احدث الاخبار

مترجم القرآن للبرتغالية في ذمة الله..وتجاهل إعلامي مريب

بقلم / الدكتور محمد النجار

 

    رغم أن الفنانين والممثلين والرياضيين  تملأ  أخبارهم كافة وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة ،  وأصبحوا  روادا في المجتمع العربي والاسلامي وتحظى اخبارهم الصحيحة والكاذبة بالنشر إلا أن العلماء والمفكرين لا بواكي لهم.

فقد توفي في القاهرة الأحد الماضي ٢٤-11-2019 م العالم  المصري الكبير الأستاذ الدكتور حلمي محمد نصر، مؤسس قسم اللغة العربية بجامعة ” ساو باولو “، البرازيل ، وهو احد ابرز الشخصيات التي قامت بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة البرتغالية، وبذل في سبيل تلك الترجمة جهدا كبيرا استغرق قرابة 20 عاما ، وانتهى من الترجمة عام 2004، وقام مجمع الملك فهد بالمملكة العربية السعودية بطباعة المصحف الى اللغة  البرتغالية ، ولم يسمع احد بوفاته بسبب تجاهل الاعلام والمؤسسات العلمية له. 

ورغم اقامة الدكتور حلمي نصر (53)عاما في البرازيل بذل خلالها جهودا كبيرة في اللغة العربية والتعريف بالدين الاسلامي والاعمال الاكاديمية والترجمة من وإلى اللغة العربية والبرتغالية  ، وله العديد من الاسهامات  التي دعى فيها إلى تنشيط وسائل الدعوة الإسلامية في المجتمع البرازيلي خاصة، ودول أمريكا اللاتينية عامة ، إلا أنه عاد للقاهرة عام 2015 بعد هذا العمر الطويل الحافل في البرازيل ليختتم حياته على تراب وطنه .

وُلد الأستاذ الدكتور حلمي نصر في المنصورة التي تبعد عن القاهرة  130 كم بتاريخ 22 مارس 1922،و التحق بالأزهر ودرس  اللغة العربية وآدابها والعلوم الإسلامية. ثم تابع دراسته في الأدب العربي في جامعة القاهرة.كما درس الادب الفرنسي في جامعة السوربون بفرنسا التي سافر اليها عام 1952   واستكمل  دراساته العليا في علم النفس والإجتماع. وعاد الى القاهرة  ليعمل في التدريس بكلية الآداب بجامعة عين شمس.

وسافر الى البرازيل عام 1962 على ان يقيم بها عاما واحدا   للتدريس في كلية الفلسفة والآداب والعلوم الإنسانية إلا أنه  استمر في البرازيل قرابة  53 عاماً حيث عاد للقاهرة نهائيا عام 2015م وقد توفى بالقاهرة  يوم الاحد 24-11-2019 عن عمر يناهز (97) عاما .

يرحم الله هذا العالم الجليل وندعو الله ان يجعل ما قدمه في ترجمة القرآن الكريم واعماله الدعوية في تلك البلاد البعيدة في ميزان حسناته .

ولك الله يامصر حيث أصبح التعليم  والعلماء على أرضك المباركة  لا يُكترث بهم ، بينما يحظى الغناء والتمثيل والرقص والرياضة على كل اهتمام رسمي وشعبي واعلامي  ، وقد يكون هذا نذير شؤم على مستقبل بلادك وعبادك.

د.محمد  احمد النجار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.