يوميات قرفان
بقلم/ محمد الخمَّارى
ما أجمل الهواء النقي لضمان حياة صحية سليمة لا سيما هواء الصباح الباكر البكر الذى لا يخالطه عادم السيارات ولا زحام الأنفاس ولا يزال غبار الشوارع في سبات عميق لا تحركه رفصات الأقدام .
فإذا بى تسوقنى شهوة بطنى بعد صلاة الفجر تُجاه مطعم الفول والطعمية وسط تسابق الأيدى نحو طاسة الطعمية حيث الرائحة الملهلبة. ويزيدها حسناً العامل الذي لا يدخر جهداً فى لف قرطاس الطعمية مبللاً سبابته بأطراف لسانه، ثم إذا شعر بحرارة الطعمية غمس أصابعه فى فمه يبردها لُعابه الثخين الملئ بالبكتيريا والجراثيم. فانتقل بصرى داخل محل الفول والفلافل كما يقول إخواننا الإسكندرانية حتى استقرت عيناى على صنايعى الڤاترينة الذي يجهز السندوتشات .
وياليتها ما استقرت ،فإذا به كلما أراد أن ينتقل من تجهيز سندوتش الفول إلى المصقعة، أو البابا غنوج ، أو الجبنة بالخضروات، استعمل فمه بدلاً من الماء لتنظيف معلقته الوحيدة اليتيمة التى يدور بها على جميع أطباق المأكولات الشعبية ثم تقوم العملية التبادلية من المشترى وإعطاؤه مستحقاته ولكنه ينهج نفس الأسلوب يبلل أصبعه بلعابه حتى يفرق بين عملاته الورقية الملتصقة، وفى النهاية يبادرنا سؤال ساذج من أين تأتى هذه الأمراض الخبيثة أمثال فيروس الكبد الوبائي أو الميكروب الحلزونى فى الجهاز الهضمي .
أصبح لحس اللسان روتيناً يومياً ،بل مخرجاً لبعض المشكلات، أصبح مثبتاً للحواجب عند الفتيات وملمعاً للخدود عند النساء وملمعاً للأحذية عند الرجال ومنظفاً للنظارات وماسحاً للمرآة فى البيوت .
شعبٌ بلا أمراض شعبٌ بلا لحَّاس .