الصراط المستقيم

لنتعلم الحلم من معاوية بن أبي سفيان.

 

كتبت أ.د.نادية حجازي نعمان.

كان لعبد الله بن الزبير- رضي الله عنه- مزرعة في المدينة مجاورة لمزرعة يملكها معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنهما- خليفة المسلمين في دمشق..وفي يوم دخل عمال مزرعة معاوية إلى مزرعة ابن الزبير، وقد تكرر ذلك منهم ، فغضب ابن الزبير وكتب لمعاوية في دمشق وقد كان بينهما عداوة قائلاً :
من عبدالله ابن الزبير إلى معاوية ( ابن هند آكلة الأكباد ) أما بعد..

فإن عمالك دخلوا إلى مزرعتي،
فمرهم بالخروج منها،
فوالذي لا إله إلا هو
ليكونن لي معك شأن.

فوصلت الرسالة لمعاوية،
وكان من أحلم الناس، فقرأها..
ثم قال لابنه يزيد: ما رأيك في ابن الزبير أرسل لي يهددني ؟
فقال له ابنه يزيد: أرسل له جيشاً أوله عنده وآخره عندك يأتيك برأسه..
فقال معاوية : بل خيرٌ من ذلك زكاةً وأقربَ رُحماً .

فكتب رسالة إلى عبدالله بن الزبير يقول :
من معاوية بن أبي سفيان إلى عبدالله بن الزبير ( ابن أسماء ذات النطاقين ) أما بعد..

فوالله لو كانت الدنيا بيني وبينك لسلّمتها إليك ولو كانت مزرعتي من المدينة إلى دمشق لدفعتها إليك،
فإذا وصلك كتابي هذا فخذ مزرعتي إلى مزرعتك وعمالي إلى عمالك فإن جنّة الله عرضها السموات والأرض.

فلما قرأ ابن الزبير الرسالة بكى حتى بلّ لحيته بالدموع، وسافر إلى معاوية إلى دمشق وقبّل رأسه، وقال له:لاأعدمك الله حُلماً أحلّك في قريش هذا المحل.

هيا بنا نمتلك القلوب حولنا بحسن تعاملنا معهم ، فلا يمكن العثور على صديق بلا عيب، و لازوج أو زوجة بلا
خطأ و لا قريباً بلا نقص
فلنتحمل زلات الآخرين حتى تظل علاقاتنا وطيدة مع الآخرين.

لا تسيء الظن في الآخرين ، الأفضل أن تكتفي بالخير الذي يظهرونه في وجهك دائماً ، و اترك الخفايا لرب العباد..فلو اطّلَعَ الناس على ما في قلوب الآخرين لما تصافحوا إلا بالسيوف.

٢٠٢١/٩/٢٥

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى