السودانشئون عربية

الجيش السوداني يسيطر على مستشفى شرق النيل وجسر المنشية

 

خسارة قوات الدعم السريع لجسر المنشية تعيق إمداداتها في شرق الخرطوم والمطار

 

كتبت: د. هيام الإبس

شنت القوات المسلحة السودانية ومجموعات متحالفة معها هجمات عنيفة ضد قوات الدعم السريع بالقرب من جسر المنشية، مما أسفر عن سيطرتها الكاملة على الجسر الرابط بين الخرطوم وشرق العاصمة.

وبثت حسابات موالية للجيش على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر القوات المسلحة وهي تفرض سيطرتها بالكامل على مستشفى شرق النيل، الواقع أسفل جسر المنشية من الناحية الشرقية، بعدما حولته قوات الدعم السريع إلى مركز عمليات عسكرية.

إعلان السيطرة على الجسور الرئيسية في الخرطوم

أعلن قائد كتيبة البراء بن مالك، المصباح أبو زيد طلحة، أن الجيش السوداني مع غروب شمس الثلاثاء سيكون قد فرض سيطرته على جميع جسور ولاية الخرطوم، باستثناء جسر جبل أولياء في أقصى جنوب العاصمة.

وخلال الهجوم، تمكنت طائرات مسيرة تابعة للقوات المسلحة من تدمير الدفاعات المتقدمة لقوات الدعم السريع في أعلى جسر المنشية، مما سهل عبور المشاة والمركبات العسكرية المصفحة. وأدت الاشتباكات العنيفة في المنطقة إلى إصابات وسط المدنيين في حي الجريف شرق، بينما تفرقت عناصر من قوات الدعم السريع في شوارع الحي جراء الضربات العسكرية.

إضعاف انتشار الدعم السريع في شرق الخرطوم

بسبب الخسائر التي تكبدتها قوات الدعم السريع في جسرَي المنشية وسوبا، أصبح انتشارها في أحياء شرق وجنوب الخرطوم أقل فاعلية، نظرًا لانقطاع خطوط الإمداد الرئيسية، وفقًا لتفسيرات المراقبين العسكريين.

وكان قائد سلاح المدرعات، اللواء ركن نصر الدين عبد الفتاح، قد صرّح أن الجيش سيصل إلى القصر الجمهوري وجزيرة توتي خلال شهر رمضان، واصفًا هذا الشهر بأنه “موعد الفتوحات الكبرى”.

تفوق الجيش في شرق النيل.. أكبر معاقل الدعم السريع

كادت قوات الدعم السريع أن تحول محلية شرق النيل إلى منطقة خاصة بها، تمارس فيها سلطتها الإدارية والعسكرية طيلة 22 شهرًا من القتال ضد الجيش.

وتقع هذه المحلية، المعروفة بمراكزها الدينية والطرق الصوفية، في أقصى شرق الخرطوم، وهي منطقة ذات كثافة سكانية عالية وأسواق شعبية مهمة، وتتصل بولايات الجزيرة والقضارف ونهر النيل عبر شبكة من الطرق الترابية والمعبدة.

مع بداية الصراع، أبرم بعض شيوخ الطرق الصوفية اتفاقًا غير معلن مع قوات الدعم السريع لضبط الوضع الأمني، مما ساهم في الحفاظ على استقرار نسبي لفترة، قبل أن تتغير الأوضاع مع تقدم الجيش من جهة ولاية الجزيرة.

وكانت محلية شرق النيل واحدة من المناطق التي شهدت عمليات تبادل أسرى، حيث تم تسليم 500 من ضباط وأفراد الشرطة العام الماضي في مسيد الشيخ أبو قرون، الذي قاد الوساطة مع قوات الدعم السريع.

خطة الجيش لاستعادة السيطرة على شرق النيل 

لم يكن بإمكان الجيش التقدم إلى شرق النيل دون المرور أولًا عبر ولاية الجزيرة وقطع خطوط الإمداد عن قوات الدعم السريع. وقد اعتمدت الخطط العسكرية بقيادة عبد الفتاح البرهان على تجنيد آلاف الشباب من ولايات الجزيرة، البطانة، النيل الأبيض، سنار، القضارف، وكسلا، بالإضافة إلى قوات درع السودان بقيادة أبو عاقلة كيكل.

وخلال الربع الأخير من عام 2024، قام الجيش بتدريب وتجهيز ما يصل إلى 10 آلاف مقاتل من الولايات المذكورة، مدفوعين بالرغبة في الانتقام من الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد المدنيين.

وفي نهاية العام الماضي، التقى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان مع أبو عاقلة كيكل، حيث تم الاتفاق على تزويد قواته بالسلاح النوعي، الحماية الجوية، والتمويل اللازم لتجهيز آلاف المقاتلين.

استراتيجية الجيش لاستعادة الخرطوم

بعد خسارة الجيش لمعركة ولاية الجزيرة في أبريل 2024، أدركت القيادة العسكرية أهمية امتلاك تسليح نوعي واستخدام الطائرات المسيرة لإضعاف قوات الدعم السريع، التي تعتمد على كثافة النيران والقوة البشرية.

عند دعوة الجيش لمفاوضات جنيف، لم يكن مستعدًا للمشاركة نظرًا لخسائره الكبيرة في الخرطوم والجزيرة وأجزاء من سنار، بينما سارع مستشارو الدعم السريع للحضور، على أمل أن تتيح لهم المفاوضات فرصة الاحتفاظ بالمناطق التي يسيطرون عليها حال إعلان وقف إطلاق النار.

ولضمان استعادة العاصمة، ركز الجيش على:

  1. تشكيل وحدات مشاة مدربة مدعومة بتسليح نوعي ودعم جوي.
  2. استنزاف قوات الدعم السريع عبر حرب طويلة الأمد، خاصة بعد مقتل ستة من قياداتها الميدانية البارزة، بينهم القائد جلحة.

الجيش يتقدم نحو تطويق الخرطوم

بدأ الجيش حملة استعادة ولاية الجزيرة في يناير 2025، تلاها التوغل نحو محلية شرق النيل. واعتمد خلال الأسبوعين الماضيين على الهجمات بالطائرات المسيرة في جسر المنشية وحلة كوكو، مما سهل تقدم المشاة إلى داخل أحياء شرق النيل.

مع فرض سيطرته على الناحية الشرقية من جسر المنشية، يضع الجيش الآن أنظاره على أحياء شرق الخرطوم والمطار. كما يتوقع أن يسلك الجيش مسارًا من كوبري سوبا للالتقاء مع قواته القادمة من شرق النيل لتطويق العاصمة من الناحية الشرقية، بينما يواصل تقدمه من الناحية الغربية عبر ولاية الجزيرة، في محاولة للسيطرة على مدينة جياد الصناعية والتقدم نحو الباقير وجنوب الخرطوم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى