الميتافيرس وتداعياته على التنمية
وعود وتحذيرات من الواقع المعزز في ندوة الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة وجمعية المهندسين الكهربائيين
كتبت. جومانا إبراهيم
عقد الإتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بالتعاون مع جمعية المهندسين الكهربائيين المصرية بالقاهرة الندوة العلمية: الميتافيرس وتداعياته على التنمية المستدامة تحت شعار: التغيير يقاس بالثانية” وذلك أمس السبت الموافق 5 فبراير 2022
افتتح الندوة الدكتور المهندس فاروق الحكيم – رئيس الجمعية مرحبا بالحضور وأكد على أهمية موضوع الندوة خاصة ان الميتافرس ستخلق آلاف من فرص العمل كما استعرض تاريخ جمعية المهندسين المصرية التي تأسست عام ١٩٢٠ بقرار ملكي للملك فؤاد الأول وقد إحتفل بمرور مائة عام خلال ٢٠٢١ وأكد على ضرورة الاهتمام بالتكنولوجيا الحديثة للارتقاء بشعوبنا العربية مع أهمية الإحتفاظ بقيمنا، ثم تحدث الدكتور أشرف عبد العزيز الأمين العام للاتحاد مرحبا بالحضور وشكر المحاضرين من مصر ومن كافة الدول العربية المشاركة على جهودهم لخروج هذه الندوة على أحسن وجه وأكد أن الندوة تأتي لتحقيق أهداف الإتحاد في دعم التنمية المستدامة في الوطن العربي والتوعية بمفاهيمها وذلك بالتوافق مع رؤية السيد رئيس الجمهورية في توفير حياة كريمة لكل مواطن مصري وأضاف أمين عام الاتحاد أن الندوة تناقش النمو السريع لأعداد مستخدمي الأجهزة والنظم الذكية، وتزايد التطور التكنولوجي في المجالات الإلكترونية المتعددة، وهو ما يفرض على المجتمعات جميعاً ضرورة التعامل معها بأعلى قدر من الجدية والاهتمام.
عقب هذا قدم الدكتور أشرف صلاح الدين –محاضرة تناولت تطور التكنولوجيا والتطبيقات خلال العشرون سنة الماضية وادت لظهور الميتافيرس وكيف ان الميتافيرس تقنية دمج الواقع الفعلى والواقع الافتراضي والاستفادة من خدمات كلاهما فى قطاعات عدة مثل قطاع التعليم والطب والخدمات وغيرها.
واستعرض د. اشرف جهود شركات مثل جوجل ومايكروسوفت وفيسبوك لتطوير منتجات مثيلة لتقنيات ميتافيرس فقد طورت مايكروسوفت برامج معتمدة على نظام ازور للحوسبة السحابية لدمج الأشخاص الافتراضية مع اشخاص واقعيين ومحاكاة برامج تجارب علمية وكذلك شركة جوجل ماب وجوجل تلنت براش للرسم والإبداع فى الواقع المعزز كما أشار الى أهم تحديات التقنيات المستخدمة مثل wearable devices وأهمية تأمينها .
كما ألقى الدكتور عبد الوهاب غنيم – أستاذ الإقتصاد الرقمي – بمحاضرة عن: ( الميتافيرس بين الواقع والخيال ) أشار فيها إلى أن الميتافيرس هي تطبيقات ثلاثية الأبعاد ستجعل الإنسان ينتقل من أي مكان لآخر افتراضيًا وليس جسديًا؛ فيمكن للإنسان حضور مباراة كرة قدم في أوروبا وهو موجود في القاهرة.
وأضاف أن ذلك الأمر يكون من خلال ارتداء نظارة تنقله من مكان لآخر؛ وهذا هو الواقع الافتراضي والجيل الجديد للإنترنت.
وتابع أن الواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد سيوفر الكثير من الأموال لأصحاب البيزنس؛ لأنه يخلق “بيزنس جديد” عبر الشركات الافتراضية والحكومات والوزارات إلخ؛ مؤكدًا أن هذه التكنولوجيا لن تنتشر سريعًا لأن البنية التحتية التكنولوجية حول العالم ليست مستعدة بعد.
وأوضح أن المدن الجديدة مجهزة بالبنية التحتية والتكنولوجيا المتقدمة مثل العاصمة الإدارية الجديدة، لافتًا إلى أنه في المرحلة الأولى لبدء تطبيق هذه التكنولوجيا سيكون سعر النظارة حوالي 20 ألف جنيه، مؤكدًا أن العالم تكلّف، العام الماضي، حوالي 5 تريليونات و100 مليار دولار، لتحسين البنية التحتية الافتراضية للإنترنت.
وأشار إلى أنه من عيوب هذا الأمر أنه سيؤدي إلى نوع من الانعزالية، مطالبًا علماء النفس والاجتماع بدراسة الآثار الإيجابية والسلبية لهذا الأمر على المجتمع، لافتًا إلى أن شركات التكنولوجيا تفرض سياستها الاقتصادية على الدول؛ فأصبحت تقود العالم كما يحلو لها.
كما قدم الدكتور إيهاب عيد – أستاذ طب السلوك ورئيس قسم الدراسات الطبية بكلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس محاضرة عن: ( البعد النفسي والسلوك لتقنية الميتافيرس) وحذر فيها من خطورة استخدام الانترنت لفترات طويلة على السيدات الحوامل موضحا أن هذا ساهم في زيادة معدلات اكتئاب ما بعد الولادة والتي تكون فيها الام غير راغبة بالتعامل مع الطفل ولا حمله ولا إرضاعه ونبه من ضروة تقليص عدد الساعات التي نقضيها جميعا أباء وأبناء على الانترنت وأن جميع أفراد الأسرة أصبحوا مدمنين لأستخدام هواتفهم الذكية ونتيجة لهذا زادت معدلات الأمراض السلوكية وفرص ظهور الأمراض العقلية مثل الفصام بسبب الانغماس في الواقع الافتراضي، وأكد إيهاب على ضرورة أن يضع الأباء لوائح لاستخدام الأجهزة الذكية قبل شرائها لأبنائهم وعدد ساعات معينة وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية والجمعية العالمية الهندسية الطبية قررت في تقريرها الأخير أن من الممنوع منعا باتا على الأطفال دون سن الثالثة استخدام الأجهزة الذكية، ومن المسموح للأطفال من ثلاث إلى ست سنوات أن يتعرضوا لها بمعد من ساعة إلى ساعتين يوميا، ومن ست إلى عشر سنوات يمكن أن يتعرضوا لها من ساعتين إلى أربع ساعات واعتبرت أن أكثر من هذا هو بداية للدخول في أعراض الإدمان على الأنترنت.
خرجت الندوة بمجموعة من التوصيات منها ضرورة دراسة علماء النفس وعلم الاجتماع تأثير الميتافيرس على افراد الاسرة العربية، وتدريب وتطوير الشباب على متطلبات الثورة الصناعية الرابعة لإيجاد فرص عمل عالمية، و.تطوير القوانين والتشريعات لتواكب العالم الافتراضي، والاهتمام بإجراءات أمن وسرية و خصوصية، و تبني إعداد مسارات تدريبية للشباب خاصة بالاستعداد والاستفادة من تقنيات الميتافيرس والتكنولوجيا المصاحبة لها، و تكاتف كل المعنيين لإدخال مناهج تعليم ما قبل الجامعي خاصة بتوجيهات التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والواقع المعزز و الميتافيرس واحد من المعلومات و حماية البيانات الشخصية، و تبني وسائل الإعلام العربية برامج التوعية بأهمية مخاطر وفوائد الميتافيرس.