أنـوار الحــج
كتب – وليد على
اشهر الحج ربما يتسائل بعضنا هل هناك اشهر للحج وما هى وهل لترتيب الاشهر على هذا النحو من حكمة ولماذ هى معلومات ؟
يقول الله سبحانه :
الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ
البقرة: 197
ومعنى الآية: أن الحج يُهَل به في أشهر معلومات، وهي: شوال وذو القعدة والعشر الأولى من ذي الحجة، هذا هو المراد بالآية، وسماها أشهرًا؛ لأن قاعدة العرب إذ ضموا بعض الثالث إلى الاثنين أطلقوا عليها اسم الجمع .
وروى الشافعي -رحمه الله- عن ابن عباس أنه قال: لا ينبغي لأحد أن يُحْرِم بالحج إلا في شهور الحج .
وعلى هذا فلا يجوز للمسلم اذا نوى الحج ان يحرم الا فى هذة الاشهر وهذة الايام وفى هذا الترتيب حكمة بليغه حيث يحط السلاح ولا يكاد يسمع له صوت، فلا سليل سيوف ولا صوت خيل في تلك الأشهر لان فيها من الاشهر الحرم التى حرم الله فيها القتال وكانت تعظمها العرب فى الجاهليه فيذهب المسلم الى الحج فى امان ويعود الى بلده واهله ايضا فى امان حيث ياتى بعدها شهر الله المحرم الذى يحرم فيه القتال .
وقوله سبحانه فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ يعني أوجب الحج فيهن على نفسه بالإحرام بالحج فإنه يحرم عليه الرفث والفسوق والجدال والرفث هو الجماع ودواعيه، فليس له أن يجامع زوجته بعدما أحرم ولا يتكلم ولا يفعل ما يدعوه إلى الجماع ولا يأتي الفسوق وهي : المعاصي كلها؛ من عقوق الوالدان، وقطيعة الرحم، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والغيبة والنميمة، وغير ذلك من المعاصي
والجدال معناه: المخاصمة والمماراة بغير حق، فلا يجوز للمحرم بالحج أو بالعمرة أو بهما أن يجادل بغير حق، وهكذا في الحق، لا ينبغي أن يجادل فيه، بل يبينه بالحكمة والكلام الطيب، فإذا طال الجدال ترك ذلك ، ولكن لابد من بيان الحق بالحكمة والموعظة الحسنة ، والجدال بالتي هي أحسن .
واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال وان يرزقنا واياكم الحج والعمرة اعوام عديده .