تقارير وتحقيقات

يوم الغضب في كينيا.. شوارع نيروبي تشتعل

مخاوف من الانجرار إلى صدام بين الأمن والمحتجين

كتبت : د.هيام الإبس

 

 

يوم الغضب في كينيا.. شوارع نيروبي تشتعل
ومخاوف من الانجرار إلى صدام بين الأمن والمحتجين

شهدت العاصمة الكينية نيروبي، الاثنين، انتشارًا مكثفاً للوحدات العسكرية، في مشهد يذكّر بفترات الأزمات السياسية التي مرت بها البلاد سابقًا.
وجاءت هذه الاستعدادات الأمنية المكثفة بالتزامن مع دعوات أطلقتها مجموعات من الشباب، وفي مقدمتهم حركة “جيل زد”، للنزول إلى الشوارع للاحتجاج على ما يعتبرونه فسادًا سياسيًا وتجاوزات أمنية.

ورفعت السلطات حالة التأهب إلى أعلى مستوياتها تحسباً لتكرار مشاهد احتجاجات شهر يونيو الماضي وقبل أسبوعين، التي أدت إلى سقوط 18 قتيلًا وإصابة مئات المحتجين، وسط اتهامات للشرطة باستخدام الرصاص الحي ضد المدنيين.
من جانبه، أكد وزير الداخلية كيبتشومبا موركومين، عبر منشور على منصة “إكس” يوم الأحد، أن الحكومة ستعمل على حماية الأرواح والممتلكات خلال سير الاحتجاجات.

احتجاجات محتملة

وحذّر خالد عبد الله، الباحث والكاتب المهتم بالشأن الأفريقي، من أن “احتجاجات اليوم قد تتحول إلى صدام مفتوح بين شباب غاضب ومؤسسات الدولة، لا سيما بعدما تحولت فعالية ماراثون نيروبي يوم الأحد إلى ساحة للتعبير عن رفض سياسات الرئيس ويليام روتو”.
وأضاف عبد الله، أن “الناشطين ينظمون سنوياً احتجاجات في السابع من يوليو لإحياء ذكرى التحركات التي أطلقها معارضو الرئيس الأسبق دانيال أراب موي عام 1990 للمطالبة بالتحول إلى نظام التعددية الحزبية”.
وتُعرف هذه الاحتجاجات باسم “سابا سابا”، والتي تعني “سبعة-سبعة” باللغة السواحيلية نسبة إلى تاريخها.
وأشار عبد الله، إلى أن “مظاهرات هذا العام تأتي بعد أن شهدت البلاد العام الماضي احتجاجات قادها ناشطون شباب في يونيو، بدأت بالاعتراض على زيادة الضرائب قبل أن تتوسع لتشمل ملفات الفساد، وانتهاكات الشرطة، وحالات اختفاء معارضين بشكل غامض”.


توتر متجدد

من جانبها، أفادت المحللة السياسية والباحثة في الشأن الأفريقي سامية عبد الله، بأن “التطورات الراهنة في كينيا تشير إلى أن البلاد تواجه اختبارًا جدياً لمسارها الديمقراطي، مع تصاعد الدعوات الشعبية لإصلاحات سياسية جذرية وحماية الحريات العامة”.
وأضافت، إن “هذه التحركات تأتي في ظل أجواء مشحونة بعد موجات احتجاج سابقة واجهت قمعاً عنيفاً ، ما زاد من حدة الغضب الشعبي وأثار تساؤلات حول التزام الحكومة بالحريات”.
واعتبرت أن “هذا الوضع يشكل ضغطاً متزايدًا على المؤسسات الرسمية للاستماع إلى أصوات الشباب والنشطاء المطالبين بتغيير حقيقي”.

وأضافت،”رغم أن ذكرى “سابا سابا” تحمل رمزية قوية للتضحيات والنضال من أجل التعددية، فإن استمرار التوترات بين السلطة والأجيال الجديدة قد يفتح الباب أمام موجة اضطرابات أوسع”، وأضافت أن “تعنت السلطات قد يؤدي إلى إعادة إنتاج مشهد الاحتقان السياسي الذي عانت منه البلاد سابقًا”.
وأشارت إلى أنه “في حال غياب حلول حقيقية لمطالب المحتجين، يبقى مستقبل الديمقراطية الكينية معلقًا على قدرة الأطراف المختلفة على إدارة الخلافات بروح الحوار مع المعارضة والشباب”.

في نيروبي، نصبت الشرطة حواجز على طول الطرق الرئيسية في المدينة، مما حال دون وصول آلاف الأشخاص إلى منطقة الأعمال المركزية، التي تُشكّل عادةً مركز المظاهرات.
شملت الطرق المتأثرة أجزاءً من طريق ثيكا عند رويسامبو، وكاساراني، وغوري ناناك، وطريق مومباسا عند دواري جي إم وبونيالا، والطريق الشرقي عند دوار 75، طريق وواياكي، وكانغوندو، بالإضافة إلى طريق جوغو.
كما أُقيمت حواجز طرق على طول طريق كيامبو، وطريق لاندهيس، وطريق أوهورو السريع، وشارع كينياتا، وأروينجز كودهيك، وطريق فالي .
في بيانٍ نُشر على حسابه على موقع X ، شدد وزير التجارة لي كينيانجوي على ضرورة يقظة الجمهور والامتناع عن أي أعمال قد تُلحق الضرر بالأعمال التجارية.
وأضاف الوزير يجب ألا تُستغل ممارسة هذا الحق من قِبل عناصر إجرامية، ولكن للأسف، أصبح هذا الأمر شائعًا، يعيش أصحاب الأعمال في خوفٍ من التعرض للظلم واحتمالية اللجوء إلى العنف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى