سلسلة”وعلم آدم”(١٠) طينة الجدال
سلسلة”وعلم آدم”(١٠) طينة الجدال
في المقال الأول من سلسلة”وعلم آدم“، رأينا كيف تكونت طينة بني آدم من قبضات مختلفة من آديم الأرض المختلفة ألوانها وسماتها وعناصرها.
لهذا اختلف بنو آدم في الطباع، ومن أشد الطباع ملاحظة، طبع الجدال عند بني اسرائيل.
وبمقارنة سريعة، لو رأينا الفرق بين المشرك واليهودي بعد معرفة الحق، ستجد المشرك يجادل قبل معرفة الحق، ويستسلم لله بعد إيمانه، أما اليهودي فيجادل في الله ولا يصمت عن جداله أبدا، فهي الطباع التي جبل عليها بنو يهود.
فضل الله بني اسرائيل، وبرغم هذا جادلوه في بقرة.
“وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللّه أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنَ لَّنَا مَا هِي قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِىَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ اللّه لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الاَْرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ * وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَرَأْتُمْ فِيهَا وَاللّه مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللّه الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” سورة البقرة آية (67ـ73).
وهنا نرى الجدال حتى مع الله، ومع كل معجزة تأخذهم العزة ويزدادوا جهلا على جهل.
مشهد آخر من جدال بني إسرائيل
عندما تطاولوا على نبي الله المسيح بن مريم وطلبوا منه أن يدعو الله لينزل لهم مائدة من السماء، فأنذرهم الله ان جادلوا بعدها سيعذبهم عذابا لم يعذبه لأحد من العالمين.
ومن قبل كان جدالهم بعد معجزة العصا والحية أمام فرعون، وبرغم إيمانهم، عادوا لجهلهم وعبدوا عجل السامري.
ثم أتت معجزة شق البحر أمام أعينهم وغرق فرعون، ولم يمنعهم مشهد انشقاق البحر المهيب هذا من المجادلة.
وهكذا هم أرض خصبة يتلاعب بها إبليس الملعون، فهل سينتهي بنو اسرائيل من جدالهم هذا وعنادهم أمام الحق؟!
الواضح في العصر الحديث أن طينة الجدال العنيد تستمد قواها وبقائها من خطوات ابليس العدو الأول لبني آدم.
والشاهد على هذا هي الماسونية، هذا الكيان المتشعب المخترق لكل شبر في الأرض، مستخدما العلم والثورة التكنولوجية الخطيرة ليسيطر على الإنسان وعقله، بل أخذ الجميع لحياة افتراضية رسمها له بخطة ومنهج.
فالعلم هو السلاح القادم، والسماء ستكون أرض المعركة، وأبسط مثال على هذا ما يسمى بالميتافيرس، وهو رمز حراس المعبد الأعظم، المنتظرين ابليس متلبسا الدجال.
هل تعلم أن هناك موسيقى تصدر لك أيها الإنسان تسبب بعض الأمراض، فالموسيقى الصاخبة تثير خلاياك وتجعلها غير منتظمة، كما أن الألوان لها تأثيرات على إفراز الهرمونات، وللأسف الشديد يسعى بنو آدم لاتباع كل ما يصدره له جنود إبليس دون وعي، إنه العلم الماسوني الأسود والوجه المظلم للعلم، عالم مظلم رغم الأضواء، هو وهم العلاقات، ستعيش الحلم كأنه واقع وستسلب الإرادة وينتزع منك الوعي.
كل هذا لينتصر ابليس ويتحدى الله بفشلك أنت أيها الإنسان، ليثبت لله أنك لا تستحق أن يسجد لك.
حرب عقيدة يا من ضيعت العقيدة، حرب يستخدم فيها ابليس شياطين الإنس كجنود له ويمدهم بأسرار العلم التي تشبه معجزات الرسل والأنبياء.
وللحديث بقية
اقرأ أيضا
سلسلةوعلم آدم(٩) السيد المسيح والتلميذ الخائن