وعود الغرب لليهود بدأت بوعد نابليون عام 1799.. فبمن نستغيث ؟!

بقلم / مدحت مرسي
يواصل العرب منذ إغتصاب فلسطين عام 1948 مناشدة المجتمع الدولي التدخل لوقف الجرائم الاسرائيلية ومساعدة الشعب الفلسطيني في الحصول على حريته وتقرير مصيره .
ويشهد الواقع والتاريخ أن كل هذه النداءات لم تجد آذان صاغية أو قلوب واعية لان القوى الفاعلة في المجتمع الدولي هي من صنعت اسرائيل وتعمل على حمايتها . ويتضح ذلك جليا في انحيازهم الكامل لاسرائيل ، والمسارعة لادانة كل عمل صغير او كبير يقوم به رجال المقاومة اصحاب الحق في مقاومة المعتدي، وفي الوقت نفسه الصمت على كل جرائم اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني والتي تمارس الارهاب والقتل يوميا ولم ينج من ارهابها بشر ولا شجر ولا حجر .
وبمجرد اعلان كتائب القسام بمساندة فصائل المقاومة عن عملية طوفان الاقصى التي تتواصل اليوم الاثنين لليوم الثالث على التوالي ، منج الغرب باكمله اسرائيل الحق في الانتقام دون النظر الى حقوق الشعب الفلسطيني في المقاومة المشروعة للحصول على حريته واستقلاله .
هاهي فرنسا في عهد نابليون عام 1799
بعد أن تحطمت آمال القائد الفرنسي “نابليون بونابرت” على أسوار عكا عام 1799 عمل على إرضاء اليهود في أوروبا سعياً لكسب المزيد من الدعم لحملاته العسكرية فخاطب يهود آسيا وأوروبا
“أيها الاسرائيليون أيها الشعب الفريد الذين لم تستطع قوى الطغيان أن تسلبهم إسمهم ووجودهم القومي ،أيها الإسرائيليون انهضوا، فهذه هي اللحظة المناسبة، إن فرنسا تقدم لكم يدها الآن حاملةً إرث إسرائيل، سارعوا للمطالبة باستعادة مكانتكم بين شعوب العالم”
وها هي ألمانيا منذ عام 1898
من حكومة ألمانيا إلى هرتزل
(…وقد أصدر جلالته أوامره أن تذلل كل الصعاب التي تواجهكم عند استقبال وفدكم …ويحب جلالته أن يخبركم عن استعداده أن يأخذ على عاتقه مسؤولية حماية اليهود في حالة تأسيس دولتهم…وحينمت يكشف جلالته عن نواياه فهو يُعول على قدرتكم على كتمان السر…)
وهاهي روسيا في عام 1903 !!
يقول وزير الخارجية الروسي المعادي لليهود ولكن
(..مادامت الصهيونية تحاول تأسيس دولة مستقلة في فلسطين وتنظيم هجرة اليهود الروس فمن المؤكد أن تظل الحكومة الروسية تحبذ ذلك وتستطيع الصهيونية أن تعتمد على تأييد ودعم مادي ومعنوي من روسيا…)
ثم كان الوعد الظاهر للجميع من انجلترا ألا وهو وعد بلفور 1917 بعد أن تبلور عند عصبة الأمم المتحدة
لماذا أمريكا الآن هي التي على السطح خائفة ..؟!
(فإننا جميعا كذلك في الرحيل إليها راغبون )
الشاعر حاييم حيفر أيام الإنتفاضة
يتحدث عن الطائرة المروحية الأمريكية تلك الطائرة التي ستأتي حينما تحين اللحظة النهائية وتحط فوق السفارة الأمريكية كما حدث في فيتنام لتأخذ فلول المستوطنين وعملاء أمريكا
تبدأ القصة بالتصويت في الكنيست على الخروج الأخير لذا فالنرحل إلى أمريكا ويصور رئيس الوزراء وهو يتابع عملية الرحيل وهو على مقعده في الطائرة
ولسان حاله يقول “أنا ومن بعدي الطوفان”
وعليه فإذا حزمت حكومتنا لأمريكا حقائب الرحيل
فإننا جميعا كذلك في الرحيل إليها راغبون
واااااضح الأسلوب ولمن نطلب المعاونة و التأييد
مدحت مرسي
تربوي وخبير تنمية بشرية