المجتمع

مات صديق المصحف ومحب المسجد .. رحم الله الشيخ الطوخي

كتب الشيخ عبد الرحمن الطوخي وشقيقه محمد الطوخي يرثيان والدهما الشيخ الطوخي عرف يرحمه الله  بكلمات مخلصة خارجة من القلب فقالا :

هذا أبي..

صديق المصحف…يجلس عليه فلا تمر الليالي القصار حتى يختم ثم يعود.

يقبع عليه كما يقبع أحدنا اليوم على هاتفه، فلا يقوم من مقامه إلا وقد قرأ الثلاثة والخمسة أجزاء او أكثر وكان يختم كل ثلاثة أيام.

و كان قلبه معلقا بالمسجد. يصلي الفجر ويظل فيه لشروق الشمس، ووقت مابين العشاءين( المغرب إلى لعشاء) مرابطا فيه لا يستوحش منه أبدا. قبل ان تغلق المساجد بسبب كورونا.

وفي أواخر أيامه حبسه العذر  عن المسجد_ آخر اسبوعين _ الا الجمعة، ولكن كان لا يفارق المصحف عفيف اللسان، طيب القلب، بعيد الشحناء،كثير الدعاء لمن يعرف ولمن لا يعرف.

لا تتعبه النوافل، ولا تعطله الآفات عن الصالحات .

يحرص على الصلاة في اول وقتها مع السنن الموكدة، وصلاة الضحى يصليها ثمان ركعات، وقيامه بالليل ينبيك عنه جنبات منزلنا.

بسيط الحياة لا يسمح لكدرها أن يلوث محيطه.

لا يحب مشاهدة  الافلام أو المباريات،بل كان يتابع ما ينفعه من برامج .

الشيخ الطوخي يرحمه الله

و كان رحمه الله بارا بوالديه حريصا على برهما حتى توفاهما الله، ولم يرد عنه أنه قال لأحدهما أو لكليهما أف…فكافأه الله بأربعة أبناء  كلهم يتمنون أن يسمح لهم بتمريغ وجوههم في قدميه.

غذانا بالحلال … ويرضى بالكفاف، ولا تغريه الملهيات، قانعا بما عنده، ولا يتطلع إلى ما عند الآخرين، وصبر على لاواء الدنيا فما أخذ منها مالا لا يحل له أخذه

له إخوة كرام (أعمامي) حفظهم الله- موسع عليهم في الدنيا، واموالهم عنده— ويقولون له خذ منها ما شئت— فما طمع فيها يوماً، وكانوا يجعلون له توكيلات عامة  في البنك ليتصرف كيفما يشاء في مالهم، ويقولون خذ منها ان احتجت ما شئت ولا ترجع لنا في شىء منها.

حتى ان احد أعمامي  – حفظه الله- أعلم بعض أصحابه بفعله هذا، فتعجب صاحبه، وخشىي بصنيع عمي هذا ان يطمع  أبي في ماله، فقال عمي لصاحبه:  انا ائتمن أخي على مالي أكثر من نفسي.

وكان ابناء أعمامي الصغار حينما ينزلون مصر لانهم يعيشون خارج مصر- يحبونه، ويحبون الجلوس معه،وكان يداعبهم، ويمازحهم، ويرفق بهم، ويتلطف معهم، فأحبوه حبا شديدا.

وكان حكيما في تصرفاته، بعيدا عن الخفة والطيش، رزينا، يقيس الأمور بموازين الحكمة، وينظر في العواقب والمآلات.

وكان يسعى في قضاء حوائج الفقراء والمساكين، فكم فرج من كربة، وأزال من هم وغم،  وقضى من ديون أثقلت اصحابها، وسعى لمريض وذى حاجة بماله او بمال غيره.

تخرجت أنا وإخوتي من مدرسته الجميلة…وأنعم بها من مدرسة ، عمودها صلاح الأب، وخيمتها كف الشر عن الخلق…فأنعم به من أب.

أب وجدت في نفسي حروفا أردت أن أخطها عنه برا به ووفاء له…عل أحدا من أصحابي أو أحبابه يقرؤها فيدعو له فأكون قد بررته.

رحمك الله يا أبي، وأدامك الله تاجا فوق رؤوسنا.. ورضي عنك.. وقبل منك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.