الصراط المستقيم

يوم التروية والإستعداد لخير أيام الدنيا

بقلم  – وليد على

خلق الله سبحانه وتعالى الأيام وجعل بعضها يفضل بعض قال تعالى (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)

فجعل الله الأشهر الحرم وهى رجب وذو القعده وذو الحجه والمحرم وجعل الله فيها من الفضل والخير ومضاعفة الحسنات والمغفرة والعتق من النيران .

وأصطفى الله سبحانه وتعالى من هذه الأشهر الحرم أيام سمها الله أيام معلومات  بل وأقسم بها فى مطلع سورة الفجر قال الله تعالى (والفجر وليالى عشر ) قال بن عباس وغيره اليالى العشر هى عشر ذى الحجه أى العشر أيام الاولى من شهر ذو الحجه .

فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام» يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يَرْجِعْ من ذلك بشيء»

[صحيح] – [رواه البخاري، وهذا لفظ أبي داود وغيره]

أيام ليس لها مثيل فى الأجر ومضاعفة الحسانات بل ذهب فريق من أهل العلم على أنها أفضل من العشر الأواخر من رمضان لان فيها خير أيام الدنيا …

وهذه الأيام هى ( يوم التروية ويوم عرفه ويوم النحر ويوم القر ) ما أعظمها من أيام وما أعظمها فى الآجر والمثوبة  الله اكبر .

ولكى لا نظلم هذه الآيام الفاضله ولا نعطيها حقها فى الكلام عنها والتعريف بفضلها وكيف كان حال رسول الله فيها وأصحابه الكرام وماذا فعلوا وماذا قالوا وبماذا دعوا ربهم وما الذى ينبغى على الحاج وغير الحاج ان يفعله فيها .

نذكر منها أولاً يوم التروية …

وقبل ان نتكلم عنه ترى لماذا سمى يوم التروية بهاذا الاسم  ذكر ابن قدامة في المغني سبب تلك التسمية فقال: سمي بذلك لأنهم كانوا يتروون من الماء فيه يعدونه ليوم عرفة، وقيل: سمي بذلك لأن إبراهيم عليه السلام رأى تلك الليلة في المنام ذبح ابنه فأصبح يروي في نفسه أهو حلم؟ أم من الله؟ فسمي يوم التروية.

والشاهد أن يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذو الحجه إبتداء به النبى صلى الله عليه وسلم اعمال الحج ففى حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنهما  فى صفه حج النبى صلى الله عليه وسلم (  فلما كان يوم التروية، توجهوا إلى منى، فأهلُّوا بالحج، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس) فكان يوم التروية بداية مناسك الحج سواء للمتمتع او القارن او المفرد وفيه يغتسل الحاج المتمتع  ويتطهر ويتطيب ويلبس الاحرام من محل إقامته وبعد ذلك يذهب الى منى ملبيا بالحج  أما المفردا او القارن فيتوجهوا الى منى مباشرة ملبين بالحج فيمكثوا فيها ويقصرون الصلاة كما فعل النبى صلى الله عليه وسلم  ويبيتون فيها حتى اذا طلع الفجر يوم عرفه خرجوا بعد ان صلوا الصبح وجلسوا يذكرون الله حتى تشرق الشمس ثم بعد ذلك يخرجون الى صعيد عرفات .

يالها من ليله إنها ليله الإستعداد ليله الإستغفار ليله صبيحتها مغفرة وعتق من النار أجل والله ففى الحديث ان الله يباهى بعباده الملائكة فى السماء والله لا يباهى بصاحب ذنب بل يباهى بهم وقد غفر لهم وتاب عليهم وقبل منهم حجهم وهو الكريم الرحيم سبحانه وتعالى وعز وجل .

فكان الإستعداد فى هذا اليوم بكثرة الذكر والإستغفار والتوبة والدعاء والتوجه الى الله أن يوفقه الى القبول والعتق والمغفرة فى يوم عرفة .

وهذا يشترك فيه الحاج وغير حاج فكما ان الحاج يتجهز الى يوم عرفة بهذا المعسكر فى منى فوجب على غير الحاج ان يتجهز لستقبال يوم عرفة أيضا بالدعاء والذكر والاخلاص والتوبة وتلاوة القرأن والقيام والاكثار من أعمال الخير للقدوم على يوم عرفة او اليوم المشهود او اليوم الوتر كما سماه الله

والله أسال ان يوفقنا جميعا الى ما يحب ويرضى  …

 

وليد على المحرر بكتاب الجمهورية

يوم التروية والإستعداد لخير أيام الدنيا 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.