الفن والثقافة

الذكري الـ 105 لميلاد يوسف السباعي “فارس الرومانسية”

السباعي تمنى  أن يعرف كيف يموت و اعتذر عن قبول جائزة الدولة التقديرية

كتب – أمل عبدالعزيز وسعيد حسن

١٠٥ عاما مرت علي ميلاد الروائي يوسف السباعي، أحد الرواد الذين ساهموا في بناء صرح الثقافة في مصر ، عمل ضابطا ثم روائيا وصحفيا ووزيرا، عشق في حياته الحب والسلام، وتنوعت أعماله بين الواقعية والتاريخية والاجتماعية والرومانسية والفاتنازية، ظل دائما يبشر ب “نحن لا نزرع الشوك”

ارتبط بثورة ٥٢ قلبا وقالبا ، وكان أحد الضباط الأحرار الذين ساهموا في نجاح الثورة.

ولد يوسف محمد محمد عبدالوهاب السباعي في ١٠ يونيو ١٩١٧ في حارة الروم بالدرب الاحمر محافظة القاهرة، درس بمدرسة محمد علي الإبتدائية ثم حصل علي البكالوريا في القسم العلمي في مدرسة شبرا الثانوية عام ١٩٣٥، بدأ كتابة القصة في عام ١٩٣٣ وهو في سن ١٦ من عمره، تخرج سنة ١٩٣٧ في الكلية الحربية وعين ضابطا بسلاح الفرسان ثم التحق بالخيالة .

وعين مدرسا للتاريخ العسكري عام ١٩٤٣ وحصل علي دبلوم معهد التحرير والترجمة والصحافة في جامعة فؤاد الأول القاهرة حاليا، ثم عين مديرا للمتحف الحربي.

أشهر مقال

المهم أن أعرف كيف أموت ؟! كتب في أحد مقالاته باسم “في الاسبوع مرة” بالجمهورية تحت عنوان ” المهم أن أعرف كيف…. !!! تمنيت أن أعرف كيف سأموت .. لا يهمني كثيرا ان اعرف متي.. بل المهم أن أعرف كيف.. لو تكرم عزرائيل بافادتي عن الوسيلة التي ينوي بها اخذي.. يوفر علي ثلاثة ارباع متاعبي.. او الاصح ثلاثة أرباع متاعب زوجتي.. التي لا يشغل رأسها شئ كمسألة موتي “.

لقد مضي عليها خمسة عشر عاما وهي في خوف مستمر علي حياتي…لا أكاد أتأخر عن موعدي عش دقائق حتي أراها في الطريق تبحث عني .. ولقد حاولت طوال هذه الأعوام ان اتزرع بالصبر علي أرضائها فلم اشك منها بكلمة واحدة.. تشهد بذلك جميع كتبي ومقالاتي.. اما اليوم فقد فاض بي.. لقد بدأ اوهامها بخشيتها علي من المشي.. أي والله .. من مجرد المشي. وقلت لها انه اذا كان قدر لي موته معينة.. فلابد أن ألقاها.

وفي ختام مقاله كتب: بعنوان “إني راحلة” بغير اسمي قرأت اعلان عن فيلم “إني راحلة” ملصقا بالحائط وتملكني شعور بالحزن.. عندما رأيت اسم القصة التي ارتبط اسمها باسمي- وحيدة بلا اسمي – بل لم أجد تحتها سوي “مديحة يسري وعماد حمدي” وبدت لي كاليتيمة التائهة واحسست لها بشعور الأب عندما يجد ابنه قد سمي بغير اسمه. ووددت لو استطعت أن اقترب من الاعلان.. لاربت علي الاسم في حنو.. واكتب تحته اسمي.. ولكن خشيت أن يتهمني المارة بالجنون.. ولم أملك إلا أن انصرف منه في حزن الثاكل الذي فقد ابنه.

مسيرة ثرية 

اسهاماته شارك في تأسيس نادي القصة واتحاد الكتاب عام ١٩٣٥ وعمل رئيسا لتحرير مجلة الرسالة الجديدة ١٩٥٤، وشارك في رئاسة تحرير جريدة الجمهورية في نفس العام، وعين سكرتيرا عاما للمجلس الأعلي للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية ١٩٥٦، وعين سكرتيرا لمؤتمر التضامن الآسيوي الافريقي ١٩٥٧، وعضوا منتدبا لمجلس ادارة مؤسسة روز اليوسف ١٩٦٢، وعين عضوا للمجلس الأعلي لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بدرجة وزير ١٩٦٦، ورئيسا لتحرير مجلة آخر ساعة في ١٤ سبتمبر ١٩٦٦، ورئيسا لمجلس ادارة مؤسسة دار الهلال ١٩٧١، وانتخب نقيبا للصحفيين ١٩٧٧، ورئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون عام ١٩٧٦.

اشتهر بلقب “رائد الأمن الثقافي” بسبب الدور الذى قام به فى المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، واهتمامه بإنشاء عددٍ من المجلات والصحف، كما اشتهر بلقب “فارس الرومانسية” لإبداعه فى الروايات الرومانسية منها “إنى راحلة”، “رد قلبي” و”بين الأطلال”.

الأوسمة و الجوائز

تم منحه وسام الاستحقاق من الطبقة الأولي عام ١٩٦٢، ووسام الاستحقاق من طبقة فارس عظيم من جمهورية ايطاليا عام ١٩٦٣، ووسام لينين بالاتحاد السوفيتي عام ١٩٧٠، ووسام جمهورية مصر العربية من الطبقة الأولي، وأخيرا نال جائزة الدولة التقديرية ثم اعتذر عن قبولها لانها منحت له وهو وزير الثقافة وهي الوزارة التي يتبعها المجلس الأعلى للفنون وكان ذلك عام ١٩٧٣ وهو الوحيد الذي نالها تقديرا ولم ينل جائزتها المالية ولا أوستمها.

أعماله قدم أكثر من ٢٢ مجموعة قصصية و١٦ رواية، منها “إني راحلة، وبين الاطلال، فديتك يا ليل، نائب عزرائيل ، البحث عن جسد، رد قلبي، نادية، أرض النفاق، السقا مات” وثلاث مسرحيات هي جمعية قتل الزوجات، ام رتيبة، وراء الستار.

وفاته

وفاته اغتيل السباعي صباح يوم ١٨ فبراير ١٩٩٨، الساعة الحادية عشر وربع صباحا، حيث كان يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية لحركة تضامن الشعوب الإفريقية الاسيوية، في أحد فنادق قبرص، رميا بالرصاص علي يد إرهابيون، عن عمر ناهز ٦٠ عاما، في عملية اثرت علي العلاقات المصرية القبرصية وقطعت مصر علاقاتها بقبرص أنذاك.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.