احدث الاخبار

لحظة حزينة : طائرة الرئيس الصهيوني فوق عاصمة بلاد الحرمين الشريفين

بقلم / الدكتور محمد النجار

كان حُلما إستبعده  اليهود الصهاينة ، بل اعتبروه من سابع المستحيلات ، بل كل المستحيلات ،  واستحالته الشعوب العربية والمسلمة أن تمر طائرات إسرائيلية فوق الدول العربية خاصة سماء العاصمة التي تحتضن مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة ، وبيت الله الحرام بمكة ، “السعودية” ،  المفترض أنها ترمز للإسلام والمسلمين ، وتهفو اليها قلوب المسلمين من جميع أنحاء العالم ، إلا أن أقدار الله شاءت أن تختبر نوايا الشعوب  والحكومات والدول حتي تتميز فيها المواقف وتشهد عليهم  بما كانوا يفكرون في الماضي ويعملون في الحاضر الذي يُنبؤ عن مستقبلهم . ثم هبطت طائرة الكيان الصهيوني في “الإمارات”.

لم يكن أي مسلم -“حتى من الإخوة السعوديين”فضلاً عن غيرهم ، يحلم بيوم  تحلق فيه طائرة رئيس الكيان الإسرائيلي”يتسحاق هرتسوغ” فوق أرض الحرمين الشريفين ، لكن للأسف جاء ذلك اليوم الموعود الذي جلس فيه رئيس الكيان الصهيوني  في قمرة الطائرة ليشاهد اللحظة التي تحلق طائرته فوق الرياض ، وهو يستمع لكابتن الطائرة يقول : ((نحن الآن فوق المملكة العربية السعودية مباشرة.. بعد وقت قليل سنعبر فوق العاصمة)) .

فيردد رئيس الكيان الصهيوني المغتصب لمسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشموخ وإعتزاز وغرور   :

“بلا شك ، إنها حقاً لحظة مثيرة للغاية”

حقا إنها لحظة تاريخية للكيان الصهيوني المنتصر “بدون حرب”على عاصمة الدولة التي تمثل كيان المسلمين.

وإنها أيضا لحظة حزن على هؤلاء المستسلمين لمغتصبي مقدساتهم والمدنسين لمسرى نبيهم ، والمعتدين على حرمة إخوانهم في فلسطين ، والخشية أن يأتي يوم قريب يخضون لقوة عدوهم ويستسلمون له فيما تحت أيديهم من مقدساتهم .

إن التاريخ ينحاز للمنتصرين ، ولا يستمع للمنهزمين نفسيا وعقليا ، ولا يدافع عنهم خاصة وأن كتبة  التاريخ في العصر الحديث ليس لهم مبادئ سوى مبدأ القوة التي تدافع عن حقوقها ومقدساتها ..

أدعو الله أن تعود الأمة إلى دينها ،وتتذكر أن : “العزةَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ” المنافقون

ويتذكرون وصية الله الغالية التي تحفظ كرامتهم ودينهم وأرضهم وعرضهم:

﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ آل عمران: 139 .

فلا تنكشر الأمة حتى وهي في لحظات ضعفها ، إنما تشعر إنها الأمة العظيمة التي ترفع رأسها عندما تتوجه إلى ربها ، وتستعين بخالقها ، فيرتفع شأنها من جديد لأن النصر ليس إلا صبر ساعة ..

د.محمد النجار
الثلاثاء 1-02-2022م 
27 جمادى الثاني1443هـ

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.