الهدف الأسمى للتعلم
بقلم/ مدحت مرسي
أيها الأحبة المربين
أصول التعلم تقوم على أركان أربع:
*الموضوع الذي ستقوم بتعلمه ونقله للمتعلم
*العارض وهو المقدم لهذا الموضوع وهو المعلم
*المتعلم وهو الذي سيتلقى هذه المعلومة
وأخيرا..
*الوسائل وهي الأشياء التي سيستخدمها المعلم لعرض معلومته وهي أيضا الأشياء التي سيقدمها المتعلم لإظهار استعداده لتلقي المعلومة
ونلاحظ هنا عدم وجود المكان
ومن هنا يجب أن تكون المعلومة عالمية لايختص بها مصر دون مصر ولا عصر دون عصر.
ويجب أن لا يكون فيها مايصعب على المتعلم فهمه أو يشق عليه العمل بها.
ومن هنا يجب أن تكون المعلومة لا تختلف باختلاف الزمان و المكان “وهي القواعد والعقائد والمسلمات “ومنها ما يختلف باختلاف الزمان والمكان ويترك فيها للمتعلم الاجتهاد والاستنتاج والبحث والابداع والتطوير والتطبيق.
وعليه يكون الهدف الأسمى من التعلم تزكية النفس وتطهيرها والبعد عن التقليد الأعمى والحفظ للنصوص وعدم الاجتهاد وعبادة الكتاب والمعلم.
وهنا معلومة مهمة جدا..
إن القليل و القليل جدا من المتعلمين و المعلمين هم النابهون الذين يفهمون هذا المعنى فضلا عن أن الكثير من هؤلاء النابهين قد لا يكونون آبهين جديا بهذه التعاليم ولم يدرسوها .والسواد الأعظم منهم قد فاته هذا أو على الأقل من الوجهة النظرية فقام في ذهنه صور مشوهة عن المتعلم والمعلم والمنهج ونظرته للحياة الدنيا وهذا يرجع إلى تلقينات مختلفة منذ سنين طويلة وتعاقبت جيلا بعد جيل فكان ظاهرها هذا التعلم و التقدم وباطنها الجهل و التخلف.
وهؤلاء مثل رجل دخل بلدة لم يتعرف على مخططها فهو يجوب فيها كلها دون أن يصل إلى بغيته أو الدار التي يريدها.
أيها الأحبة المربيين.
اجعل المتعلم يرغب في التعلم.
من الطبيعي أن تجعل شخص يعطيك ساعته من خلال تصويب مسدس إلى صدره.