احدث الاخبار

دروس من حرب غزة .. هل باع الفلسطينيون أرضهم حقا أم إغتصبها اليهود؟؟

بقلم / الدكتور محمد النجار

يسعى أعداء الأمة لتزوير الحقائق ونشر الأكاذيب فيما يتعلق بالحقوق العربية والإسلامية  في أرض فلسطين ومقدساتهم ، وبث الخذلان في قلوب أبناء الأمة العربية والإسلامية.

ومن المذهلِ أن تنجح الدعاية الصهيونية عالميا وعربيا  في نشر الأكاذيب  بييع الفلسطينيين أرضهم لليهود ، وتنازلهم عن حقهم في أرضهم ، ويقصدون بذلك  بث روح العداونية  ضد الشعب الفلسطيني  وعدم التعاطف معه والدفاع عنه وتركه ومصيره مع اليهود يقتصون منهم ويريقون دمائهم .

ومن المؤسف أن يسير وراء تلك الدعاية الكاذبة أجهزة  إعلامية و إعلاميون  من العالم العربي ، أو على الأقل  فشل تلك الاجهزة الإعلامية العربية في فضح تلك الاكاذيب وبث الوعي لدى الشعوب العربية والإسلامية وفضح تلك الأكاذيب عالميا .

إن محاولات  المستوطنين اليهود الإستيلاء على حي الشيخ جراح تحت حماية أجهزة الشرطة الاسرائيلية  وعلى مرأى من كاميرات أجهزة الإعلام العالمي والتي أظهرت صمود حي الشيخ جراح أمام هجمات هؤلاء المستوطنين المجرمين ومقاومتهم بكل مايستطيعون هو الرد الواقعي المرئي والمُشاهد على الأكاذيب التي تنشرها إسرائيل وأجهزة إعلامها الكاذبة وأعوانهم .

كما إن الحقائق التاريخية المًشاهدة والواقعية تُظهر أن  الشعب الفلسطيني عام (1948م) كان يملك (92%) من أرض فلسطين ولم يكن اليهود يملكون سوى(8%)  فقط .

يقول مكتب الاحصاء الفلسطيني:

“تم تشريد ما يزيد على 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948”.

ويضيف: “سيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، ودمر 531 منها بالكامل وما تبقى تم إخضاعه إلى دولة الاحتلال وقوانينها، وقد رافق عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني، والسيطرة على أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية”.

وهكذا استولى اليهود على باقي أرض فلسطين من خلال عصاباتهم  الإجرامية التي قتلت الشعب الفلسطيني واستولت على بيوتهم وأراضيهم ومزارعهم في الفترة من عام 1948 حتى عام 1967م ، وزادت وتيرة ذلك الإجرام والإرهاب الاسرائيلي بعد هزيمة الجيوش العربية فيما يسمى بنكسة عام (1967م) واستيلاءهم على كل  الضفة الغربية والقدس الشريف  من الأردن ، وهضبة الجولان الاستراتيجية  من سوريا ، وصحراء سيناء من مصر.

وإن كانت مصر قد استردت صحراء سيناء بعد حرب رمضان-أكتوبر1973م، ومفاوضات واتفاقية كامب ديفيد إلا أن الضفة الغربية والقدس وهضبة الجولان لم يتم استرجاعها من اليهود الصهاينة .

وهذا يُظهر أن إسرائيل  ذلك “الكيان الصهيوني الغاصب”  قد استولى على أرض فلسطين بالقوة والجرائم العدوانية وليس ببيع الفلسطينيين لأرضهم وتنازلهم عنها الى اليهود الصهاينة ..

إنه الصمود البطولي الأسطوري للشعب الفلسطيني ضد محاولات الكيان الصهيوني في الإستيلاء على أراضيهم ومنازلهم ومزارعهم يستحق الوقوف مع الشعب الفلسطيني والدفاع عنه.

إنهم يمثلون شرف الأمة بدفاعهم عن القدس الشريف ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومهد المسيح عليه السلام وكل فلسطين ، وإن التقاعس عنهم يمثل انهزامية عقيدية وتنازل عن شرف الأمة وأرضها ومقدساتها .

اللهم انصر الحق وأهله واخذل الباطل وأهله.. اللهم لاتجعل للباطل على أهل الحق سبيلا… اللهم أمين

د.محمد النجار 
الأحد4  شوال1442هـ
الموافق 16 مايو 2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.