الأمريكيون ينقلون الكلاب والخمر أفضل من نقل الخونة الأفغان لبلادهم
بقلم / الدكتور محمد النجار
كيف ترى القوات الامريكية وحلفاؤها هؤلاء الأفغان الذين تعاونوا معهم ضد بلادهم ؟؟؟
وجاءت الإجابة العملية على هذا السؤال عندما قررت تلك القوات المحتلة مغادرة افغانستان .
احتلت القوات الأمريكية وحلفاؤها أفغانستان تحت شعار القضاء على الإرهاب ، وتمكين حقوق الإنسان للشعب الإفغاني بما فيه حقوق المرأة الافغانية وتحقيق العدالة والتنمية بما يلبي طموحات الشعب الأفغاني.
وماكان لهذه الجيوش الجرارة أن تستمر في أفغانستان طوال هذه السنوات العشرين دون وجود فئات من الشعب الأفغاني أغرتهم بالمال والمناصب ووعدتهم بمنحهم بالجنسية مقابل خدمتهم وعمالتهم وتخابرهم ضد بلادهم وشعبهم لصالح تلك القوات المحتلة .
وفي مشهد كأنه يوم القيامة في مطار كابل ، عندما قررت الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها مغادرة افغانستان ، رأينا الأعداد الرهيبة لهؤلاء المتعاونين بعائلاتهم يقتحمون مطار كابل لمغادرة افغانستان مع مغادرة تلك القوات المحتلة حسب وعودهم لهم .
وبدأت أفواج الرحلات الجوية تغادر مطار كابل تحمل الجنود من كل الجنسيات ماعدا حمل الأفغان ، فتعلق كثيرون من هؤلاء الأفغان بالطائرات الامريكية ظنا منهم أن تلك الطائرات سترحمهم ، و لن تتركهم في أفغانستان ، إلا أن الطائرات أقلعت وصارت في السماء ، وتساقط منها الأفراد الذين تعلقوا بها كأنهم حشرات ، دون أن تأبه لهم القوات المحتلة أو الطائرات.
ثم ظن بعض هؤلاء الأفغان المرابطين في المطار أنه سيتم نقل الجيوش أولا ، ثم يأتي دورهم في الرحلات التالية.
وجاءت المفاجآت .. فكانت إحدى المفاجآت من القوات البريطانية التي رفضت نقل أي أفغاني ، و فضلت بدلا منه نقل الكلاب في طائراتها ، حيث تم نقل مايزيد عن 200 قط وكلب، من مؤسسة خيرية للحيوانات لمالكها ضابط البحرية البريطاني “ين فارثينج” .
و كانت المفاجأة الثانية طبقا لصحيفة «بيلد» الألمانية ، عندما قررت القوات الألمانية نقل الاف علب “النبيذ والخمر” بدلا من الأفغان ، فقالت الصحيفة إن القوات الألمانية شحنت آلاف علب «البيرة والنبيذ» من هناك بدلا من إجلاء الأفغان الذين تعاونوا معها طوال السنوات الماضية. وذكرت الصحيفة أن الجيش الألماني شحن ما يقرب من 65 ألف علبة بيرة و340 زجاجة نبيذ إلى ألمانيا لكن المئات من الموظفين الأفغان وأفراد أسرهم لم يحصلوا على تأشيرة ولم يتم إجلاؤهم.
لا أمان لخائن دينه وشعبه :
حتما يرى العقلاء في كل الأمم أن المحتل يستخدم العملاء من أبناء البلد مجرد أنهم ممسحة عتبة ، ومنشفة حمام ، ولا قيمة لهم ، كيف يأمنون مَن خان دينه وأمته وشعبه وتراب أرضه ، وهل من خان وطنه مقابل دراهم أو مناصب ،حتما سيخون الآخرين مثلما خان شعبه ودينه ووطنه
هذه دروس لكل من يخون أمته وشعبه ودينه ، مجرد ممسحة عتبة ، يتم مسح الأحذية بها ، ولن تجعله المناصب والدراهم إنسانا محترما ، بل سيظل ممسحة من القاذورات .