وزير الخارجية المصري: سنحمي حقنا في الحياة
شكري: مصر تواجه تهديدا وجوديا بسبب سد النهضة
في نص كلمة وزير الخارجية أمام مجلس الأمن: السلوك الإثيوبي يجسد سوء النية وفرض الأمر الواقع
كتب/ إبراهيم عوف
ألقى وزير الخارجية سامح شكري، مساء اليوم، كلمة أمام مجلس الأمن الدولي حول السد الإثيوبي عقب بدء «أديس أبابا» الملء الثاني للسد، والتي شدد خلالها على أن 100 مليون مصري يواجهون تهديدا وجوديا بسبب السد، و أن سلوك إثيوبيا بشأن السد يجسد سوء نيتها، كما شدد كذلك على أن مصر تلتزم أقصى درجات ضبط النفس أمام الممارسات الإثيوبية.
وقال وزير الخارجية، في كلمته أمام مجلس الأمن حول السد الإثيوبي:” إن رد فعل مصر على الاعتداء الإثيوبي على مياه النيل اتسم بضبط النفس، كما التزمنا بصدق بمبادرة الاتحاد الإفريقي وانخرطنا على مدار عامل كامل في المفاوضات من أجل صياغة حل إفريقي لهذه الأزمة، ورغم ذلك باءت كل تلك الجهود بالفشل”.
وأكد وزير الخارجية علي أهمية أن يبذل المجتمع الدولى جهودا كبيرة لمنع تحول سد النهضة لتهديد وجودى لمصر، بالدعوة للأطراف الثلاثة للتوصل لاتفاق في إطار توقيت زمنى محدد، موضحا أنه إذا تعرض بقاء مصر للخطر، فلن يكون أمامنا بديل لحماية حقها في الحياة.
أوضح شكري انه بعد المفاوضات غير المثمرة، نجد أنفسنا في مواجهة المسلك الإثيوبي الأحادي بملء السد، دون مراعاة حقوق دولتي المصب، مضيفا أن السلوك الإثيوبي لا يعكس فقط انعدام المسؤولية، لكنه يجسد أيضا سوء النية الإثيوبية وفرض الأمر الواقع”.
وأضاف شكري: إن تصرفات إثيوبيا الأحادية المستمرة تفضح تجاهلها وازدراءها للقوانين الدولية وتكشف أهدافها السياسية الحقيقية الرامية إلى أسر نهر النيل والتحكم فيه»، مضيفا أن «مصر ما تزال على دعمها لاستقرار إثيوبيا ورفاهية شعبها، إلا أن أي اتفاق قد نصل إليه حول سد النهضة ينبغي أن يكون منصفا وملزما قانونيا”.
وأكد شكري على أنه إذا تعرض أمن مصر المائي للخطر فلا بديل أمامها إلا أن تحمي حقها في الحياة.
وأوضح شكرى إلى أن طرح مصر لهذا الأمر أمام مجلس الأمن الدولى للمرة الثانية يأتى إيمانا من مصر والتزامها بممارسة التسامح والعيش في سلام، مؤكدا ضرورة التوصل لحل سلمى وودى حول قضية سد النهضة.
جدير بالذكر أنه في بداية الجلسة، دعا بارفيه أونانجا المبعوث الأممي للقرن الأفريقي الدول الثلاثة إلى التوصل لاتفاق علي آلية فض النزاع بشأن السد، مشيراً إلى أن فشل تلك الأطراف في التوصل لآلية تعاطي مع القضايا الخلافية في الوقت السابق يدعو للقلق. كما دعا إلى تجنب التصريحات التي من شأنها زيادة التوتر بين تلك الدول.
و طالبت مديرة برنامج الأمم المتحدة للبيئة أنجر أندرسن، بتجاوز الخلافات القائمة بين مصر والسودان وإثيوبيا، قائلة في كلمتها إن تجاوز الخلافات ممكن وأن ذلك يتطلب فقط إرادة من الجميع.
وأوضح بارفيه أونانجا المبعوث الأممي للقرن الأفريقي، إلى أن الفشل في التوصل لآلية توافقية في القضايا الفنية أمر مقلق، داعياً الدول الثلاثة إلى تفادي أي تصريحات تزيد التوتر.
أكدت مندوبة بريطانيا علي دعم حكومات مصر والسودان وأثيوبيا للتوصل إلى اتفاق بشأن ملء سد النهضة الأثيوبي، مشيرة في كلمتها أمام الجلسة المنعقدة حالياً إلى أن التوصل لاتفاق يتطلب تسوية وتنازلات من كل طرف. كما دعت الدول الثلاثة لعدم اتخاذ أي إجراءات تقوض مفاوضات السد.