يومُ القَرِّ
بقلم / الدكتور محمد النجار
لقد فضل الله بعض الأيام على بعضها ، وجعل فيها مواسم للخير تزيد فيها الحسنات ، وترتفع لفاعلها الدرجات.
ومن هذه الأيام المباركة التي يستطيع الإنسان المسلم فيها من حسناته تلك الأيام التي يُطلق عليها “أيام التشريق” التي تعقب يوم عيد الأضحى المبارك.
يومُ القَرِّ
يومُ القَرِّ ،بفتح القاف وتشديد الراء :هو اليوم الثاني لعيد الأضحى المبارك ، وأول أيام التشريق ، أي أنه اليوم الذي يلي يوم النحر أي يوم الحادي عشر من ذي الحجة، وتم تسميته بيوم القر لأن الحجيج يقرون أي يستقرون فيه بمنى بعد مشقة يوم عرفة ، وبعد أن فرغوا من طواف الإفاضة والنحر واستراحوا. والقر بفتح القاف وتشديد الراء.
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
((( إنَّ أفضلَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القَرِّ))) رواه أحمد وأبو داود والحاكم وصححه الألباني.
لايجوز الأخذ من الأضحية إلا بإذن صاحبها
ومعنى هذا الحديث السابق ، أن النبي قدم خمس أو ست بقرات ، وتم ذبحهن ، ثم قال كلمة خفية سمعها القريبون منه وهي”من شاء فليقتطع” أي من شاء أي يأخذ منها اللحم ، وهذا تصريح من صاحب الأضحية لبدء من يأخذ منها .
هل يجوز إعطاء غير المسلم من الأضحية؟؟
ومن عظمة الإسلام ورحمته أنه يُجيز “أي يجوز” ، إن إعطاء غير المسلم من الأضحية التي تخص شعيرة من شعائر الإسلام .
قال الله تعالى : لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ [الممتحنة:8. فالكافر الذي ليس بيننا وبينه حرب، كالمستأمن أو المعاهد، يعطى من الأضحية.
نسأل الله أن يرزقنا عملاً صالحاً في هذه الأيام المباركة وفي كل الايام
وكل عام وأنتم بخير
د.محمد النجار 29-06-2023م الخميس 11 ذوالحجة1444هـ
