مبادرة الذكاء الاجتماعي قبل الذكاء الاصطناعي لتحقيق السلام العالمي
بقلم . د . دعاء توفيق
أستاذ علم الإجتماع جامعة عين شمس
بمناسبة الأحتفال بمئوية نشأة علم الاجتماع في مصر . لابد من تسليط الضوء على أهمية علم الاجتماع. فقد نشأ علم الاجتماع في عشرينات القرن العشرين، و نما علم الاجتماع في مصر والعالم العربي بصورة سريعة واستطاع تعريف موضوعاته وأهدافه وإمكانياته.
فما أهمية علم الاجتماع ؟
تكمن أهمية علم الاجتماع على مستوى الفرد في فهم العوامل الاجتماعية التي تؤثر عليه في المواقف الحياتية ، جعله مواطنًا نشطًا في المجتمع وقادر على التأثير في الأنشطة المجتمعية ، تأهيل الفرد للعمل في العلاقات العامة ، وفي تنمية الموارد البشرية ، والعمل في مراكز إعادة تأهيل ذوي الهمم و المدمنين والاستشارات الأسرية والتربويه .كما يساعد الفرد على العمل في تحليل السياسات والتخطيط الاجتماعي ، وتنمي لديه مهارات الإتصال والتحليل والبحث العلمي ….
أهمية علم الاجتماع على مستوى الجماعة : يساعد علم الاجتماع على فهم العلاقات والروابط الاجتماعية ودينامكيات التفاعل الاجتماعي ، و استيعاب الأدوار والمكانات داخل بناء الجماعة لإدراك الصراعات وكيفيه احتوائها …
أما عن أهمية علم الاجتماع على المستوى المؤسسي والتنظيمي يسهم علم الاجتماع في تحليل النسق الاجتماعي للمؤسسة والكشف عن عوامل تحقيق أهدافها بجودة من خلال رؤي ومداخل نظرية ومنهجية مختلفة …. وكذلك لوصف وتفسير العلاقات الاجتماعية على مستوى المؤسسة من ناحية وعلى المستوى الوطني والعالمي من ناحية أخري…
وساعد علم الاجتماع الدولة من خلال الدراسات والأبحاث الرصينه التي يقدمها وما يتضمنه من نتائج وتوصيات تتعلق بالمشكلات والأزمات التي تهدد الأمن الوطني والقومي والدليل عل ذلك
مشروعات قومية ومبادرات رئاسية غير مسبوقه في تاريخ مصر
مبادرة “حياة كريمة” في مستهل 2019 لتطوير القرى المصرية، مبادرة تطوير العشوائيات مبادرة” تطوير مؤسسات الرعاية الاجتماعية” ، مبادرة “مستقبلنا في ايدينا “لتمكين الشباب المصري وتوعيته،وللاستثمار في قدرات الشباب و تدريبهم وتأهيلهم للمشاركة الفعالة في العمل العام بصفة عامة والعمل المحلي بصفة خاصة. ومبادرة “بينا “لتدريب وتأهيل متطوعين لتفعيل دور المسؤولية والمراقبة المجتمعية.
إطلاق المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية، وقال الرئيس السيسي إن الهدف الاستراتيجي العام لخطة تنمية الأسرة المصرية هو الارتقاء بجودة حياة المواطن والأسرة بشكل عام من خلال ضبط معدلات النمو المتسارعة، والارتقاء بخصائص السكان.
ناهيك عن تخصيص سيادته لعام 2017 للمرأة المصرية ، وعام 2018 عامًا لذوي الإعاقة ، و عام 2019 للتعليم ، وعام 2022عام المجتمع المدني .
فقد حان الوقت لتسليط الضوء على أهمية علم الاجتماع بوجه عام ، والذكاء الاجتماعي بوجه خاص وهو القدرة على التنقل والتفاوض، والتصرف بحكمة في العلاقات الاجتماعية المعقدة والبيئات المختلفة بفعالية. وهو بناء علاقات تسودها المحبه والإحترام .مما ينعكس إيجابيًا على جميع مجالات الحياة بدءًا بالأسرة وانتهاءًا بالانتماء للدولة .
ففي الوقت الذي يستهدف فيه الذكاء الاصطناعي تغيير سلوك االبشرحيث نرى الآن وجود الروبوتات مثل الروبوت صوفيا ويتم عمل محاكاة لطرق الحديث والاستماع ، وتلبية كافة احتياجاتهم فبحلول عام 2035 ستحل الروبوتات محل 25% من الذكاء الاصطناعي وسيتم دمج الذكاء الاصطناعي في أكثر من 60% من المتاجر الإلكترونية خلال الأعوام المقبلة فالتطور التكنولوجي سيغير كثيراً في العلاقات الاجتماعية. كما يجب ألا ننسى أن الذكاء الاصطناعي أداة بشرية، يتم نشرها من قِبل شخص ما لأداء عمل محدد ولكن كيف نختار تطبيقها لذا يجب علينا أن نستخدمه الاستخدام الأمثل وألا نتطرف في استخدامه والإنكباب عليه في ما يضر البشرية ، وأن نحتفظ بالجزء الإنساني فينا دون الخضوع للتكنولوجيا لأن التكنولوجيا آله بلا أخلاق بلا ضمير بلا انسانية .