بقلم ا. د/نادية حجازي نعمان
تناول المقالين السابقين بعض وسائل علاج ضعف الإيمان ونستكمل هذه الوسائل فى هذا المقال :
– 6 – الإكثار من الأعمال الصالحة وملء الوقت بها وهذا من أقوى أسباب علاج ضعف الإيمان _من لم يشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل.
رجاء قبول العمل الصالح مع الخوف من عدم القبول: فبعد الاجتهاد فى الطاعات ينبغى الخوف من ردها على صاحبها ، وعن عائشة رضى الله عنها قالت سألت رسول الله فى الآية: والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجله” قالت عائشة هم الذين يشربون الخمر ويسرقون قال لا يابنت الصديق ولكنهم يصومون ويتصدقون ويخافون ألا يقبل منهم” فيجب أن نتيقن أن من صفات المؤمن احتقار ما يؤديه أمام حق الله عليه ويتيقن الإنسان دائما أن مامعه من أعمال لايكفى وأن مايؤديه لايقبل إلا بكرم الله وجوده وتفضله .
-
7- سابع بند لتقوية تنويع العبادات: إن النفوس ليست متماثلة فى امكانياتها فقد تتلذذ بعض النفوس بالصلاة والبعض بإخراج الصدقة .. و.. و .. وعن رسول الله أن كلاً سينادى من أبواب الجنة حسب العمل الذى كان يتقنه وقبل منه فقال رسول الله ” من كان من أهل الصلاة دعى من باب الصلاة ومن كان من أهل الصيام دعى من باب الريان ومن كان من اهل الصدقة دعى من باب الصدقة.. إلى اخر حديث رسول الله .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : الوالد أوسط ابواب الجنة” أى بر الوالدين .
ويمكن الاستفادة من هذا الأمر فى تنويع العبادة لضمان القبول والوصول بأحد الأعمال إلى مرضاة الله وأيضا الربح دنيويا لما فى أثر التنويع من معانى جميلة على النفس .
وفى صدد التنويع نتذكر معا شيء ودائما يغيب عن الأذهان ويظهر فى حديث الرسول عندما جاءه رجل يشكو قسوة قلبه فقال له الرسول” أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه واطعمه من طعامك يلين قلبك وتدرك حاجتك. -
8- الخوف من سوء الخاتمة ونتذكر هنا قصة الرجل الذى كان مع المسلمين يقاتل الكفار قتالا لم يقاتله أحد وقال النبى” أما إنه من اهل النار” فتتبعه رجل من المسلمين وأصاب الرجل جرحا شديدا وساتعجل الموت ووضع سيفه بين ثدييه واتكأ عليه فقتل نفسه .
وفى هذا الصدد هناك حكايات كثيرة عن من يرفض ذكر الشهادة عند الموت ومن يستمر فى لحظات الاحتضار فى عد أمواله وهناك من يغير وجهه عن القبلة وهناك من يقول ربى هو ذا يظلمنى ويعذبنى .