الفن والثقافة

د/رشا صالح استاذ الادب المقارن الصورة والكلمة ترسخان قيم التسامح


كتبت : ساره أحمد
تعتبر الدكتورة رشا صالح استاذ الادب المقارن والنقد الادبى بجامعة حلوان ، ورئيس تحرير سلسلة الادب العالمي للطفل والناشئة ، والمسئوله عن حماية خيال اولادنا من افكار قد تأتي بنتائج من الغضب والكراهيه وما يهدد شبابنا فى المستقبل.
حصلت علي الدكتوراه من السوربون بفرنسا وهي الجامعه التي درس فيها عميد الادب العربي ” طه حسين ” .
سلسلة الادب العالمي للطفل والناشئة تعني ترجمة الادب العالمي الموجه للاطفال بلغات اجنبيه وتهتم بترجمة الحكايات الشعبيه العالميه .
لابد ان قصص الاطفال يكون ليها هدف ، وان تقدم قيمه للطفل المصري ولابد انها تتلائم مع عقلية الطفل العربي ويكون فيها نوع من الطموح وتنمي لدي الطفل الخيال والابتكار وترسخ المعاني الانسانيه السامية.
وللترجمه اهميه كبيره فى التعرف علي فكر الاخر والاطلاع علي ثقافة الدول الاخري .
وفى التعرف فى كيف يفكر الكتاب فى الدول الاخري وماذا يقدمون للاطفال وايضأ تزيد من القيم التي يتعلمها الطفل وتفتح آفاقه .

قيم التسامح واحترام الاخر اهم موضوعات قصصنا المترجمه
اثرت دراسات وابحاث دكتوره رشا صالح علي علاقتها كأم باطفالها
القصص المترجمه تساهم فى زيادة انتماء الطفل لوطنه
تعتبر القصه اسهل فنون الادب التي تجزب الطفل
يعتبر الادب المرئي للطفل اسهل الطرق للتربيه

د.رشا صالح أستاذ الادب المقارن والنقد الادبى بجامعة حلوان، ورئيس تحرير سلسلة الأدب العالمى للطفل والناشئة. فما هى معايير النشر بالسلسلة؟
– معايير النشر بالسلسلة بداية أن يتقدم المترجم بتلخيص القصة التى سوف يترجمها، وتقوم الهيئة العامة للكتاب بتدعيم هذا المشروع وتخرجه فى أحسن صورة، وبأسعار زهيدة. لكن يفضل ان تكون القصه من الحكايات المصريه القديمة.

وما هو هدف السلسلة؟
-هدف السلسلة هو تعرف الطفل المصرى على الأداب العالمية. فيقوم المترجم بتقديم ملخص بسيط للقصة التى يريد أن يترجمها من أى لغة ثم بعد ذلك تهدف هيئة التحرير الى اختيار القصص التى تنمى لدى الطفل الخيال، الابتكار وترسخ المعانى الانسانية السامية. فنحن فتحنا المرحلة العمرية من 6 سنوات حتى 18 سنة. فاذا رأينا أنها تناسب الطفل فنقبلها، ويبدأ المترجم فى اكمال القصة ثم نعرض القصة على رسام ويبدأ فى رسم هذه القصص. أحيانا تكون هناك ترجمات أخرى قد ترجمت اليها القصة، ويكون الكتاب باللغة الانجليزية أو أى لغة ويكون له رسومات فنحاول بقدر الامكان أن لا يرى الرسام هذه الرسومات ويبدأ فى ابتكار رسومات جديدة.

وما هى أهم الاصدارات؟
-أصدرنا حتى الآن 5 قصص وهناك 5 قيد الطبع
-أصدرنا ( ريكى ذو الخصلة ) وهى عن القصص الشعبية الفرنسية للكاتب الفرنسى “شارل بيرو” وترجمتها المترجمة “ايمان زركيط” وهى مغربية الأصل وتعيش فى القاهرة.

-وقصة أخرى عن الأسبانية اسمها ( نصف كتكوت ) وهى عن التراث الشعبى الأسبانى، وترجمتها “د. رشا عبدالعظيم” وهى أستاذ الأدب الأسبانى، ويوجد بها رسومات متميزة جدا للأستاذة “رشا منير” وهى تعمل فى المجلس القومى للطفولة.

-وهناك قصة أخرى اسمها ( وضحكت الأميرة ) واختارنا فيها حكايات شعبية من الأدب الفرنسى، وترجمتها “د.غراء مهنا” وهى أستاذ الأدب الفرنسى بجامعة القاهرة.

 


وهناك أيضا ترجمة عن الايطالية ترجمتها “د.نجلاء والى” وهى تعمل أستاذة للترجمة فى جامعة “تورينو بايطاليا”، ويوجد ترجمة أخرى عن الألمانية تسمي “الناى الذهبى” وترجمها الأستاذ “محمد رمضان”.

وما هى أهم التطورات التى حدثت فى السلسلة؟
-يعتبر اللوجو من أهم التطورات التى حدثت فى السلسلة، وأيضا تغيير اسم السلسلة من الأدب العالمى للطفل أو أدب الطفل العالمى الى الأدب العالمى للطفل والناشئة. وحاولنا أن نكتب الاسم الأجنبى، واسم الكاتب فى الصفحة الداخلية للقصة حتى يكون مرجعا نعود اليه.

وما هى طموحاتك بالنسبة للسلسلة؟
طموحاتى وآمالى كثيرة جدا بالنسبة للسلسلة فيجب أن نغطى كل الأداب العالمية.
بداية أقول ماذا فعلنا بالنسبة لتطوير السلسلة؟ حاولنا أن نغير اسم السلسلة الى الأدب العالمى للطفل والناشئة، وأضفنا كلمة الناشئة لتوسيع المرحلة العمرية، ونحن بصدد اصدار بعض من تبسيط الأداب العالمية مثل قصة “مدينتين” ل “تشارلز ديكينز” نحاول أن نبسط أداب عالمية كثيرة للناشئة حتى يتعرفوا عليها.
اتجهنا مؤخرا الى الأدب الكينى للهجة السواحلية فى القصة تسمى “ماجزو” وهى الآن قيد الطبع. فنحاول أن نجعل الطفل المصرى يطلع على الكثير جدا من الأداب العالمية الأخرى بكل اللغات، للتعرف على الثقافات المختلفة-.

ما هى أكثر فنون الأدب التى تشد الطفل؟
-تعتبر القصة أكثر فنون الأدب التى تشد الطفل، بالاضافة الى الشعر لأنه منغم فيجذب الطفل الى سماعه.

كيف يتم اختيار موضوعات قصص الأطفال التى يتم ترجمتها؟
-لابد أن يكون لموضوعات قصص الأطفال هدف، وأن تقدم قيمة للطفل المصرى على وجه الخصوص، وأحيانا نضطر أن نحذف الأشياء التى لا تتناسب مع بيئة الطفل العربى أو المصرى مثل “شرب الخمر”.
فلابد أنها تتلاءم تماما مع عقلية الطفل العربى، وتقدم قيمة وهدف. أي يكون بها نوع من الطموح، قيم أخلاقية تحث على تعاليم معينة.

كيف تساهم القصص المترجمة فى زيادة انتماء الطفل لوطنه؟
-قضية الانتماء تتمثل فى أن الطفل يتعرف على الأداب الأخرى وهذا شئ مهم جدا، لأن الأداب الأخرى تقدم قيمة وفضائل. وهذه الفضائل فضائل انسانية فى كل مكان فكونه يتعرف على ذلك فهو يحاول أن يتعلم منها، فبالتالى تنمى فيه فضائل منها فضيلة الانتماء الى الوطن.

ما هى أهمية الترجمة؟
-أهمية الترجمة هى التعرف على فكر الآخر، والاطلاع على ثقافة الدول الأخرى، وأيضا التعرف فيما يفكر الكتاب فى الدول الأخرى، وماذا يقدمون للأطفال؟. وتزيد من القيم التى يتعلمها الطفل وتفتح آفاقه.

وهل أفادك تخصصك حول أدب الطفل العالمى فى أبحاثك عن أدب الطفل العربى؟
-بالطبع فعلى سبيل المثال كان لدى بحث مقارن بين السيرة الذاتية لطه حسين ( الآيام ) وبين كتابب لناتالى ساروتى ( الطفولة ) وكانت الدراسة عبارة عن مقارنة بين الكتابين كيف صور طه حسين نفسه طفلا؟ وكيف صورت ناتالى ساروتى طفولتها فى روسيا؟ وكان هناك أرضية مشتركة كبيرة جدا بينهم.
اذا كان الأدب المرئى للطفل يعتبر أسهل الطرق للتربية فما المخاطر التى تواجه أطفالنا؟ وما هى المسئولية الملقاة علينا لكى نواجه هذه المخاطر؟
-بالطبع انحصار الكتاب الى حد كبير من أهم المخاطر التى تواجه الطفل، لأن الطفل دائما يفضل المصدر السهل والمصدر السهل هو الأدب المرئى،أى المصدر السهل هو التلفاز وأفلام الكرتون. ولكن بقدر الامكان نحاول أن نقبل التحدى ونقدم له قصصا تجذب انتباهه بكل الأشكال.
-ولمواجهة هذه المخاطر يجب علينا أن نقيم حوار معهم، لأن المخاطر فى كل مكان فعلي سبيل المثال تجربتي مع اولادي اكتشف انهم يتعلموا اشياء لا اتحدثها فكل مكان يقدم ثقافة.المدرسه تقدم ثقافه،النادي يقدم ثقافه ، واصدقائهم يقدمون ثقافه ،فاهم شئ الحوار وجذب الانتباه.
الانسان دائما بلا قراءه لا يساوي شئ لان قيمته الاساسيه فالقراءه.

ما مدى أهمية دور الأدب للارتقاء بنفسية الطفلورفع مستواه الفكرى والأدبى؟
-من المهم جدا أن نقدم اليه قصص ونعلمه القراءة لأن القراءة لها قيمة فى تفتيح آرائه ومداركه وتجعله يتسائل ماذا تعنى هذه الكلمة. فيبدأ الطفل فى آخذ حصيلة لغوية أكثر وأيضا نقدم له خيال.
الأدب بشكل عام يسمو بالانسان، بفكره ومشاعره. وفى مرحلة لاحقة يمكن للطفل أن يكون لديه القدرة على استيعاب أشكال الأدب العالمى مبسطة.

فى أى عمر يمكن أن نقدم جرعات من الأدب للأطفال؟
-عندما يجيد القراءة.
-فى كل الأعمار بدءا من الكتاب الصغير الى كتاب القماش وهو كتاب يكون بشكل القماش فيه صور ويبدأ الطفل يقلب فى صفحاته ليرى الصور، ثم بعد ذلك مرحلة تعليم الحروف فنبدأ بتقديم كتاب للطفل فيه حروف وفيه صور. ثم مرحلة الكلمات وهكذا بالتدريج حتى يصل الى مرحلة أنه يستطيع أن يمسك الكتاب ويقرأ فيه.
كما أن الرسومات مهمة جدا جدا، لأن الأطفال وهم فى مرحلة التعلم يفتحوا الكتب لينظروا الى الصور فقط.

دراساتك وأبحاثك. هل أثرت على علاقتك كأم بأطفالك؟
-نعم. وعملى أيضا فى السلسلة أثر على علاقتى كأم بأطفالها لكنى طوال الوقت أجذبهم للقراءة. وعلى سبيل المثال “أقول لهم ما هو رأيكم فى هذا الكتاب؟ ماذا أعجبكم فيه؟ وما الذى لم يعجبكم؟ فأحيانا تعجبهم قصة فأبتدى آرى ما الذى أعجبهم من المحتوى، الألوان، الرسومات وقطع الكتاب.

علمت أنك حصلت على الدكتوراه من السوربون بفرنسا، وهى الجامعة التى درس فيها عميد الأدب العربى “طه حسين” فلماذا السوربون؟
-نظرا لأننى كنت خريجة مدرسة الراهبات الفرنسية ولكن حبذت الدخول بجامعة عين شمس كلية الأداب قسم اللغة العربية، نظرا لحبى الشديد للأدب العربى. وحاولت استثمار معرفتى باللغة الفرنسية، وفور تخرجى تعينت فى كلية الأداب جامعة حلوان، وأخذت الماجستير فى الأدب المقارن العربى الفرنسى.
وطرحت الجامعة بعثات، فتقدمت اليها. ونظرا لدراستى وعرفتى للغة الفرنسية أن أختار فرنسا وأختار جامعة السوربون، وأعتقد أن “طه حسين” له تأثير علينا بأن نتجه الى جامعة السوربون الذى تخرج منها.

وما هو موضوع الرسالة؟
-موضوع الرسالة كان عن الرواية الجديدة فى فرنسا مقارنة بروايات جيل الستينات فى مصر.
وما هى الرواية الجديدة؟
-الرواية الجديدة فى فرنسا هى تلك الرواية التى تتخذ تقنيات جديدة فى طريقة الكتابة، وفى المتن وفى الشكل.

ما هو دور أدب الأطفال فى تشجيع الابداع؟
-أدب الأطفال مهم جدا فلدينا كتب كثيرة، ولدينا كتاب يقدمون كتب ثرية للأطفال. لكن من رأيى هل كلمة أدب الأطفال هو هو الأدب الذى يكتبه الطفل؟ أم الأدب المقدم للطفل؟ فلا بد أن نضع فى الاعتبار أن الأدب الموجه للطفل يكون له معايير خاصة، لكن الأدب الذى يكتبه الطفل لابد أيضا أن ننظر اليه لأن من خلال أدب الطفل الذى يكتبه الطفل هنستطيع أن نعرف كيف يفكر الطفل.

كيف يمكن أن نتقمص شخصية الطفل ونفكر بطريقته؟
-بأن نقيم حوار معه طوال الوقت، فبالتالى من الممكن معرفة ما يحتاج اليه، وفيما تتجه اليه أفكاره ومعاملته على انه انسان على قدر من المسؤلية.

ما هى أهم الموضوعات التى تجذب الطفل أمام وسائل السوشيال ميديا؟
-حتى الآن بالرغم من وجود وسائل السوشيال ميديا وأفلام الكرتون، سيظل الكتاب هو الجاذب للطفل. فيجب أن نجذب الأطفال بالموضوعات، بالعنوان، بالرسومات، بقطع الكتاب وبالملمس الناعم. يجب علينا تحريك خيال الطفل على كل المستويات سواء على مستوى الشكل او المضمون التى تقدمه القصة.
نحرص أيضا أن تكون الكلمات فيها تشكيل حتى يستطيع الطفل أن يقرأ بمفرده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.