها المجتمع .

ماهو دور المواطن الصالح

 

أصبح لزاما على كل مواطن صالح فى هذه الدولة الكبيرة أن يرفض هذه التصرفات والخيانات التى تصيب المجتمع وتؤثر فيه إقتصاديا وإجتماعيا عن طريق التوعيه ورفض هذه التصرفات ومواجهة البعض منها بالمقاطعة كمقاطعة البضائع المبالغ فى سعرها ونشر ثقافة الأولويات داخل كل بيت مصرى حتى يعود الإستقرار مرة أخرى للإقتصاد الوطنى .

مصر بخير وستظل بخير رغم كيد الكائدين والخونة والكارهين .

رمضان عبد الفتاح النجار

كاتب وباحث

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.