ثورة رمضان الروحية..(2) أمة لن تموت رغم المؤامرات
بقلم / الدكتور محمد النجار
من شدة الزحام ، لم أجد مكاناً داخل المسجد في الصلاة أول يوم رمضان ، وماهي إلا لحظات عندما أقيمت الصلاة إلا وكل هذه الجموع في صفوفٍ متراصةٍ ..مُتحابة ..متراحمة .. متجهة قبلة واحدة كأنهم جنود في ساحات الحرب.
تأملت هذه السرعة التلقائية في وحدة المشاعر ، و الصفوف ، والهدف لهذه الجموع ، وهي نفس الوحدة في صيام مليار وسبعمائة مليون مسلم . كما تأملت نفس الموقف يوم عرفات الذي يجتمع فيها ملايين من البشر بتراحم وحب في بقعة صغيرة باختلاف ألوانهم وأوطانهم ولغاتهم ، يجتمعون لهدف واحد ، ويرفعون أياديهم لإله واحد .
رمضان يوحد الأمة “تلقائيا” من أقصاها الى أقصاها (مليار وسبعمائة مليون مسلم) يتحدون في العقيدة ،، في الصيام ، والقيام ، ومساعدة الفقراء .. كل هذا يحدث تلقائيا دون ترتيب من حكومات أو رؤساء وملوك .. فكيف لو رزقها الله برؤساء وملوك وأمراء ومسئولين صالحين؟ حتما ستكون قوة ضاربة في كل المجالات العلمية والاقتصادية والعسكرية والسياسية ، ويكون لها المهابة في قلوب أعدائها ، وسيحررون مقدساتها ، ويرفعون شأن شعوبها ..
حقاً أنها عقيدة القوة المتجددة ..فلن تموت أمة هذه عقيدتها .. إنها الشعلة التي لن تنطفئ مهما حاول أعداؤها إطفائها ..
((يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ))التوبة32
أبشروا أيها المسلمون ،، فإن الضعف سيتحول حتما إلى قوة ..والهزيمة الى نصر ..
لكن ساهموا في إعادة الأمة إلى ربها ودينها وعقيدتها ..
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد ، يُؤمرُ فيه بالمعروف ، ويُنهى فيه عن المنكر ، وتُعِزُ فيه أوليائك .. وتُذل فيه أعدائك ..وتحرر فيه مقدساتك.
د.محمد النجار
2 رمضان1443هـ
الأحد 03-04-2022م
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
نفحات إيمانية وانتفاضة روح نستمد قوة المواصلة والاجتهاد من خلال مقالاتكم مزيد من التألق والابداع
أختكم أم منال من الجزائر