الاسرة والطفل

إحذرى لا تتفاوضى مع إبنك وهو يبكى

كتبت ياسمين يحيى

من أكبر الأخطاء في التعامل مع الطفل.. هي بدء التفاوض معاه وهو بيبكي.. ليه؟ وإيه البديل؟

  • وهو بيبكي بيكون حرفيًا مش سامعك.. لإن مخه العلوي بيكون غير مُفَعَل بسبب سيطرة مخه السفلي المسئول عن البقاء (اضرب/اهرب/تجمد) فمحاولتك لإقناعه بالمنطق غير مجدية تمامًا. لازم تنقل السيطرة لمخه العلوي الأول.

  • بدء التفاوض وهو بيبكي بيعلمه إن فعل البكاء هو اللي بيأثر عليك فـ هايستخدمه على طول، بدل ما يتعلم يتفاوض على اللي عايزه من غير بكاء.

  • تكرار بكاء الطفل واستمراره وعدم سماعه ليك هايخلوك في الآخر تتعصب طبعًا، وتلجأ للتهديد أو العقاب أو الغضب.. وده بيرسل للطفل 3 رسائل في غاية الخطورة، وهم:

_ ماما مش حاسة بيّا، ماما مش فاهماني.. ومع التكرار، ماما ما بتحبنيش. (وده شرخ في العلاقة بينكم وعلاقتك القوية بطفلك هي أساس نجاحك في تربيته).

_ ماما أضعف من إنها تتحمل بكائي، أنا مش حاسس بالأمان معاها. (فقد الحب والأمان هم أساس كل الاضطرابات النفسية والشخصية والسلوكية عند الأطفال، خوّاف، ما عندوش ثقة بنفسه، عصبي، مش بيعرف يخلي زمايله يحبوه، بيكذب، بيسرق، عدواني، بينسى، مش بيركز في الفصل.. إلخ.. ها أخبار الحب والأمان إيه؟).

_ ماما بكائي بيعصبها يبقى أنا عرفت أضايقها إزاي لما هي كمان تضايقني (هايتحول البكاء والصراخ لرد فعل انتقامي من الأم أو الأب لإغاظتهم في أي موقف ما عجبش الطفل)

طبعًا ما حدش يحب كل النتائج دي، وعشان كده خُد قرار ودرّب نفسك عليه، وهو عدم بدء الحديث والتفاوض أثناء بكاء الطفل وصراخه، طيب تعمل إيه؟

  • إوعى تقول “ما تعيطش” (العياط بيساعده ينَفِّس ويهدى من سيطرة هرمونات الكرب في مخه السفلي).

حَسسه بالأمان والحب لإن أيًا كان الموقف اللي حاصل، الأمان والحب لازم يكونوا غير مشروطين.. هايحس بالأمان من قوتك النفسية وثقتك فيه وفي نفسك.. إزاي؟

انزل لمستوى طوله وممكن تلمسه، تمسك إيده الاتنين.. تحوَّط عليه بذراعك وبجسمك، خصوصًا في حالة الهياج الشديد عشان ما يؤذيش نفسه (الملامسة من أكتر الحاجات اللي هاتفرز في مخه هرمونات التهدئة فيبتدي مخه العلوي يسيطر).

  • قولُّه “أنا مستني تهدى وتوقف عياط عشان أعرف أسمعك”.

  • إوعى ترد على حاجة بيقولها وهو بيعيط مهما استفزك الكلام، والتزم بالهدوء والثقة (خلي بالك انت كده اللي مسيطر تماما) وفقط كرر الجملة دي: “وداني مش بتقدر تسمعك وانت بتعيط، أنا مستنيك، يلا امسح دموعك ووقف العياط عشان وداني تعرف تسمعك).

  • ركز جدًا في النقطة دي.. لو مش قادر يبطل عياط لوحده ومقهور قوي، هاتساعده بإنك تحتوي مشاعره وتقر بيها، لإن إحساسك بيه هايخلي مخه يقلل من حدة البكاء ومظاهر الزعل اللي بيوَصَلّك بيها مشاعره لإنه مش محتاجهم خلاص انت حاسس بيه..
    وده بإنك تقول: “انت شكلك زعلان جدًا جدًا”، أو: “أنا عارف إنك زعلان جدًا.. كان نفسك تقعد في المراجيح أكتر، حاجة تزعل فعلا”. بس كده.. ما تزودش عن كده، وما تكمِّلش بإيجاد الحلول أو التفاوض أو محاولة إقناعه.. مجرد إقرار بالمشاعر فقط لا غير.
    (خلي بالك الإقرار ده مش سهل لإننا مش متربيين عليه لكن متربيين على التبرير، امنع نفسك من جملة “أنا عارف إنك زعلان بس لازم كذا وكذا”.. الإقرار ما فيهوش بس! الإقرار بيوَصَلُّه “أنا واصلني إحساسك ومحترمُه تمامًا”، أما كلمة “بس” وما بعدها، بتوَصَلُّه “أنا واصلني إحساسك لكن مش محترمه إطلاقًا وهابررلك ليه”.. ودي أسوأ رسالة منك لطفلك، رسالة هدامة في صميم العلاقة).

  • مش عارف برضُه يهدى؟.. التزم بهدوءك وخليك فاكر ضبط المشاعر. انت نفسك كشخص راشد بتعجز عنه أحيانا، ما بالك بطفل مخه العلوي المسئول عن الضبط غير مكتمل النضج، فالتزم بهدوءك.

  • ساعدُه بشياكة: “أنا شايف إنك زعلان قوي، لكن واثق إنك تقدر تهدّي نفسك وتوقف العياط دلوقتي عشان نعرف نتكلم خليني أساعدك، خد اشرب مياه/ يلا نمسح بالمنديل الدموع الجميلة دي، أيوه كده/ بُص فوق كده، بُص أنا شايف إيه، هايقولك “إيه؟” وينتبه، قولُّه “شايف وش ولد جميل” كنت متأكد إنك تعرف توقف العياط، يلا بقى نمسح الدموع من على وشك”.

  • ابدأ التفاوض أو الكلام أو النقاش.. ولو حابب تحبب ابنك وتساعده أكتر إنه في المرة اللي جايه يوَّقّف عياط سريعًا أو يتعلم ما يلجأش ليه أصلاً.. اعمل حاجتين:

-تعالى على نفسك وحاول تنَجَح التفاوض لصالحه قدر الإمكان، خصوصا في بداية تنفيذك للطريقة ديي في الحوار، عشان يثق في جدوى الكلام معاك، فيلجأ له بدل العياط، لكن لو هو عارف إنك كده كده هاتتشبث برأيك، يبقى ليه يبطل عياط عشان يبدأ الكلام معاك؟!.. انت كده كده هاترفض أي حاجة هو يقولها.

  • اُشكُره بعد الموقف مهم جدًا .. قول “أنا متشكر إنك وقفت عياط عشان نعرف نتكلم، بحب قوي لما نتناقش مع بعض أنا وانت ونوصل لحل يرضينا إحنا الاتنين زي الكبار، انت كل يوم بتكبر وأنا فخور بيك”.

في آباء بتغفل عن تفاصيل مهمة في الحوار مع أبناءهم، فـ بتخلي في النهاية الحوار يفشل ويلجأوا للضرب والإهانة، ظنًا منهم إن مافيش طرق تانية، والحوار ما بيجبش نتيجة.. أو تنفيذ رغبات الطفل كل ما يعيط عشان يسكت ظنًا برضه إن مافيش حاجة تانية بتسكته..
لكن مش الحوار هو الحل.. طريقة الحوار هي مفتاح نجاحك في تربية ابنك، وبناء علاقة قوية معاه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.