الصراط المستقيم

جنة لا تهلككم كما أهلكتهم

كتب /هشام الجوهرى

الحياة الدنيا ..رغم أنها دنيا ورغم أنها لا تزن عند الله جناح بعوضة إلا أننا نتنافسها تنافسا محموما . من أجل الدنيا يأكل الناس التراث أكلا لما ويحبون المال حبا جما،لأجل الدنيا يظلم المسلم ويفترى ومن أجلها أيضا يتعدى حدود الله .شئ محزن ومؤسف أن نجد بين ظهرانينا من يستغل ضعف أبيه قبيل موته بآن يمسك بيده و هو على فراش الموت غير عابئ بموت و لا متعظ بحال والده فيضع بصمة أبيه على عقد بيع لبعض ممتلكاته ليحصل هذا العاق الظالم على ماليس له من تركة أبيه فيحرم أخوته حقوقهم فى إرث أبيهم.هذا واحد من عدة نماذج متنوعة كثيرة تبيع آخرتها بدنياها. نموذج آخر من نماذج تضيع آخرتها وتغضب ربها إنه ذلك الآثم الذى يشهد زورا فيضيع بشهادته حقا أو يسجن بريئا وكل ذلك من أجل الدنيا فيحصل من المنتفع بتلك الشهادة على مال أو رشوة ثمنا لشهادة الزور فيصبح الوزر وزرين .إن المتأمل فى حال هؤلاء يتذكر وصية نبينا صلى الله عليه وسلم وهو يحذرنا من الدنيا التى يخشى علينا منها فيقول : «والله ما الفقر أخشى عليكم، وإنما أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسها من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم» (رواه الهيثمي) فالحبيب صلى الله عليه وسلم لا يخشى علينا الفقر وإنما يخشى علينا الدنيا والطمع فيها ،وزخرفها وزينتها أن تفتننا فنظلم من أجلها ونأكل الحرام ونقطع الأرحام ،فلتكن دنيانا مزرعة للخير نزرع فيها البر والطاعة وليس الشر والعصيان ولنكن نحن الفئة التى تدعو ربها(ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) وليكن تنافسنا من أجل الآخرة بطاعة الله ورسوله وليس من أجل الدنيا حتى لا تهلكنا كما أهلكت من قبلنا ولنتذكر فرعون وقارون وغيرهما ممن طلبوا الدنيا بالجاه والمال فكان فيهما هلاكهم .اللهم اجعل الدنيا فى أيدينا ولا تجعلها فى قلوبنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.